يعد التهاب اللوزتين من أهم المشكلات شيوعا في العالم، وهى مشكلة لا تفرق بين كبير وصغير، فاللوزتان تعتبران أحد أهم خطوط الدفاع في الجسم تجاه الأمراض ووظيفتهما مناعية بحته حيث تعملان على وقاية جسم الإنسان من الميكروبات والجراثيم التي تصل إليه عبر الجهازين التنفسي والهضمي وقد تتعرضان للإلتهاب من جراء ذلك، لكن التهاب اللوزتين والذي قد يبدأ بشكل بسيط في أعراضه يؤثر لاحقا على كامل الجسم وتحديدا القلب بحسب دراسات متنوعة كما يؤثر على المفاصل اذا لم يعالج فورا وقد يتطور ليصبح مشكلة مؤلمة ومزمنة عند البعض لا تتوقف الا بالتدخل الجراحي لاستئصالهما.
وبشكل عام فإن إلتهاب اللوزتين متكرر وشائع اذ يبلغ الحد الأعلى لدي الأطفال من ٤ إلى ٦ مرات سنويا أما لدي الأشخاص البالغين فقد تحدث عدوي شديدة تصل لـ ٣ مرات أو أكثر لدى بعض الحالات ويقول عنها الأطباء أنها عدوى مزعجة جدا لهم.
ماهى آلية عمل اللوزتين في مقاومة العدوى والأمراض ؟
يجيب علينا اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة الدكتور “حبيب بيطار” عادة ما تتم عملية عدوى اللوزتين بشكل فيروسي أو بكتيري حيث أن اللوزتان تعدان خط الدفاع الأول ضد البكتيريا والجراثيم التي تدخل للجسم البشري من خلال وجودها بجوف الفم بشكل مباشر حيث يقوم الجسم بتشكيل الأجسام المضادة لتلك البكتيريا او الجراثيم ولذلك يؤدي وجود اللوزتين بموقع متقدم بجوف الفم بأن تكون أحد أهم الأسباب المناعية بشكل عام ضد العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
متي يتم التدخل الجراحي لاستئصال اللوزتين ؟
أوضح الدكتور” حبيب بيطار” بأن للتدخل الجراحي أسباب عديدة ولكن يجب أولا التأكد من أن الإلتهاب باللوزتين وليس بجدار البلعوم الخلفي فإذا تجاوز عدد مرات الإلتهاب ٦ مرات بالسنة بشكل متواصل أو ٣ مرات لمدة سنتين بشكل متواصل هنا يفضل الاستئصال ويوجد عدد من الحالات التي تؤدي فيها ضخامة اللوزتين لسد مجري التنفس مما يحتم الاستئصال حتي يستطيع المريض التنفس بشكل طبيعي وفي حالة الشكك بالإصابة بالسرطان يتم استئصال اللوزتين وأخذ عينة وإجراء التشخيص بشكل دقيق كما يوجد بعض الحالات التي تصاب فيها اللوزتين بخراج لا يستجيب للمضادات الحيوية مما يتحتم معه الاستئصال.
كيف يتم التمييز بين حالات التهاب اللوزتين ؟
يتم تشخيص التهاب اللوزتين البكتيري الشديد من خلال عدة أعراض منها الحرارة العالية ووجود نتحات بيضاء قيحية على اللوزتين تغطي اللوزتين على شكل غشاء أبيض وفي حالة التعرف على هذه الأعراض يجب مباشرة زيارة الطبيب وإجراء تحليل لعينة من اللوزتين لتشخيص البكتيريا بشكل أكيد لتجنب التشخيص الخاطئ.
لماذا تكون الأعراض أكثر شدة عند البالغين ؟
يرجع ذلك لأن حجم اللوزتين أكبر عند البالغين كما أن بنية اللوزتين تكون معرضة أكبر للتليف مما يؤدي لأعراض أشد منها عند الأطفال مما ينعكس لدينا كأطباء حيث أن المعاناه بعد الجراحة عند البالغين تكون أكبر وأشد من المعاناه عند الأطفال بسبب وجود تليفات والتهابات شديدة سابقة داخل اللوزتين بينما عند الأطفال تتعامل اللوزتان مع الإلتهاب بشكل أفضل
هل يفقد الجسم جزء من مناعته بعد استئصال اللوزتين ؟
نعمل دائما على تأخير عملية الاستئصال لما بعد سن الحادية عشر حيث يقل دور اللوزتين المناعي بشكل كبير وبالنسبة لإجراء العملية عند الأطفال تعتبر أقل ايلاما عن البالغين حيث تكون أكثر التصاقا بالجسم مما يؤدى لألم أشد أو نزيف في بعض الحالات ولذلك يتم استخدام الليزر في العمليات الجراحية من أجل ايقاف النزيف أو ربط بعض الأوعية الدموية الكبيرة من أجل منع أي نزيف كما اصبح من الممكن مؤخراً بإستخدام الليزر تجنب استئصال اللوزتين عن طريق تصغير حجم اللوزتين باستخدام الليزر مما يجنب المريض الألم.
هل يعد استخدام الطرق الطبيعية مفيدا في علاج التهاب اللوزتين ؟
وتابع، “حبيب” من الشائع أنه يجب تجنب تناول المشروبات الباردة عند التهاب اللوزتين غير أنه لا يوجد أبحاث علمية تؤكد ذلك ولا يوجد فرق بين المشروبات الباردة أو الساخنة ولكن بعض الأفراد يعانون من المشروبات الباردة بسبب وجود منطقة ملتهبة ولذلك يفضلون المشروبات الدافئة وعادة ما ننصح المرضى بعد إجراء الجراحة بتناول المشروبات الباردة أو تناول المثلجات من أجل أن تظل المنطقة بمأمن من النزف ولذلك يعد الموضوع عبارة عن تفضيلات شخصية دون أي سند طبي.