«عماد» يسأل: أود السؤال عن حالة أمي التي تبلغ من العمر 78 سنة وتعاني من الزهايمر منذ حوالي سنتين، ولقد فقدت قدرتها على التركيز منذ 5 أشهر فقط، زارت الطبيب مؤخرا ونصحها بتناول دواء اسمه “Aricept“.. وأخبرنا الطبيب أن هذا العلاج لتخفيف الأعراض فقط لأن مرض الزهايمر لا يمكن الشفاء منه، لذا فإن هذا الدواء لا فائدة منه بالإضافة إلى غلو سعره. وسؤالي الآن هو هل هناك بديل لهذا العلاج من الطب البديل ويكون له تأثير فعال؟
⇐ فريق الاستشارات الصحية أجاب السائل؛ فأوضح: أخي العزيز.. بداية أخي دعني أعطيك نبذة مختصرة عن مرض الزهايمر كي يتسنى لك استيعاب الموضوع بشكل جيد.. فمرض الزهايمر هو اضطراب تقدمي يصيب المخ بتحلل في أنسجته؛ وهو ما يؤدي إلى اضطراب في القدرات العقلية، وفقدان التوازن العقلي لدى المصاب، ويصيب تقريبا ما بين 2–5% من الأفراد فوق سن 65، و20% من الأفراد فوق سن 80.
ولا يُعرف له أسباب حتى الآن إلا أن هناك أكثر من اعتقاد:
- يعتقد أن هناك عاملا وراثيا للمرض؛ حيث إن احتمال الإصابة به يزداد بمعدل خمس مرات في من لديهم آباء أو أخوات مصابون به.
- كما أن هناك نظرية أخرى تربطه بحدوث إصابات سابقة بالدماغ بسبب حركة مفاجئة للرأس كالذي يحدث في حالة وقوف السيارة وقوفا مفاجئا.
- كما أن الجهاز المناعي للإنسان قد يكون له دور أيضا في الإصابة بالمرض.
- الراديكالات الحرة متهمة هي الأخرى في الإصابة بمرض الزهايمر، وهي عبارة عن جزيئات أكسوجينية شديدة التفاعل الكيماوي، وهي ذات علاقة أيضا بحدوث أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
ويتسبب هذا المرض في تدمير خلايا وأعصاب المخ –خاصة بمنطقة “قرن أمون hippocampus” والقشرة الدماغية المتصلة به– وهو ما يؤدي إلى تعطيل أو تدمير المواد الكيماوية “Acetylcholine” التي تنقل الإشارات من مكان إلى آخر داخل المخ خاصة المسئولة منها عن حفظ الذاكرة؛ مما يؤدي إلى التأثير على قدرة المصاب في التذكر والتكلم واتخاذ القرارات.
ولا يوجد حتى الآن يا عزيزي علاج طبي بإمكانه إيقاف تطور المرض أو علاجه، كما أنه لا يوجد أي علاج في الطب البديل يساعد في منع تطور الحالة، وربما كان السبب في هذا هو أنه لا يمكن تشخيص المرض إلا بعد ظهور أعراضه؛ حيث تكون الإصابة داخل المخ قد وصلت إلى مرحلة متقدمة لا ينفع معها علاج.
وهناك بعض الأبحاث العلمية تشير إلى أن تناول بعض الأدوية قبل ظهور المرض كمضادات الالتهاب أو تناول كميات كبيرة من الكركم والكاري داخل الطعام قد تقلل من فرص الإصابة به.
بالإضافة إلى تناول فيتامين E (antioxidant) بشكل يومي من شأنه الوقاية من مرض الزهايمر؛ وذلك بسبب إبطال الفيتامين لمفعول الراديكالات الحرة داخل الجسم. إلا أن أغلب الأدوية التي يصفها الأطباء حاليا لمرضى الزهايمر مثل “Aricept” ما هي إلا للحد من شدة بعض الأعراض فقط، لذا فإني أنصح بعدم إيقافها.
كما أنه للوقاية من مرض الزهايمر ينصح بالاهتمام بالقيام بالأنشطة الذهنية والجسدية بشكل منتظم من شأنه المحافظة على صفاء الذهن والوقاية من مرض الزهايمر فالقيام ببعض الأنشطة الاجتماعية بشكل منتظم، مثل زيارة الأقارب والأصدقاء من شأنه تقليل فرص الإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 38%. هذا بالإضافة إلى بعض الأنشطة الوقائية الأخرى مثل قراءة الكتب، والقيام بتمشية يومية، والتردد على دور العبادة.
عزيزي.. قدر الله وما شاء فعل فالواقع الذي نلمسه أمامنا الآن أن الأم مصابة بمرض الزهايمر وكل ما يمكننا عمله تجاهه هو محاولة السيطرة عليه بالأدوية المتاحة لدينا الآن، لذا فإني أنصح باستمرار الأم العزيزة على العلاج الذي وصفه لها الطبيب فالعلاجات الأخرى المشابهة له ستكون بنفس التكلفة وربما أعلى! بالإضافة إلى أن البعض الآخر ما زال قيد البحث والدراسة.
وأنصح أيضا بملاحظة الاضطرابات التي تمر بها الأم كاضطرابات النوم والسلوك العام لها وعلاجها إن وجدت تحت إشراف طبي بالطبع، حيث إن علاج هذه الاضطرابات له دور كبير في تقدم الحالة إيجابا.
كما لا بد من مراجعة الأدوية الأخرى التي تتناولها الأم مثل (أدوية الضغط، السكر، الكوليستيرول… إلخ) لأن بعض الأدوية له تأثير مباشر على التركيز.
أرجو أن تتابعنا بتطورات حالة الأم العزيزة لنطمئن عليها.