كيفية علاج التأتأة عند الأطفال الصغار؟

كيفية علاج التأتأة عند الأطفال الصغار؟

تفاصيل الاستشارة: ابني عمره عامان ونصف، بدأ مؤخرا في التأتأة، وكان يكرر الحرف أو الكلمة مرة أو اثنتين في البداية، ولكن خلال فترة قصيرة أصبح التكرار أكثر من ذلك قد يصل إلى سبع أو ثمان مرات، وفي هذه الحالة يبذل مجهودا في إخراج الكلمة.. ابني هو الثالث في الترتيب، فله أخ عمره 13 عاما وأخت عمرها 12 عاما، وهما يحبانه كثيرا، وقد زاد اهتمامنا به في الفترة الأخيرة، واتبعنا الإرشادات على موقعكم ومواقع أخرى عربية وأجنبية لمساعدته على الشفاء.

ابني شديد الذكاء ولله الحمد، وحصيلته اللغوية كبيرة، وكان يتكلم بكفاءة قبل هذه المشكلة، وقد انتقلنا لبيت جديد منذ نحو شهر ونصف، والمشكلة ظهرت بوضوح شديد منذ نحو أسبوع، وقبل ذلك كان يكرر بعض الحروف ولكن ليس بهذه الشدة.. قرأت على صفحات الإنترنت عن برنامج ” ليدكمب” للتدخل المبكر لعلاج التأتأة، والذي تم تطويره في أستراليا، وعن أن أخصائيي تخاطب من دول عديدة تلقوا تدريبا عليه، فهل تعلمون اسم أخصائي في مصر أو الدول العربية المجاورة يعمل بهذا البرنامج، أو أي خبير تخاطب سمعته طيبة وخبير بالعمل مع السن الصغير؟ وهل فرص نجاح علاج التخاطب في القضاء على المشكلة مشجعة؟

أرجوكم الرد في أقرب وقت؛ فأنا في غاية القلق على طفلي، فأنا لا أنام تقريبا وأبكي كثيرا جدا.

وختاما.. أرجو منكم الدعاء لطفلي بظهر الغيب بالشفاء؛ فالله هو القادر على كل شيء.

د. نهلة نور الدين «استشاري الطب النفسي» أجابت صاحبة الاستشارة؛ فقالت: سيدتي الفاضلة.. دعينا نعرض أهم النقاط التي وردت في رسالة سيادتك:

  1. العمر: عامان ونصف.
  2. لا يوجد تأخر في الكلام، ولا توجد أي أعراض تأخر نمائي والحمد لله.
  3. الذكاء طبيعي أو أكثر.
  4. مؤخرا تم الانتقال إلى بيت جديد.

أولا: أحب أن أطمئن سيادتك أن مشكلة التأتأة في الكلام هي أحد الأعراض الطبيعية التي تحدث للأطفال أثناء نمو وتطور اللغة، وقد تحدث أحيانا لو كان الطفل يمتلك حصيلة لغوية كبيرة تسبق نمو جهازه العصبي وقدرته على استعمال هذه الكلمات في موضعها.

وقد تظهر هذه المشكلة بوضوح إذا كان أحد الوالدين يعاني نفس المشكلة، وأيضا مع التعب والإجهاد والعوامل النفسية، كميلاد طفل جديد، أو الانتقال إلى مكان آخر؛ مثلما حدث في هذه الحالة.

ومن الناحية النفسية أود أن أفيد سيادتك أن هذه المشكلة تزول تماما وتشفى حينما نقلل اهتمامنا بها أمام الطفل، فهو يتخذها في بعض الأحيان وسيلة لجذب الانتباه إليه، وأنا أقصد هنا تقليل الاهتمام بالمشكلة، وعدم إظهار القلق أما الطفل، وليس تقليل الاهتمام بالطفل نفسه، والذي من المحتمل أنه يعاني ضغطا نفسيا بعد الانتقال إلى بيت آخر.

ومن أهم النصائح في هذه الحالة:

  • عدم إظهار القلق والاهتمام الزائد للطفل.
  • عدم الضغط عليه لإعادة الكلام.
  • عدم الضغط عليه لنطق كلمات معينة.
  • مناقشة الأنشطة اليومية مع الطفل كالطعام أو اللعب بشكل هادئ دون إظهار الاهتمام بالتأتأة.
  • تقليل تعرض الطفل للمواقف التي تزداد فيها التأتأة. وليس من المفضل في هذه السن الصغيرة أن نقوم بعلاج الطفل من خلال جلسات تخاطب أو أي برنامج؛ حيث إنه من الطبيعي في هذه السن أن يصاب الطفل بالتأتأة في الكلام، أما إذا استمرت التأتأة إلى سن المدرسة؛ فحينها يجب استشارة طبيب التخاطب.

نصيحتنا الأخيرة والهامة هي التزام الهدوء والصبر؛ فالأمر هين بإذن الله، وأكرر أن الحالة النفسية التي أنت عليها متى يلاحظها طفلك الذكي قد تؤدي إلى استعماله لها ليضمن اهتمامك طوال الوقت.

عزيزتي.. إن الأطفال يسعدهم الاهتمام، وبلا وعي منهم أو منا يقولون: هل من مزيد؟!

⇐ كما يمكنك مطالعة ما يلي من الصفحات أيضًا:

وفقك الله، وبارك لك في أولادك.

أضف تعليق

error: