الكل مُعرضٌ لحدوث إلتهاب الأذن بحياته، وتختلف إلتهابات الأذن باختلاف عمر الشخص المصاب بها، ومدى قوة وحدة الإلتهاب، والمُسبب لحدوثها، لكن ما هي الأساليب المتاحة في المنزل لعلاج إلتهاب الأذن بشكل مبدئيّ؟
قال استشاري أمراض الأنف والأذن والحنجرة الدكتور “أحمد الواع” إلتهابات وآلام الأذن هي من الأمراض الشائعة عند الكبار والصغار، وخاصة في مواسم الإصابة بأمراض الرشح وإلتهاب الطرق التنفسية العليا، والأطفال أكثر إصابة بإلتهابات الأذن لاختلاطهم مع الأطفال المصابين بالرشح في المدارس والحضانات ومن ثَم تحدث العدوى، وههنا يُصاب الطفل برشح وسيلان في الأنف بالتزامن مع آلام في الأذن.
أسباب إلتهاب الأذن
وآلام الأذن عند الأطفال حين يصاحبها الرشح قد تكون ناتجة من الإلتهاب الفيروسي، أما إذا ما ظهرت الآلام في الأذن بصورة حادة وشديدة مع نقص السمع عند الطفل مع ارتفاع درجة حرارة الجسم، فمن الوارد أن يكون الإلتهاب هنا إلتهاب قيحي، ومن المعلوم أن الأطفال في العمر الأقل من العامين يصعب عليهم التعبير، لذلك يُلاحظ على الطفل في هذه الحالة هز رأسه بصورة متكررة مع الحك الشديد للأذن وسحب صوان الأذن بعنف.
وتجدر الإشارة إلى أن شدة الألم في الأذن تبدأ في الانخفاض إذا ما بدأت الإفرازت تخرج منها، حيث إن الضغط الذي تسببه المادة القيحية على الأذن يقل حال البدء في خروجها، وهنا يتحسن الألم ويقل، ولكن هذا لا ينفي ضرورة معالجة الأذن عند الطبيب المتخصص، حيث أنه منوط بتنظيف الأذن من كامل المادة القيحية ووصف الأدوية المناسبة لمعالجة الإلتهاب من جذوره.
ما هي طرق علاج إلتهاب الأذن
وتابع “د. الواع” الجدير بالذكر أن إلتهاب الأذن دائماً ما يصاحبه الألم، فلا إلتهاب بدون ألم على الإطلاق، لأن الألم هنا إشارة إلى زيادة الضغط على الأذن الوسطى نتيجة انسداد القناة الواصلة بالأنف الخلفي بالمادة القيحية، بل إن الألم يشتد على الطفل أكثر من البالغين لصغر حجم هذه القناة وقِصر طولها.
والخلاصة أن الطفل المصاب بإلتهاب في الأذن عادةً ما يعاني نقص في السمع، خروج المادة القيحية، اختلال في التوازن، الطنين والرنين والثِقل، وإذا ما وصل الإلتهاب إلى الأذن الخارجية فسيظهر إحمرار في الصوان الخارجي.
ومن ناحية العلاجات المبدئية بالمنزل فهذه يلزمها عمل الآتي:
• تنظيف الأنف في حالة وجود الرشح، ويمكن إتمام هذا التنظيف من خلال محلول سيروم الملح.
• تناول مسكنات الألم المناسبة.
هل الوصفات الشعبية مفيدة في علاج إلتهاب الأذن
وأشار “د. الواع” إلى أنه بشكل عام لا يصح استعمال الوصفات الشعبية الغير معروفة لأنها قد تضر بالسمع، كما أنه من الأفضل سرعة زيارة الطبيب المتخصص طالما لم يستجيب الطفل لهذه العلاجات البدائية، كما أنه من المستحسن عدم تناول الأدوية المضادة للإلتهابات إلا بعد زيارة الطبيب، لأن الحالة قد تحتاج إلى تنظيف الأذن من السائل القيحي قبل تناول العلاج، ففي بعض الحالات قد تلتهب الأذن بما يُسمى إلتهاب غشاء الطبل الفقاعي حيث يتجمع السائل في فقاعة على غشاء طبلة الأذن، وهو ما يحتاج إلى طبيب متخصص لفتح هذه الفقاعة وتصفية ما بداخلها لعلاج الألم والقضاء عليه.
ونؤكد على أن إهمال علاج إلتهاب الأذن الوسطى قد يتبعه إنتقال الإلتهاب إلى الأذن الداخلية، وإن كانت هذه المضاعفة الصحية لا تحدث إلا في حالات نادرة أكثرها مع المصابين بنقص المناعة نتيجة الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض المناعة، فهؤلاء تحديداً يلزمهم العلاج المبكر حتى لا يتطور المرض إلى مضاعفات صحية أخطر تتمثل في تخرب العظيمات، انثقاب غشاء الطبلة، إلتهاب العصب السمعي، تحرك المادة القيحية إلى الأذن الداخلية”.
لتجنب حدوث إلتهابات الأذن بشكل عام عليك العناية بنظافة الأذن جيداً، وعند ظهور أي من الأعراض السابقة يجب التوجه فوراً إلى الطبيب المختص لأخذ العلاج المناسب.