على الرغم من وجود أسباب عديدة لإلتهاب الكلى إلا أنه يمكن الشفاء منه إذا تمت المتابعة والتشخيص المبكر.
ما المقصود بإلتهاب الكلى؟
قال “د. يونس حسين الشمسي” استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية والبروفيسور المساعد بجامعة الشارقة. إلتهاب الكلى يُقصد به علمياً إلتهاب البول في الجهاز البولي، فالجهاز البولي يتكون من كليتين وحالبين ومثانة ومجرى البول، وحال إلتهاب البول داخل أيٍ من هذه المكونات يُسمى إلتهاب الكلى أو إلتهاب المثانة.
وأضاف “د. الشمسي” وتجدر الإشارة إلى أن وظيفة الكلى لا تنحصر في تخليص الدم من السموم بإخراج البول، بل لها وظائف عدة، منها ما يتحكم في الهيموجلوبين، وكثافة العظام، وكثافة الدم وضغطه ونسبة السوائل الموجودة فيه، واحدى تلك الوظائف هي فلترة الدم من السوائل الزائدة فيه مع إخراج السموم والأملاح على شكل بول.
هل ينقسم إلتهاب الكلى إلى أنواع؟
النوع الأول من إلتهاب الكلى والمتمثل في إلتهاب المثانة والكلى الناتج عن إعتداء خارجي من البكتيريا أو الفطريات أو الفيروسات يتضح لنا وفق التفصيل العلمي الذي يؤكد أن البول بطبيعته معقم، أي أنه لا يحتوي على أي نوع من البكتيريا، لكن عند دخول البكتيريا إلى مجرى البول عن طريق فتحة المثانة؛ فههنا تبدأ مشكلات الإلتهاب وما يصاحبه من احمرار وتوهج وانتفاخ، وعند انتقال هذه البكتيريا من المثانة ومجرى البول إلى الكلى فهنا ينشأ النوع الثاني من إلتهاب الكلى بأعراض أخرى أكبر.
ما هي أعراض الإصابة بإلتهاب الكلى؟
أشار “د. يونس” إلى أنه إذا ما انحصرت البكتيريا في المثانة فقط فسيشتكي المريض من:
• حُرقة في البول.
• ألم أسفل البطن.
• تكرار الذهاب إلى الحمام.
• التبول بكميات قليلة.
• من الوارد خروج الدم مع البول.
أما عند صعود البكتيريا من المثانة إلى الكلى، أو بمعنى آخر تطور الإلتهاب، فسيشتكي المريض من الأعراض المذكورة آنفاً بالإضافة إلى:
• ألم شديد في الخصر.
• غثيان.
• ليعان النفس.
• فقدان الشهية.
• تقيؤ.
• ارتفاع درجة حرارة الجسم.
ما هي الممارسات اليومية التي تعزز فرص إلتهاب الكلى؟
من الممكن أن تتسبب قلة النظافة الشخصية في الإصابة بالإلتهاب، كما أن الهوس بزيادة النظافة الشخصية – خصوصاً عند النساء – قد يُزيل البكتيريا الحميدة المقاومة للإلتهابات في المنطقة التناسلية، ويُضاف إلى ذلك قلة شرب الماء.
ما هي الفئات العمرية الأكثر عُرضة لإلتهاب الكلى؟
أكد “د. يونس” على أن إلتهاب البول ليس له فئة عمرية محددة، وبالتالي من الواجب على الأهل ملاحظة أعراض إلتهاب البول عند الأطفال لأنهم لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به غالباً، حيث إن إلتهاب البول قد يصيب فئة الرضع وما بعدها من الفئات العمرية الأخرى، وهو ما يُصيب الأطفال بأعراض ظاهرة للأهل أبرزها الخمول الكامل وفقدان الشهية والقئ والإسهال والحُمى والبكاء عند التبول مع عدم القدرة على إتمام التبول.
كيف تُشخص الإصابة بإلتهاب الكلى؟
تبدأ مراحل التشخيص بالفحص السريري من خلال مناقشة المريض في الأعراض التي يعاني منها، ثم يُجرى للمريض فحص البول والذي يوضح محتوى البول من كريات الدم البيضاء والكريات الحمراء والنيتريت والبكتيريا، ومع بعض الحالات قد يتطلب الأمر عمل مزرعة للبول للتعرف على نوعية البكتيريا المسببة للإلتهاب ومن ثَم التعرف على نوعية المضاد الحيوي المناسب لهذه البكتيريا.
والجدير بالذكر أن الحالات التي تعاني من إلتهابات الكلى بشكل متكرر قد يضطر الطبيب إلى اللجوء إلى الفحص بالأشعة والفحوصات الأكثر تخصصاً لمعرفة سبب المرض وتكراره.
ما هي طرق الوقاية من إلتهاب الكلى؟
اختتم “د. يونس” كما سبق وأشرنا، فإن إلتهاب الكلى من الممكن أن يُصيب أي شخص في أي عمر، لذلك من الضروري فور ملاحظة الأعراض الذهاب إلى الطبيب للقيام بالتشخيص الصحيح للحالة وبالتالي وصف الأدوية والمضادات الحيوية المناسبة، وبعدها يتم الوقوف على أسباب الإلتهاب للتخلص منها، حيث إن بعض الفئات تزيد احتمالية تكرار إلتهاب البول عندهم كنتيجة لتضخم البروستاتا أو لترهل وهبوط المثانة أو لضيق مجرى البول، فكلها مسببات للإلتهاب يجب معالجتها.