التأتأة عند الأطفال هي عبارة عن اضطرابات في النطق والكلام، أي لا يستطيع الطفل التكلم والتحدث جيداً مثل باقي الأطفال الأخرى، ولكن هناك التأتأة الطبيعية التي تحدث في عمر الثلاث أو الأربع سنوات، فجميع الأطفال يتعرضون للتأتأة في هذا العمر.
ولكن إذا لاحظ الأهل استمرار الطفل في التأتأة فعليهم استشارة الطبيب المختص، ومن هنا يقوم الطبيب بتعليم الطفل بدايات الكلام، حتى يساعده على تخطي هذه المُشكلة.
المقصود بالتأتأة في علم النطق
تقول “هوازن خطايبة” أخصائية النطق واللغة: أن التأتأة هي عبارة عن اضطراب في الطلاقة الكلامية، فمثلاً هناك أشخاص لا تستطيع التحدث بشكل جيد، أو تقوم بتكرار الكلام، أو تقوم بالتعليق على صوت معين.
وهذه تكون موجودة غالباً لدى الأطفال في البدايات على عمر ثلاث سنوات ونصف تبدأ في الظهور، وتكون طبيعية في هذه الفترة، ولكن فيما بعد يجب الانتباه أن الطفل هكذا أصبح شخص متأتأ.
أسباب التأتأة
التأتأة عند الأطفال لها سببين: السبب الأول يكون وراثي، والسبب الثاني قد يكون مشكلة في الدماغ، ولكنها ليست مشكلة كبيرة في الدماغ تتطلب الذهاب لأخصائي أعصاب، ولكنها تكون تشابكات عصبية مختلفة.
وقد يكون هؤلاء الأشخاص يفكرون بسرعة، وأشخاص حركيين، ولديهم ذكاء اجتماعي عالي، ويقومون بتعويض التأتأة لديهم بلغة الجسد، ولكن قد يكون هؤلاء الأشخاص أيضاً منسحبين أو انطوائيين، وهذا يختلف بطريقة تأثير البيئة عليهم.
التفريق بين التأتأة وتأخر النطق
في عمر الثلاث أو أربع سنوات يكون من الطبيعي أن يتأتأ الطفل، وجميع الأطفال يتأتأون في هذا العمر، ويجب الانتباه للتاريخ الوراثي أيضاً، أو ظهور بعض العلامات على الطفل مثل أن يقوم بالشد على عينيه في لحظة التأتأة، أو يقوم بالشد على جسمه أو يديه، في البداية يتم ترك الطفل على راحته.
وإذا لم تختفي هذه الحالة عند عمر خمس سنوات وقتها يكون هناك اضطراب، ويجب زيارة أخصائي نطق لفحص الطفل.
وفي العادة يكون هناك وعي موجود لدى الأم أو الأب، وإذا كان الأب لديه مشكلة التأتأة يجب على الأم الانتباه اكثر، وإقناع الأب بزيارة أخصائي نطق، وأحياناً البيئة تساعد على حل المشكلة، وفي المدرسة تلاحظ المعلمة إذا كان الطفل لديه مشكله تأتأة فتنصح الأهل بزيارة أخصائي نطق والاطمئنان على الطفل.
علاج التأتأة
نظام العلاج يتضمن طريقتين، إذا وصل الطفل إلى عمر خمس سنوات وكان لديه مشكلة التأتأة وغير واعي، ويضغط الأهل على الطفل حتى يتحدث بطريقة جيدة، وأحياناً يتم ضربه، ولكن إذا كان الطفل غير واعي يجب أخذه لأخصائي ويعلمه البداية السهلة للكلام، واعطاء استراتيجية للأهل للتعامل مع الطفل سواء في المنزل، أو المدرسة، أو البيئة المحيطة.
وأضافت أن جميع الأشخاص لديهم تأتأة بنسبة ٢٠٪ بسبب الضغط والتوتر والحماس، وعند العلاج لا يتم العلاج بنسبة ١٠٠٪، ولكن يتم علاج ٨٠٪ فقط من مشاكل التأتأة، والعلاج يتطلب وقت لأنه يكون عضوي ونفسي، ومن الممكن أن تعود المشكلة في مرحلة المراهقة.
ومن الممكن أن تعود المشكلة إذا تعرض الشخص لمقابلة عمل، أو تعرض لتوتر أو ضغط; فتظل هذه الاستراتيجيات خلال مراحل الحياة.
نصائح للأهل للابتعاد عن السلوكيات الغير صحيحة
إذا لاحظ الأهل أن طفلهم يتأتأ يجب أن يكون هناك سلوكيات يومية، وتحضير الطفل قبل القيام بأي شيء، وعدم ضغط الطفل في أي مهام أو وقت، والانتباه لعدم توضيح التوتر والخوف في حالة تأتأة الطفل، أو تكملة الكلام عن الطفل، وترك الطفل يأخذ وقته في التحدث وتكملة الكلام، وتعليمه التنفس العميق; وبهذه الطرق يمكن حل المشكلة.
أردفت هوازن أنه يمكن للمعلمين في المدرسة تخصيص حصة معينة للتحدث عن التأتأة، وتشخيص مثال لشخص يتأتأ ولكنه توصل إلى نجاح معين، وتحفيز الطفل أنه حتى إذا كان لديه مشكلة التأتأة مازال بإمكانه الإنجاز والنجاح والوصول إلى أماكن عالية، وأن التأتأة لن تؤثر على حياته.
هل هناك وقت متأخر لمعالجة التأتأة؟
كلما كان علاج التأتأة في وقت مبكر كلما كان أفضل، ولكن يمكن التدخل وعلاج المشكلة أيضاً في عمر متأخر.
ختمت هوازن خطايبة حديثها قائلة أن الشخص بمجرد أن يتوتر كثيراً تكون في العادة ثقته في نفسه منخفضة، ويصبح نفسه ضيق ولا يستطيع التحدث.
وبالتالي انتقلت المشكلة من نفسية إلى عضوية، وفي جلسات النطق يتم علاج المشاكل النفسية مع المشاكل العضوية، وهناك الكثير من الشخصيات الكبيرة التي حققت إنجازات عظيمة بالرغم من التأتأة في الكلام.