«محمد» يسأل: مشكلتي أنني إنسان -والحمد لله- ملتزم أخلاقيا، وملتزم دينيا لحد مقبول، نسأل الله الهدى والصلاح. مشكلتي تتلخص في أني أريد تحصين فرجي والزواج، ولكني لا أستطيع!! ليس لسبب مادي ولا تعليمي. فالحمد لله الأمور متوسطة الحال وميسورة، وتعليمي ممتاز وأنا إنسان مثابر إن شاء الله.
مشكلتي تتلخص في أنني قبل 7 سنين أصبت بمرض نادر، وهو من الأمراض التي لا يوجد لها علاج إلا استخدام أدوية لتستقر الحالة دون علاجها، تعبت كثيرا في مرضي، وحصلت معي أمور كثيرة، ولكني خرجت من تلك المعمعة التي لا أريد أن أخوض تفاصيلها؛ لأنها ليست موضوع سؤالي.
النقطة المهمة أنني اضطررت في وقت ما لأخذ دواء يسبب العقم، وكنت أعلم بذلك!! ولكنني آثرت المجازفة وأخذ الدواء على أن أضحي بصحتي التي كان يمكن أن تتدهور لولا تدابير الله عز وجل. فعلا فقدت القدرة على الإنجاب تماما (أي أن الطبيب أخبرني أن العلاج تقريبا مستحيل، لم يقلها بالحرف لكي لا يزيد الهم علي)، وذلك بعد مقارنة لفحوص بعد أخذي لهذا الدواء مع فحوص سابقة.
الحمد لله تحسنت حالتي جذريا، ورجعت أمارس حياتي الطبيعية، ورجعت للجامعة، وأنهيت دراستي في زمن قياسي، وبدأت عملا في مجال ممتاز، وتدرجت وظيفيا، وحالتي الآن أفضل بكثير من أقران لي لم يكابدوا ما كابدت، أسأل الله أن يفرج على المسلمين أجمعين.
عذرا لإطالتي ولكن من المهم فهم سياق التفاصيل السابقة، بعد إصابتي بالعقم شغلت نفسي عن التفكير بمشكلتي وبالزواج، ولكني مع غربتي وتيسر حالتي ووصولي سن الزواج بدأت أفكر في وضعي. زاد من مشكلتي أنني أمارس العادة السرية منذ زمن لأعصم نفسي عن الحرام تارة، ولأبعد عن جسمي الوهن تارة أخرى، ولأغراض الشهوة تارات كثيرة. وأحب أن أتخلص منها، وأن أتوب إلى الله توبة نصوحا، وأبتعد عنها وعما يصاحبها من هوس بأمور لا يرضاها الله.
أستغفر الله دوما وأبدا، أريد تحصين فرجي، ولكن المشكلة هي: لا أستطيع أن أتقدم لخطبة أي فتاة إلا إذا صارحتها بواقعي من مرض (المرض استقرت فيه حالتي، وشفيت إلى حد كبير جدا، وأمارس حياتي بشكل طبيعي تماما) ومن عقم. حدثت نفسي لفترة بأنني إذا تعرفت على فتاة خلوقة أرضاها زوجة لي وأحببتها وأحبتني قد تضحي في سبيل حبي بتلك المشاكل، ولكنني حتى أحب فتاة مثلما يقولون –”لشوشتي”- يجب أن أتقبل فكرة الزواج أولا، وهذه الفكرة يمنعني من تقبلها العوائق التي سبق ذكرها، وتيقنت أن الحب الشديد قبل الزواج يصعب أن أصله دون وقوع في حرام، ثم حدثت نفسي بأن الحل في أن أتزوج بشكل تقليدي من فتاة خلوقة متدينة، تستطيع أن تتفهم حالتي فيما بعد، عندما تكتشف العائق بعد الزواج! ولكني عدت، فرفضت ذلك؛ لأن رجولتي وديني لا يسمحان لي بذلك.
لا أتقبل ولا أستطيع أن أتقدم لخطبة فتاة قد ترفضني بعد ذكر عوائقي أمامها، أفكر الآن أن الحل الوحيد أن أتزوج من أجنبية نصرانية؛ لأنها يمكنها تقبل الزواج بي دون الإنجاب، ولكن هذا يستلزم مني زمنا حتى أسافر للخارج، وأتعرف على من يمكن أن أتقبل أخلاقها من بين أمة، ضلالها كثير. أفكر الآن في أن أجري فحصا طبيا مرة أخرى مع احتمالية 5% فقط أن يحدث أي تحسن، ولكن سأستخير أولا.
أضع مشكلتي أمام من يمكن أن يهديني الله عز وجل إليه؛ لعله يرشدني إلى طريق أتخلص فيه من ضلال لا أرتضيه لنفسي، وعزوبية كنت أظنها ستكون أيسر من ذلك، ولكنها والله صعبة: روحيا وماديا وخلقيا وجنسيا. وحياتي تخلو من إشباع عاطفي يغذي روحي. فأرشدوني هداني وهداكم الله.
الإجابـة
لم ندرِ سببا لإخفاء سر المرض الذي أصبت به أو العلاج الذي تلقيته، خاصة أنك تذكر أن الطبيب لم يصرح باستحالة الإنجاب.. فكانت هذه المعلومات ستساعدنا في تقدير الأمر طبيا وفهمه.. ومع ذلك سنسير مع قصتك على أساس أنك أصبحت عقيما، وهو أنك فقدت القدرة على الإنجاب، ولكنك لم تفقد رغبتك الجنسية، ولم تفقد قدرتك الجنسية؛ بدليل سعيك للزواج، وإحساسك بالرغبة فيه للسيطرة على شهوتك، وعدم رضائك عن قضائها عبر الاستمناء، والأمر ليس جديدًا أو غريبًا؛ فالكثير من الرجال يحدث لهم هذا العقم لأسباب متعددة، ويجدون من يتزوجهم؛ لأن المطلقات والأرامل اللاتي لديهن أولاد، ولا يرغبن في الإنجاب مرة أخرى، ويحتجن إلى أزواج يقومون برعايتهن والقيام على شئونهن وإحصانهن نفسيا وعاطفيا وجنسيا في وطننا العربي والإسلامي بصورة عامة وفي وطنك بصورة خاصة أكثر من أن يُعددن ويحصين.
وستجد فيهن من يتوفر فيها كل ما تطلبه في شريكة الحياة، بل وربما تجد من المطلقات من كان سبب طلاقها عقمها، أو من الأرامل من مات عنها زوجها أيضا وهي عقيم.. إذا كنت لا تريد أن تتحمل مسئولية تربية أولاد؛ فالأمر لا يحتاج سفرا للخارج، والبحث عن نصرانية تقبل الزواج بغير أولاد! ولا ندري من أين أتتك هذه الفكرة، وكأن الغربية ليس لديها مشاعر أمومة تحتاج إلى إشباعها!
وحتى مسألة العقم لدى الرجال تكاد تصبح قصة قديمة بعد الحقن المجهري وغيرها من الوسائل الحديثة التي تتعامل مع الخلية الأم للحيوانات المنوية، وتستخدمها في إحداث التلقيح؛ وهو ما يستوجب منك إجراء المزيد من الأبحاث والفحوص حتى تدرس إمكانية إجراء هذا التلقيح الصناعي في كل الأحوال، هناك حلول عديدة لمشكلتك ليس من بينها بالتأكيد السفر للخارج لاختيار زوجة، ونحن معك إذا أردت أن تضيف المزيد من المعلومات.
⇐ هذه أيضًا بعض الاستشارات السابقة:
- ↵ زواج شاب ملتزم: بين ضغوطات الأهل وحب فتاة صالحة
- ↵ زواج فتاة إماراتية من شاب عماني: هل الدين والخلق كافيان؟
- ↵ طبيب حديث التخرج: الارتباط أم الاستقلال؟
⇐ أجابها: د. عمرو أبو خليل