أنواع الحول وتأثيرها على صحة النظر
يقول استشاري طب عيون الأطفال وجراحة تصحيح الحول الدكتور “نمير كافل حسين”: أن الحول يعتبر أمراً طبيعياً تماماً بعد ولادة الطفل، ولمدة ٤ أشهر؛ حيث يوجد الحول كأمر طبيعي بين حوالي ٧٠٪ من الأطفال الرضع، ولكن لابد وأن يتحسن الحول ويختفي خلال الأربع أشهر الأولى، ولكن تكمن مشكلة الحول في الحقيقة في وجودها بعد مرور الأربع أشهر؛ لذلك فإذا لاحظ الأهل أن الطفل يعاني من الحول بعد مرور أربعة أشهر من تاريخ الولادة، لابد من مراجعة اخصائي عيون الأطفال على الفور، حتى يتم معالجة الحول بطريقة أفضل، فكلما كان التشخيص مبكراً، كلما أصبح العلاج أسهل.
والعين الطبيعية تكون مستقيمة ومتوازية، لكن أي انحراف داخلي أو خارجي، أو عمودي يعتبر مشكلة لابد من تدخل طبيب مختص لعلاجها، ومن الجدير بالذكر أن جميع حواس الطفل من سمع، ولمس وغيرها، يولد بها طبيعياً، لكن حاسة النظر تكون في طور تطويري لمدة ثلاث سنوات تقريباً بعد الولادة حتى تصل إلى أن تكون كاملة النمو، لذلك لابد في النهاية من متابعة الطفل خلال هذه الفترة للتأكد من سلامة العين.
ومن المهم أن نعرف كما وضح الدكتور “نمير” أن الحول قد يؤثر على مستوى الرؤية، خصوصاً خلال السبع سنوات الأولى من عمر الطفل، حيث يؤثر على خلايا الدماغ التي تتحكم في النظر، وذلك بسبب اعتماد الدماغ في الرؤية على العين السليمة، والتي تسمى بالعين الكسولة “Lazy Eye”، والتي قد تُعالج بسهولة في السبع سنوات الأولى من عمر الطفل.
وهناك حالات لابد وأن ينتبه لها الأهل؛ حيث تزداد فرصة الإصابة بالحول من خلالها، ومن أبرز هذه الحالات:
- وجود الطفل في وضعية خاطئة في الرحم خاصةً للرقبة، فتكون ملتوية “Abnormal head posture”.
- محاولة الطفل لغلق إحدى العينين عند النظر ليزداد وضوح الرؤية “Monocular occlusion”.
أما الحول الحقيقي فله عدة أنواع، منها:
- الحول الإنسي (Esotropia) الذي يتسم بتوجه إحدى العينين نحو الداخل.
- الحول الوحشي (الخارجي – Exotropia) الذي يتسم بتوجه إحدى العينين إلى الخارج.
وهنالك حالات نادرة أخرى من الحول تتجه فيها العين نحو الأعلى أو نحو الأسفل، كما يوجد الحول المخفي، وهو النوع الأكثر شيوعاً؛ حيث يظهر بشكل واضح في نهاية يوم الطفل بعد الإرهاق الشديد.
علاج مشكلة الحول وكيف يتم التشخيص
بشكل عام توجد ثلاث طرق رئيسية لعلاج حول الأطفال، وهما:
- النظارات الطبية؛ والتي تعالج العديد من أنواع الحول.
- استخدام ضمادة العين أو اللاصقة.
- العمليات الجراحية.
وبالنسبة للتشخيص فيتم خلال مجموعة من الخطوات، كما وضحها الدكتور “حسين”، ومن ثم يتم تحديد العلاج المناسب تبعاً للتشخيص، فمثلاً:
- فحص درجة الحول ومعرفة ما إذا كانت النظارات الطبية علاجاً فعالاً أم لا.
- فحص حدة البصر في كل عين، وإذا وجد اختلاف في مستوى النظر بين العين في النصف اليمين، ومستوى النظر في العين اليسار، يتم استخدام ضمادة العين على العين السليمة لمدة ساعتين في اليوم، وذلك يمكن أن يكون فعالاً بدرجة كبيرة خلال السبع سنوات الأولى من العمر.
- العمليات الجراحية، والتي تعتبر فعالة في حالات معينة فقط من أنواع الحول، ولكن تعتبر ناجحة جداً، ونادراً ما يحدث مضاعفات تبعاً لها.