يرى بعض الأهالي أن التعامل مع الطفل الطماع يكون بإعطائه كل ما يريد، ولا يتم التعامل معه بالضرب أو الصياح، ويتم توجيهه بالكلام ومعاملته معاملة حسنة وإقناعه بالشيء المطلوب، ولا يجب حرمان الطفل من أي شيء يريده، ومعاملته كالشخص الكبير، وتوفير له كل ما يريد، وإذا تم حرمانه يصبح طماع أكثر، ولكن لا بد أن تكون طلباته غير ضارة، أو لا تؤثر على أشياء في حياته مثل الدراسة مثلاً.
تقول الدكتورة نسرين الموسوي، وهي مشرفة تربوية، أن الأهالي يوفرون للطفل جميع الطلبات التي يريدها، والخطأ يعود للأهل وللأم في المرتبة الأولى، والتي تعلم الطفل كثرة تلبية طلباته، وبالتالي ينشأ طفل طماع وأناني.
الطمع هو حب الذات وحب تملك الأشياء مثل الألعاب حتى لو كانت ملك لغيره فهو يريدها ويريد أن يمتلكها.
الطفل من سن سنة لسنة ونصف، يعتبر كل ما حوله وكل ما يراه هو ملك له، ودور الأم هنا مهم، فيجب عليها تعليم الطفل القناعة، والرضا بما يملك، والاكتفاء بطعام واحد أو ملبس واحد، ومع التدريب سوف يتخلص الطفل من هذا الطمع وسوف يصبح طفل سوي، وكلما قمنا بتلبية طلبات الطفل، كلما يطلب أكثر وأكثر، وبالتالي ينشأ طفل أناني وطماع، يطمع بكل شئ يراه.
النتائج المترتبة على تلبية كل طلبات الطفل
تلبية للطفل جميع طلباته بالطبع يزيد الطمع لدى الطفل أكثر، ويعرف الطفل نقطة الضعف لدى الأم، بالبكاء والصراخ، يجب على الأم عدم تلبية جميع طلباته، مهما يبكي ومهما يصرخ، لأنها إذا قامت بتلبية طلباته بالبكاء سوف يعتاد الطفل على هذا الشيء، ويتعلم استحقاق هذا الشيء.
وهناك الكثير من الأطفال يخربون الألعاب ولا يحافظون عليها، لأنه ببساطة يريد غيرها، لأنه يريد أن يمتلك كل شيء حوله، وبعض الأطفال يقلدون الأهل عن طريق حب التملك، واكتساب الأنانية من الأهل، وبالتالي تنعكس لديهم تلك الصفة، هناك بعض الأطفال لديهم ثقة بالنفس.
وهناك بعض الأهالي يقومون بتلبية جميع طلبات الطفل خوفاً من اصابته بأي أمراض نفسية، وهو سلوك بالفعل خاطئ، فيجب تعلم الطفل الحدود أن استحقاقه هو شيء واحد ولا يحق له الامتلاك أكثر، حتى لو كان مريض أو يعاني من مشاكل نفسية، ويجب على الأم تعزيز الثقة لدى الطفل، وتعليمه الأشياء التي تخصه والتي لا تخصه، فهناك بعض الأمهات تقوم بالتوسل لإعطاء ابنها ما يريد حتي تقوم بإسكاته، وهو أمر خاطئ.
هل الطمع صفة مكتسبة أم صفة يولد بها الطفل؟
الطمع هو سلوك مكتسب عن طريق الأهل، والأم التي توفر للطفل كل ما يريد، تتسبب له في تعلم الطمع باستمرار، ولكن هذه الأمور طبيعية لدى الأطفال تحت سن سنة ونصف، فهو يحب أن يتملك كل شيء، ولكن فيما فوق يصبح دور الأم مهم عن طريق تعزيز القناعة والثقة.
وعند تعلم الطفل في هذا العمر، يصبح في عمر الست سنوات وعند دخول المدرسة يتعلم تلقائياً حب المشاركة، مشاركة أصدقائه وأخواته، ولذلك يجب تعزيز روح المشاركة لدى الطفل بين الأخوة والأصدقاء والأهل ويجب أن نطلب من الطفل عندما يملك شيء أن يشارك من حوله به للخروج من حالة الطمع والأنانية، وتكوين شخصية مرحة بعيدة عن التكبر والأنانية والصفات السلبية.
تدليل الطفل وكثرة تلبية حاجاته من أكثر الأشياء التي تساعد على الطمع، وبالتالي ينعكس سلوك الطمع لدى الطفل فيصبح لديه حب الذات والتملك، ويحب نفسه أكثر من غيره، وهناك أطفال يعانون من انعدام الأصدقاء، لأنه يحب نفسه أكثر من أي شيء، ويرى نفسه أفضل من البقية، ويتملك منه حب الغرور وحب النفس، وتنعكس عليه هذه الصفة حتى عندما يكبر، وتؤثر عليه نفسيّاً، وكثيراً ما يكون شخص أناني ومتكبر وغير محبوب في المجتمع، والدلال للطفل هو أكبر خطأ عندما يزيد عن حده، وتوفير له كل ما يريد، ويساعد على تنشئة طفل غير قنوع، والقناعة كنز لا يفنى.
وختاماً، يجب تعليم الطفل أن أهم شئ هو القناعة، ومشاركة أغراضه مع غيره من الأصدقاء أو الأخوة والعائلة، ومن هنا يتم بناء روح المشاركة لدى الطفل.