يتعرض جميع الأشخاص لحدوث الندب في الجلد نتيجة أسباب مختلفة أبرزها الجروح في البشرة، وذلك لأنه في حالة حدوث جرح في البشرة فإن خلايا الجسم تحاول التئام هذا الجرح، مما يؤدي لزيادة الكولاجين في مكان الجرح وبالتالي يظهر بشكل مختلف.
ولكن أصبح الآن هناك الكثير من العلاجات المختلفة التي تساعد في التخلص من هذه الندب، والتي تعتمد على طبيعة الشخص ونوعية الندبة الحادثة.
كيف تتشكل الندب على البشرة؟
تقول الدكتورة “نورا سالم سلمان”، طبيب ممارس تجميل وليزر، أن البشرة عبارة عن طبقات، وإذا حدث اختراق لهذه الطبقات لسبب من الأسباب كجرح مثلًا في البشرة، أو عدوى، أو حبوب، فهذه الطبقات يتم اختراقها وتُكون جرح، وبالتالي فإن خلايا الجسم تتسارع في إرسال خلايا لالتئام وإغلاق هذا الجرح، ولضمان إغلاق هذا الجرح فإن نسبة الكولاجين في مكان هذا الجرح تكون مرتفعة مقارنة بالخلايا الأخرى من حوله.
من الجدير بالذكر أن أنواع الندب التي تتشكل على البشرة كثيرة، ولكن أهمها ثلاثة أنواع؛ الندب التضخمية، ندب الكيلويد، والندب التصبغية.
وبالنسبة الندب التضخمية وندب الكيلويد تعتبر متشابهة؛ فخلايا الجسم تفرز خلايا أكثر من حاجتها لالتئام هذا الجرح.
ولكن الفرق أنه في حالة الندب التضخمية فإن الجسم نفسه هو الذي يفرز الخلايا القوية لالتئام الجرح، أما في حالة الكيلويد فإن الجسم يكون لديه استعداد وراثي لإفراز هذه الخلايا. أما بالنسبة للندب التصبغية فهي عادةً تتكون لدى أصحاب البشرة الداكنة.
وتابعت د. “نورا” أن الكلف والتصبغات تختلف عن الندب، فهي عبارة عن تراكم لطبقات الجلد الميتة فوق بعضها بسبب التعرض للشمس، أو بسبب عامل وراثي، أو بسبب الحمل والهرمونات.
علاجات الندب
تؤكد د. “سلمان” أن علاجات الندب تختلف على حسب جسم الإنسان وطبيعة الجرح المتكون؛ فإذا كان الجرح عميق تكون الندبة قوية وشديدة، بينما إذا كان الجرح سطحي تكون الندبة بسيطة.
ولذلك تنصح الدكتورة الأشخاص الذين لديهم الندب بعدم التعرض للشمس، وذلك لأنها تسبب حكة، أو اختراق للجلد وحدوث قطع في الأعصاب أو الأوعية والشعيرات الدموية الداخلية.
إضافة لذلك فإن التئام الأعصاب يستغرق من ستة أشهر إلى سنة.
وتابعت الدكتورة أنه لعلاج الندب يتم استخدام كريمات الكورتيزون الموضعية ولكن بنسب قليلة، وإذا كانت الندب خشنة يستخدم إبر كورتيزون، وتكرر الجلسة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، إضافة إلى استخدام الأربطة السيليكون.
ولكن حديثًا يتم استخدام الليزر لعلاج الندب، وهو يعمل على تقشير الخلايا لفك الألياف، وهناك طريقة أخرى وهي تقطيع الألياف.
أما الأشخاص المعرضين لتكون الندب بعد حب الشباب فيتم استخدام إبر لتعبئة الفراغ الممكن أن يحدث بعد إزالة حب الشباب.
تنصح د. “نورا” بعدم استخدام أي علاج إلا بعد مراجعة الطبيب؛ وذلك لأن الطبيب يقوم بتحديد العلاج المناسب على حسب نوع الندبة؛ فالندب البسيطة قد تحتاج بعض الأحيان إلى الكريمات فقط، وفي أحيان أخرى قد تحتاج إلى الليزر، وأحيانًا يحتاج للتقشير أو تقطيع الألياف، وهذا يختلف من شخص إلى آخر.
والجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان تكون الندب بنية مائلة إلى الاسمرار، وبالتالي يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى كريمات تفتيح اللون. وعليه فإن العلاج بالطبع يتم تحديده على حسب طبيعة الشخص وشكل ونوع الندبة.
تؤكد د. “سلمان” أن العدوى والالتهابات الفيروسية والفطريات والحركة الزائدة تؤدي إلى كشف الندبة، وبالتالي تدخل الميكروبات للندبة وتسبب التهابات، وكذلك فإن التعرض للشمس يؤدي إلى حدوث حروق وتهيج في الندب. لذلك تنصح الدكتورة بوضع واقي الشمس عند التعرض للشمس.
ومن المعروف أن الأطراف هي أكثر المناطق المعرضة للندب، كما أن الندبة المتواجدة على المفاصل تكون صعبة العلاج، ويزداد الألم في المفاصل مع الحركة.
هل يساعد الهايلورنيك أسيد في علاج الندبات؟
كما تقول د. “سلمان”، أن الهايلورنيك أسيد موجود في جسم الإنسان، وهو يعمل على جذب الماء عند حقنه في مكان الندبة، مما يؤدي إلى ارتفاع الندبة.
وأضافت الدكتورة أن سيرم الهايلورنيك أسيد يتم استخدامه في الديرما رولر، وبالتالي عند مرور الديرما رولر على البشرة فإنها تحدث جروح يتخلل من خلالها الهايلورنيك أسيد إلى داخل البشرة.
ومما سبق نستنتج أن سيرم الهايلورنيك أسيد لا تمتصه البشرة إلى في حالة إحداث جرح في البشرة وإدخال السيرم من خلال هذا الجرح، ولكن إذا تم وضعه بشكل مباشر بدون الديرما رولر على البشرة فإنه يتبخر ولا تمتصه البشرة.
أردفت د. “سلمان”، أن استخدام الليزر لعلاج الندب يتم على حسب نوع وحالة الندبة، ولا يتم استخدام الليزر في جميع الحالات؛ فهناك حالات تعالج بالكريمات الموضعية أو المرطبات والابتعاد عن الشمس، بينما إذا كانت الندبة تعيق الحركة ننصح بالعلاج عن طريق الاستئصال الجراحي ومن ثم جلسات إبر وكريمات الكورتيزون، وهناك حالات أخرى يتم فيها استخدام الليزر لتقطيع الألياف وتحفيز الكولاجين لترميم الندبة.
ومما لا شك فيه أن هناك بعض الكريمات التحضيرية التي تستخدم للتقشير أو توحيد لون البشرة قبل بدء علاج الندب باستخدام الليزر، وذلك لأن استخدام الليزر قد يعرض الجسم لتكوين الفطريات أو الالتهابات. ولهذا السبب يتم استخدام كريمات موضعية قبل ثلاثة أسابيع من استخدام الليزر، إضافة إلى الكريمات الأخرى الواقية للشمس وكريمات الترطيب.
كما أضافت الدكتورة أن مدة العلاج يتم تحديدها على حسب نوع البشرة وعلى حسب نوع الندبة نفسها؛ فإذا كانت بسيطة تحتاج إلى ثلاثة أسابيع، وإذا كانت كبيرة فإنها تحتاج إلى مدة أكبر قد تتجاوز ستة أشهر. بينما الليزر فإنه يتم خلال جلسة واحدة.
ختامًا، تنصح د. “نورا” الأشخاص الذين لديهم استعداد وقابلية لتكوين الندب يجب عليهم الالتزام بعدم التعرض للكدمات والجروح، وفي حالة تعرضهم للكدمات والجروح يجب أخذ الإجراءات اللازمة واستخدام العلاجات اللازمة.