الحرارة لدى الأطفال أمر خطير جداً، فما مدى صحة ذلك ؟
يقول د. نائل الدحلة “إستشاري طب أطفال”، بأن موضوع حرارة الطفل هو أمر إكتسبناه قديماً من آبائنا و أجدادنا عن طريق تعلم أشياء وطرق علاج للحرارة، ولكن كلها كانت عبارة عن مفاهيم خاطئة سوف نوضح بعض من هذه المفاهيم، فأهل الطفل يخافون من حرارة الطفل لأنهم لديهم معتقدات خاطئة بأن الحرارة لديها أضرار وهي بحد ذاتها ليست مرض ولكن هي عرض لمرض، فعند سؤال الأب أو الأم عن سبب الخوف والقلق من الحرارة فيقولون بأنها تسبب أمراض السحاية والتشنجات والصرع وتلف الدماغ أو أي مرض من الممكن أن يضعوه كنتيجة للحرارة، ولكن الصحيح أن كل هذه الأمراض ليست لها علاقة بالحرارة.
فالحرارة فعلياً من الممكن أن تكون صديقة إلينا ولها فوائد أكثر من أضرارها، فمن غير المعقول أن الجسم يحرق نفسه بالحرارة فلذلك لديها فوائد، ولكن بالحديث عن الحرارة فيجب أن نتحدث عن سبب إرتفاع الحرارة فمن أكثر الأشياء التي تسبب إرتفاع درجة الحرارة لدى الأطفال الإلتهابات أو الفيروسات، فالفيروس يدخل النواة داخل الخلية الموجودة داخل جسم الإنسان فيشتبك بالحمض النووي (DNA) الخاص بالإنسان ويتكاثر بهذه الطريقة والإنسان بالطبع لا يلاحظ هذه العملية فلا يقوم بعمل أجسام مناعة ضده كأن الفيروس تخفى داخل الإنسان، حيث أن هذا التكاثر يتم عند درجة حرارة 37 درجة مئوية لذلك ترتفع درجة حرارة الجسم على حسب نوع الفيروس فمثلاً الإنفلونزا ترتفع درجة الحرارة عنده ل 41 درجة مئوية وبهذا يموت الفيروس عند هذه الدرجة.
وهناك بداخل دماغ الإنسان ترموستات يضبط درجة حرارة الجسم عند 37 درجة مئوية، فعند رفع درجة الحرارة لدى الجسم مثلاً 39 درجة مئوية يعطي إشارة للترموستات فيضبط درجة حرارة الجسم 39، ويقوم بهذا بطريقتان:
1. الحفاظ على درجة حرارة الجسم (العزل).
2. زيادة إنتاج حرارة الجسم حيث أن قلة الدم السارب في الأطراف يؤدي إلى إنخفاض درجة حرارة الأطراف على عكس إرتفاع درجة الحرارة للجسم، فتؤدي إلى حدوث قشعريرة التي بدورها تؤدي إلى إنتاج حرارة التي بدورها ترفع حرارة الجسم، وعند هذه الحالة يقوم الأهل بوضع الطفل في ماء بارد لترتفع درجة حرارته أكثر.
والطريقتان هما للحفاظ على حرارة جسم الإنسان ولكن في الأصل يجب تغطية الطفل ومراقبة درجة حرارته للنزول بدرجة حرارة الطفل.
وواصل الدكتور حديثه، بأن هناك بعض الأمهات تقول بأنها تعطي الطفل دواء أو شراب لعلاج الحرارة ولكن الحرارة ثابتة مثلاً عند 38 درجة مئوية ولا تنخفض وذلك شئ صحيح ومفيد حتى يموت الفيروس فالهدف المنشود هو أن تمكث درجة الحرارة عند 38 أو 38.5 درجة مئوية فهذا هو الطبيعي ولا داعي للخوف.
أما عن طريقة قياس درجة الحرارة، قال الدكتور بأن أفضل طريقة لقياسها هي بالميزان الديجيتال عن طريق وضعها في فتحة الشرج حيث أنه في أقل من دقيقة يعطي رقم دقيق جداً، فإن كانت درجة الحرارة أقل من 38 فهو ليس به حرارة أما إذا كانت أعلى فسيكون عنده حرارة.
وأيضاً عند العلاج، فالفكرة من علاج الحرارة بالأدوية والشراب هي ليست لمعالجة الحرارة نفسها بالدرجة الأولى ولكن لتخفيف الأعراض التي أدت إلى حدوث الحرارة حيث أنها تعمل على تخفيف الآلام وتعمل على تحسين الحالة لدى الطفل، وأما بالنسبة لطريقة العلاج بالكمادات فيمكن القيام بها في ثلاث حالات:
1. عندما تكون درجة حرارة الطفل فوق 41 درجة مئوية.
2. عندما تكون درجة حرارة الطفل ناتجة عن ضربة شمس.
3. عندما تكون درجة حرارة الطفل مؤدية إلى تشنجات حرارية.
ففي الثلاث حالات السابق ذكرهم فقط نقوم بعمل الكمادات وليست إذا كانت الحرارة أقل من 39 درجة مئوية لأنها لا تفيد في شئ، وأيضاً لا نقوم بعملها إلا بعد إعطاء الطفل الدواء بنصف ساعة.