أحدث طرق علاج آلام الظهر – آلام الظهر من أكثر الشكاوى الصحية شيوعاً في العالم، هي مشكلة يقول عنها الخبراء أنها السبب المباشر لأخذ إجازات مرضية يومياً، وتختلف أسباب ذلك الألم فمصدرها إما يكون من العظام أو الفقرات أو الأربطة والأعصاب، وقد يلعب الضغط النفسي دوراً كبيراً في التسبب بها.
افتتح “د. محمد ملحم عروس” (استشاري الجراحة النفسية) حديثه بأن آلام الظهر تعتبر من أمراض العصر، وأما عن أسبابها فلها أسباب كثيرة، من ضمن هذه الأسباب هي الأسباب التي تواجدت نتيجة التطور التكنولوجي الذي شهده العصر، فهناك من يجلس على جهاز الكمبيوتر لفترات طويلة ومن يقود سيارته لمدة قد تصل إلى عدة ساعات متواصلة بالإضافة إلى عدم الالتزام بممارسة أي نوع من الرياضة، كل ذلك ينتج عنه ضعف في العضلات وتشنجات عضلية والتي بتطورها تسبب مشاكل جذرية بالعمود الفقري.
يتطور ألم الظهر بشكل تدريجي ليصبح مشكلة صحية تؤرق المصاب به، يبدأ بشكل مفاجئ ويستمر أيام وأسابيع ليتحول بعدها إلى ألم مزمن لايمكنه تحمله.
أضاف “د. محمد ملحم عروس” أن بشكل عام أغلب الشكاوى الطبية ترتبط بآلام أسفل الظهر أو آلام الرقبة، وبعض المرضى يأتي بآلام مصحوبة بأعراض جذرية كأن يكون الألم قد امتد ووصل إلى الذراعين.
علاجات ألم الظهر تطورت كثيراً، يقول الأطباء أن معظم حالات علاج الألم يمكن السيطرة عليها بالإسعافات الأولية التي تشمل تمرينات خفيفة كالمشي أو تناول أدوية مسكنة، كما يشير الأطباء إلى طريقة أخرى تُريح المريض عبر جلسات لحقن العمود الفقري عبر قسطرة خاصة توصل الدواء ومضادات الالتهاب إلى مصدر الألم في الظهر وتحديداً إلى مصدر الانزلاق الغضروفي المسبب للألم.
أكمل “د. محمد ملحم” أن هناك علاجات كثيرة مختلفة، فالعلاجات يمكن تقسيمها إلى 3 أقسام، القسم الأول وهو العلاج التقليلي ويشمل الأدوية والتمارين الرياضية، والقسم الثاني وهو علاجات أو جراحات الحد الأدنى لأنها تتم بدون عمل جراحي مفتوح باستخدام تقنيات جديدة مثل: (تقنية القسطرة – تقنية الإبر الموجهه – تقنية الليزر – تقنية المنظار – تقنية الحقن بالبروتين الذاتي)، والقسم الثالث وهو العمل الجراحي ويتم اللجوء لهذا القسم في حال أن غيره من العلاجات البديلة لم تُجد نفعاً وذلك عادةً ما يحدث في حالات الآلام المزمنة.
قسطرة العمود الفقري مرت بمراحل كثيرة فمنذ ابتكارها قبل نحو عشر سنوات كانت تعتمد على التصوير المقطعي والشعاعي، أما اليوم فهي تعالج المريض عبر الحقن الموجه أي عن طريق معرفة مكان الألم بشكل دقيق جداً عبر تقنية التصوير الثلاثي الأبعاد الموجه بالكمبيوتر.
يساهم النشاط الرياضي بشكل عام في التخلص من الآلام خاصةً آلام أسفل الظهر، إذ أن الرياضة تنشط الدورة الدموية وتقوي العضلات الداعمة للعظام، ويوصي الأطباء بأنواع محددة من التمارين المساعدة على توازن الجسم واستقامته والتي تقلل من احتمال الإصابة خاصةً مع التقدم في العمر.
ومؤخراً تم تحديث التوصيات الطبية الخاصة بالتعامل مع آلام الظهر، إذ أوصت الكلية الأمريكية للأطباء بتغيير النصيحة الطبية الأولى التي تعتمد على تناول مسكنات الألم، إذ أشار الأطباء إلى أن المسكنات قد لا تعتبر الخيار الأول لعلاج آلام أسفل الظهر على وجه التحديد، وركز الأطباء على خيارات علاجية لا تُدرج الدواء ضمن قائمتها. الإرشادات الجديدة صبت أهتمامها على العلاجات غير الجراحية التي تعتمد على ممارسة الرياضة و الإبر الصينية والتدليك، ويرى الأطباء أن للألم دورة طبيعية قد تستمر فترة من الزمن وتختفي عند ممارسة المصابين لأنواع من الأنشطة تساهم في التخفيف من آلامهم وحتى التخلص منها.