ما أبرز أخطاء الريجيم؟
قالت “أ/ سارة إبراهيم – خبيرة التغذية” أن الأخطاء التي تؤثر في ظهور نتائج إتباع النظام الغذائي الصحي متعددة، ومنها ما يؤثر في القدرة على الإستمرار في إتباع النظام الغذائي من الأساس، وتفادي هذه الأخطاء أو تلك يمكن الإنسان من العيش وفق أسلوب حياة صحي وإتباع حمية غذائية سليمة ومتوازنة،
وللتفصيل في أخطاء الريجيم نذكر أهمها وأكثرها إنتشارًا وهو عدم وضوح الهدف النهائي من الحمية الغذائية أو السعر وراء هدف غير عقلاني، حيث يسعى مصاب الصحة وراء أهداف تتعلق بالشكل الخارجي فقط وخفض الوزن السريع، مما يضفي شعور التوتر والقلق عليه وقت إتباع الحمية، إلى جانب عدم ثقته في الحصول على النتائج، والنتيجة في النهاية الفشل أو التنقل بين الحميات دون أن تأخذ إحداها الوقت الكافي لتحقيق هدفها. أما إذا كان الهدف من الأساس هو المحافظة على الصحة العامة للجسم وتفادي المضاعفات الصحية للغذاء الغير متوازن – حتى وإن كان الجسم في وزن مثالي – سيؤدي ذلك إلى الإعتدال والإلتزام الكامل بالأنظمة الغذائية الصحية طوال الحياة، وتحول الغذاء الصحي إلى أسلوب حياة.
ما هو الريجيم المتزن؟
ذكرت “أ. سارة” أنه تنتشر بين الناس في الوقت الحاضر أنواع جمة من الريجيم وتعتمد كلها على صنف غذائي أو صنفين فقط، إلا أنها كلها من أنواع الريجيم الوهمية التي لن تحقق أية فوائد صحية للجسم البشري لعدم توازنها. أما الريجيم المتوازن الصحيح فهو المعتمد على الهرم الغذائي الذي يمثل دليل لإحتياجات الجسم الغذائية والكمية المطلوبة لتلبية كل هذه الإحتياجات المختلفة من العناصر الغذائية دون حرمان من إحداها. فلابد للجسم الحصول على كل العناصر الغذائية لتنظيم عمليات الحرق والأيض الداخلية الطبيعية، ولتستقيم مناعة الجسم وبنيته وقوته العضلية.
ويختلف التطبيق العملي لمفهوم التوازن من شخص إلى آخر من حيث كمية السعرات والحصص الغذائية، فلكل إنسان إحتياج معين من السعرات الحرارية في اليوم لا غنى عنه تبعًا لنشاطه البدني والحركي، وأيضًا في النظام الغذائي لا يتناسب النزول من 3000 سعر حراري مثلًا إلى 800 سعر حراري في اليوم مرة واحدة وبدون تدريج، لأن هذه الصدمة المفاجأة للجسم أحد عوامل عدم الإستمرار في إتباع النظام الغذائي، لأنه ببساطة تحول من نظام غذائي صحي ومتوازن إلى ريجيم قاسي يصعب تكملته.
ما هي المضاعفات الصحية للريجيم القاسي؟
تتعدد الأضرار الصحية لأنواع الريجيم القاسية، وتنبثق عنها أضرار فورية تحدث على المدى القريب وهي نزول الوزن السريع والذي يتضمن خفض الكتلة العضلية للجسم بما يتسبب في الهُذال والضعف العام وشحوب الوجه. وأما من حيث الأضرار التي ستحدث على المدى البعيد فأولها وأخطرها أن الوزن الذي خُفض سريعًا سيعود إلى الإرتفاع مرة أخرى لا محالة، بما يؤثر سلبيًا على صحة المريض النفسية ويأخذه إلى الإصابة بالإكتئاب والتوتر، وقد يُصاب الفرد تبعًا لذلك بما يعرف بإضطراب الأكل وهو إما فقدان الشهية العصبي أو الأكل بشراهة.
لماذا ينصح خبراء التغذية دائمًا بعدم تناول الطعام في المساء؟
أجابت ” أ. سارة إبراهيم” أن تناول الطعام في المساء له تأثير فعلي على زيادة الوزن، والطبيعي أن تكون وجبة الإفطار هي أكبر الوجبات الغذائية ووجبة الغذاء متوسطة ووجبة العشاء أخفهم وأقلهم. وعلميًا يُفرز هرمون الكورتيزون بكميات وفيرة في الجسم صباحًا بما يساعد في عمليات الأيض للكربوهيدرات وبالتالي يستفيد منه الشخص في وظائفه الحيوية خلال اليوم، ثم تقل الكميات المُفرزة في الجسم بحلول المساء للإستعداد للراحة والنوم، فإذا ما حدث وتناول الفرد وجبة عشاء دسمة يزداد إفراز الهرمون في الجسم مؤديًا إلى تنائج عكسية مثل تخزين الدهون في الجسم وزيادة الشهية للأغذية المقلية والحلويات… إلى آخره من مسببات زيادة الوزن.
ما تأثير خفض الكربوهيدات على خفض الوزن؟
الكربوهيدات هي قاعدة الهرم الغذائي، أي أنه العنصر الغذائي الذي يحتاجه الجسم بكميات أكبر من باقي العناصر الغذائية، وقمة الهرم هي الدهون أي العنصر الذي يحتاجه الجسم بأقل كمية ممكنة.
والكربوهيدرات بشكل عام هي التي تعطي الجسم الجلوكوز اللازم لعمل الدماغ والعضلات وإمداد الجسم بالطاقة اللازمة للنشاط، وعليه من الصعوبة الإستغناء عنها أو خفض كمياتها لأقل مما يحتاجه الجسم يوميًا، ولن يستمر الفرد في إتباع حمية غذائية فقيرة في الكربوهيدرات لأنها هنا تعتبر من الحميات القاسية.
وللحصول على وزن مثالي لا نحتاج إلى تجنب تناول الكربوهيدرات والعيش بدونه، بل نحتاج إلى ضبط الحصص والكميات المتناولة منه وتناسبها مع ما يحتاجه الجسم من السعرات الحرارية في اليوم.
لماذا تختلف نتائج نفس الحمية من شخص إلى آخر؟
أكدت ” أ. سارة” أن كل شخص يختلف من حيث الإستفادة القصوى من الغذاء تبعًا للجينات وطبيعة العمل وطريقة توزيع الغذاء على اليوم وقوة عمليات الحرق والإمتصاص الداخلية. من هنا قد لا تصلح الحمية الواحدة لشخصين مختلفين وإن تساوى في بعض المعطيات. ويأتي هنا دور أخصائي التغذية الذي سيحدد بناء على فحوصات جسدية دقيقة طبيعة الأطعمة المناسبة وكمياتها ومواقيت تناولها، وكذلك سيحدد العناصر الغذائية المطلوب تقليلها والأخرى المطلوب زيادة تناولها.
ما هي الأطعمة التي تساعد في عمليات الحرق؟
قالت ” أ. سارة” أن هذه الأطعمة تتعدد مثل الكركم والزنجبيل والشاي الأخضر والشوفان والقرفة والقهوة والزبادي والليمون، وكل الأطعمة الغنية بالألياف والمضادة للأكسدة ستنظم عمليات الأيض والحرق الداخلية إذا ما إلتزام الفرد إبتداءًا بإتباع نظام صحي متوازن العناصر والكمية، لكنه لن تفيد الأطعمة المساعدة في الحرق إذا كان الفرد يأكل بعشوائية من حيث كميات الطعام والعناصر الغذائية وخصوصًا الدهون.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن ممارسة الرياضة من السلوكيات التي تساعد في تكملة أسلوب الحياة الصحي، حيث أنها تقي من الإكتئاب وتكوين الخلايا الدهنية وإرتفاع الكوليسترول وتزيد النشاط وتكوين الكتلة العضلية. لكن أن يُفهم بأن يأكل الفرد كل ما يشتهيه وستقوم الرياضة وحدها بالمحافظة على وزن الجسم فهو أمر صعب ومفهوم خاطيء، فللحصول على وزن مثالي وصحي لابد من جنب إلى جنب مع الرياضة التحكم في الحمية الغذائية والسعرات الحرارية الداخلة إلى الجسم.