تعتبر التهبيطات النسائية من الأمراض الشائعة جداً بين النساء، حيث تشير الإحصائيات إلى أن ٥٠٪ من النساء الذين أنجبوا أطفالاً في السابق يعانون من بعض هذه التهبيطات. والتهبيطات النسائية تعني هبوط أعضاء الحوض الرئيسية كالمثانة، الرحم، أو المستقيم من خلال أنسجة المهبل، بحيث يظهر على شكل بروز أو انتفاخ من خلال أنسجة المهبل. أما السلس البولي هو عبارة عن مشاكل فقد السيطرة الإرادية على إفراز البول، وتتمثل في نزول البول بشكل غير إرادي ومن دون سيطرة. وسنتناول هذان الموضوعان بشكل تفصيلي من خلال هذا المقال.
ما المقصود بالتهبيطات النسائية والسلس البولي
تقول الدكتورة “أروى أبو شيخة” أخصائية نسائية وتوليد وعقم: أن الوضع الطبيعي هو وجود أعضاء في منطقة الحوض كالمثانة والرحم والمستقيم، وتكون هذه الأعضاء موجودة في الحوض ومثبته نتيجة وجود الأربطة والعضلات والأنسجة المحيطة بها، ولكن نظراً لحدوث ضعف هذه العضلات، فقد يؤدي ذلك إلى هبوط هذه الأعضاء. والتي قد تؤدي إلى حدوث السلس البولي، خاصة في حالة حدوث هبوط المثانة.
وللتهبيطات النسائية أنواع عديدة، منها ما قد يحدث بالمثانة مؤدياً إلى هبوط المثانة إلى مستوى المهبل “تهبيطة أمامية“، كما توجد التهبيطات الخلفية، والتي يهبط فيها المستقيم أو الأمعاء مع الجدار الخلفي للمهبل، وكذلك توجد التهبيطات الخاصة بالرحم. وكل نوع من أنواع التهبيطات له درجة، فقد يكون من الدرجة الأولى، أو الثانية، أو الثالثة، أو الرابعة والتي تعتبر أشدهم خطورة.
وتختلف الأعراض تبعاً للنوع والدرجة، فالتهبيطة الخلفية غالباً ما تكون مرتبطة بوجود إمساك شديد مهما تناولت السيدة من ملينات، والتهبيطة الأمامية يصاحبها غالباً السلس البولي، كما يصاحب بعض الحالات وجود آلام بالظهر.
ومن الجدير بالذكر فإن تكرار الولادات، وعسر الولادة، واستخدام أدوات معينة للولادة مثل الشفاط وغيرها، قد يؤدي بشكل كبير إلى حدوث التهبيطات النسائية.
كما أنه إذا كانت السيدة لها استعداد وراثي للإصابة فبالتالي تزيد فرصة الإصابة، خاصة مع السيدات فوق الأربعين أو الخمسين عاماً، نظراً لانقطاع الدورة الشهرية.
وعلاج التهبيطات النسائية يتم تحديده تبعاً للحالة المرضية، فهناك بعض السيدات قد يتعايشون مع درجات بسيطة من التهبيطات النسائية، أما إذا كانت الحالة خطيرة نوعاً ما فالتدخل الجراحي هو الحل المناسب.
أما السلس البولي وهو عدم القدرة على السيطرة على عملية التبول، فإنه له عدة أنواع، منها ما هو مرتبط بالجهد؛ حيث يحدث نزول البول عند قيام السيدة بأي مجهود، أو عند العطس أو السعال، أو صعود الدرج، أو ممارسة الرياضة.
أما النوع الثاني من السلس البولي، فهو سلس مرتبط بزيادة نشاط عضلات وأعصاب المثانة، والتي يطلق عليها المثانة العصبية، والتي لا تستطيع التحكم في البول لفترة طويلة، فيحدث شعور مفاجئ بالتبول.
ويختلف علاج السلس البولي تبعاً لنوعه أيضاً، فالسلس البولي المتعلق بالجهد، لا يمكن علاجه إلا بإجراء عملية جراحية ليتم رفع عنق المثانة البولية إلى مكانها الصحيح، ويطلق على هذه العملية الجراحية اسم “TOT”، وتعتبر عملية بسيطة تتم باستخدام التخدير النصفي.
كما يوجد تمارين رياضية تسمى بتمارين كيجل، والتي يمكن القيام بها كإجراء وقائي لتقوية العضلات. كما يمكن أن تقوم أي أنثى بهذه التمارين قبل أو بعد الزواج لتقوية عضلات الحوض، وذلك بقطع اندفاع البول بشكل مفاجئ ومتكرر، كما يمكن أن تقوم بهذه التمارين ١٥ مرة ولمدة ثلاث مرات يومياً.
كما يوجد هناك بعض الأدوية والتي قد تسيطر على السلس البولي خاصة المرتبط منها بالمثانة العصبية. ومن ضمن الطرق العلاجية أيضاً، حقن المثانة بمادة البوتكس عن طريق استخدام المنظار، والذي يساعد على استرخاء المثانة، ويمكن حقنه مرة واحدة، أو في حالات نادرة قد يتم حقنه مرة أخرى.