تعتبر مشاكل المعدة من أكثر الأعراض الصحية انتشارا في العالم إلا أن مشكلة عسر الهضم لا تعتبر مرضا في حد ذاته ولكن تعتبر أحد الأعراض التي تدل على وجود مشكلة في الجهاز الهضمي.
ما هو عسر الهضم؟ وما هي أسبابه؟
قال “د. علي عمر الدعمي” استشاري جراحة عمليات المناظير. عسر الهضم هو حالة مَرَضية مزمنة يشتكي فيها المريض من إنتفاخ في البطن أو وجود انتفاخ بسيط في الجزء العلوي للبطن (التقاء المريء خلف الصدر) أو وجود حموضة وتقيؤ في المعدة إلى جانب الشعور بارتجاع الأكل من البطن للمريء في بعض الأحيان.
يعتبر الجهاز الهضمي منظومة عصبية هرمونية عضوية متكاملة حيث تبدأ الأعصاب بالشعور بتناول الأكل ومن ثم توجه إشارات إلى الدماغ لطلب الأكل، لابد للمريء والمعدة أن يكونا في حالة صحية متكاملة.
في حالة عسر الهضم يحدث هنالك خلل عضوي في البوابة بين المريء والبطن.
أسباب عسر الهضم
أضاف “د. عمر الدعمي” يجب على الطبيب لتحديد أسباب عسر الهضم أن يأخذ تاريخ سيري كامل من المريض حيث أن هناك أدوية معينة تعمل على ارتخاء عضلة المريء السفلية وهناك أيضا طرق أو عادات الأكل التي يمكنها التسبب في بعض المشاكل للمعدة.
يعتبر المريء عبارة عن عضلة تدخل في القفص الصدري ثم يمتد إلى الحجاب الحاجز ببوابة بينه وبين المعدة.
هناك بعض المرضى الذين يعانون من ضعف في هذه البوابة وفتق في الحجاب الحاجز منذ الطفولة الذي يبدأ في التوسع ومن ثم تصعد المعدة أعلى الجهاز الصدري ويبدأ الشعور بالارتجاع والحموضة وغيرها من أعراض عسر الهضم.
لابد من معالجة الاسترجاع الحمضي وعسر الهضم حيث أن نفسية المريض تبدأ في التعب ويشعر بانتفاخ في البطن إلى جانب الحموضة وارتجاع المريء مما يتسبب في صعوبة سير حياته اليومية.
يجب أن يكون المريء قلوي ونسبة الحموضة فيه قليلة وهو ما لا يحدث في حالة الشعور بعسر الهضم. مع مرور الزمن تعمل الحموضة الزائدة تقرحات في المريء إلى جانب إمكانية تعرض الشخص المصاب بها لسرطان المريء.
لعلاج عسر الهضم لابد من تغيير الأدوية التي يتناولها المريض ثم يبدأ علاج الفتق أو ضعف الحجاب الحاجز لتقليل لنسبة الحموضة عن طريق بعض الأدوية.
يمكن أيضا اللجوء للجراحة بواسطة غلق الفتحة في الحجاب الحاجز واسترجاع المعدة في مكانها الطبيعي.
هل تتسبب المكملات الغذائية في زيادة الحموضة؟
يعتبر زيادة البروتين من أهم أسباب زيادة الحموضة في المعدة ولكن يُنصح للرياضيين بأخذ المكملات الغذائية بعض شرب اللبن وليس على بطن فارغة إلى جانب عدم تناولها قبل النوم بثلاث ساعات على الأقل.
وتابع استشاري المناظير “د. على الدعمي” لابد من الالتزام والوسطية في تناول الطعام دون اسراف لتسهيل عملية الهضم.
تعتبر الأطعمة الحارة مسببة لعسر الهضم مثل البهارات إلى جانب البقوليات وتوقيت تناول الأكل، حيث يُنصح بعدم الأكل ثم النوم مباشرة الذي قد يؤدي بضعف الحجاب الحاجز أو فتقه مع مرور الوقت.
يعتبر الصوم منقيا للجهاز الهضمي ولكن بعد شهر الصيام يشعر الشخص بتغيير فيه، لذا لابد من الاهتمام بطريقة تناول الطعام للحفاظ على الجسم وعدم تعرضه للأمراض وللخمول من خلال تنظيم الأكل والذهاب إلى أخصائيين التغذية لوصف خطة غذائية للسير عليها.
كذلك يُنصح بالأكل الخفيف في بداية اليوم حيث أن أجهزة الجسم لا تكون بالنشاط الكامل في بداية الصباح، لذلك يُنصح بالسوائل صباحا.
يجب أيضا تناول وجبة بين الفطور والغذاء نبتعد فيها عن النشويات.
إن زيادة النشويات يمكنها التسبب في عسر الهضم مثل الأرز والخبز والعيش ولكن يُفضل أكل الوجبة الثقيلة قبل أي نشاط أو طاقة لكي يتم حرقها سريعا وهو ما يختلف فيه شخص عن شخص آخر.
أما الرياضيين فيمكنهم تناول تلك الوجبة قبل ساعتين من بذل المجهود الرياضي.
يجب أن تكون الخطة الطبية العلاجية مفصلة لكل شخص على حده طبقا لتاريخه المرضي وحالته وبيئة عمله.
هل قص المعدة أو ربطها يسبب عسر الهضم؟
يجب أن تكون الجراحة هي الحل الأخير في الجهاز الهضمي لإنقاص الوزن أو غيره حيث أن لكل عملية أعراضها السلبية.
بعد إجراء تلك العمليات يمكن أن يكون لدى المريض استرجاع حمضي أو عسر هضم الذي يمكن علاجه عن طريق بعض الأدوية الخاصة لتقليل نسبة الحموضة في المعدة إلى جانب المتابعة مع الاستشاري المختص.