هل فعلًا يتسبب إلتهاب اللوزتين في أمراض القلب والمفاصل؟
بيَّن دكتور “حاتم العليوي” إختصاصي أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحتها أن اللوزتين عبارة عن كتل نسيجية مُشكَّلة من غدد ضرغمية لمفية موجودة في الحلق، ووظيفتها حماية الإنسان من المؤثرات الخارجية مثل البكتيريا والفيروسات والملوثات… إلخ، وحين تصبح اللوزتين بؤرة للإلتهاب تقوم بتوزيع هذا الإلتهاب على الجسم، وأحد أنواع بكتيريا إلتهاب اللوزتين يُعرف باسم الـ (استربتوكوك)، ويُفرز هذا النوع مادة تُشكل أجسام مضادة بالدم مما يؤدي إلى تركز المُعقدات المناعية في أماكن حياتية كثيرة في الجسم مثل القلب والكُليتين والمفاصل وأنسجة الجلد، وبتركزها تُشكل ما يُعرف طبيًا بالحُمى الرثوية، من هنا تتضح خطورة إهمال علاج اللوزتين الملتهبتين.
ومن جانب آخر يؤدي إلتهاب اللوزتين إلى تضخمها وإغلاق الحلق ومن ثَم إعاقة التنفس والبلع أيضًا، وإعاقة النفس ينتج عنها بالضرورة التأثير السلبي على النوم والإصابة بالشخير وضعف نمو خلايا دماغ الطفل.
ما هي مُحددات إستئصال اللوزتين بعد إلتهابها؟
نبه “د. حاتم” على وجود مجموعة من المعايير المحددة لإستئصال اللوزتين، وذكرها سيادته في الآتي:
• إذا ما تضخمت اللوزتين للدرجة التي تعيق التنفس والبلع.
• تكرار الإلتهاب لأكثر من خمسة مرات في العام الواحد يفضل معه الإستئصال الكامل حمايةً للأعضاء الداخلية الأخرى – كما سبق وأن ذكرنا -.
• إذا أصاب الإلتهاب لوزة واحدة من اللوزتين يفضل إستئصالهما معًا وفورًا للشك في إمكانية كون الإلتهاب مقدمة أو نوع من الأورام السرطانية الخبيثة.
• إذا تزامن إرتفاع درجة حرارة الجسم مع الإلتهاب المتكرر تُستئصل اللوزتين للوقاية من إصابة الطفل بالإختلاجات الحرارية المؤثرة على القدرات الدماغية للطفل والمؤثرة في مستقبله الإدراكي ومستقبله التعليمي.
لماذا تشتد أعراض إلتهاب اللوزتين عند البالغين مقارنةً بالأطفال؟
المقارنة التشريحية والطبية بين اللوزتين عند البالغين واللوزتين عند الأطفال تُثبت قساوة الأنسجة وكبر الحجم وزيادة التروية الدموية لهما، ومن هنا يتضح السبب في صعوبة الأعراض وشدة الألم عند البالغين، ويُثبت أيضًا السبب في صعوبة التدخل الجراحي عند البالغين وطول فترة الإستشفاء البعدية مقارنةً بالأطفال.
ما أسباب إلتهاب اللوزتين؟
أشار “د. حاتم” إلى تعدد الأسباب المؤدية إلى إلتهاب اللوزتين وتكراره، ونذكرها في الآتي:
• وجود اللوزتين في منطقة حماية يمر عليها الطعام والشراب والهواء وبالتالي تعرضها الدائم للمؤثرات الفيروسية الخارجية.
• تركيب اللوزة نفسه، حيث أنها تتكون من غشاء مُطوَى يحتوي بداخله على تجاويف وفراغات، هذه الفراغات قد تحبس بداخلها بقايا الطعام أو الملوثات ومن ثَم التورم والإلتهاب.
• تلعب مناعة الجسم الكُلية دورًا مهمًا في إلتهاب اللوزتين، فبعض الحالات تعاني من ضعف مقاومة الجرثومة المسببة في الإلتهاب.
هل من طرق وقاية لحماية اللوزتين من الإلتهاب؟
يجب العلم إبتداءًا أن حالات إلتهاب اللوزتين التي تحتاج إلى التدخل الجراحي لا تتعدى نسبة الـ 7% فقط، من هنا ينكشف لنا إمكانية الوقاية من إلتهاب اللوزتين عبر مجموعة من الممارسات الصحية هي:
• التغذية الصحية الجيدة.
• الإعتدال في تناول المأكولات والمشروبات الشديدة السخونة والشديدة البرودة والمثلجة، وكذلك الأطعمة الحارة الغنية بالتوابل والبهارات، فكلها من الأغذية المسببة لإحتقان البلعوم وبالتالي تهيؤ اللوزتين للإصابة بالإلتهاب.
• تناول كميات كافية من السوائل المتوازنة في درجة حرارتها وخصوصًا للأطفال.
• الوقاية من إرتفاع درجة حرارة الجسم.
• الوقاية من المؤثرات والملوثات البيئية.
• الوقاية من العدوى الفيروسية.
هل يمكن إستئصال جزء من اللوزة وليس كاملها؟
اختتم “د. حاتم” حديثه مشيرًا إلى أن بعض الحالات المرضية تعاني من تضخم اللوزتين فقط مما يتطلب إستئصال جزء منها وليس كلها، وهنا تُستخدم مجموعة من الأجهزة الخاصة مثل أجهزة (فيو) و(راديو فريكوانسي) و(كيبليتر)، وهو إجراء طبي يقلل فترة تواجد الطفل في المستشفى وكذلك يقلل فترة الإستشفاء البعدية.