يقول الأستاذ “زهير المصري” من نبض ممالك الأباطرة، بَنَت أسطورتها، وعَبْرَ أسوار التاريخ العظيمة، شقت أمجاد حاضرةٍ عابقة بالعرق؛ لتروي بشموخ حكاية الصين.
تلك البلاد التي صنعت بسحر الطبيعة، وأعاجيب البُنْيَان ما جعلها واحدةً من أبرز الوجهات السياحية في العالم.
رحلة المُدن المفعَمةِ بالحركةِ، والحياة لابد وأن تبدأ من العاصمةِ (بكِين) علىٰ اعتبرتها المدينة النابضةُ بعبقِ الأصالة، ونكهات الحاضر.
ما هي عجائب دولة الصين؟
ولعل أجمل ما في الصين، وآثارُها! تلك القصور الإمبراطورية بطرازيها المعماريّ المميز، أبرزُها القصر الصيفي، الذي يُعدُ من أجمل المتاحف القائمةِ في الهواء الطلق، تشتهر العاصمة أيضًا، بالقصر الإمبراطوريّ السابق في بكين والملقب (بالمدينة المُحَرمة)، يصل عُمْرُ القصر إلىٰ سِتُ مِائة، ويعتبرُ بمثابةٍ معجزةٍ فنية، استغرق بنائُها أربعةَ عشرَ عامًا؛ ليكون أحد أكبر القصور القديمة المحفوظةِ في الصين.
يتدفقُ إليه آلافُ الزوار يوميًا، للوقوفِ علىٰ واحدةٍ من أكثرِ حُقبِ التاريخِ إبداعًا.
أمَّا إن كُنتَ من مُحِبي الفنون، فلا تترك زيارة مصنع سَبعُ مائة وثمانٍ وتستعين، الذي حوله المعهد المركزيّ للفنون الجميلة في البلاد، من مكانٍ مخصصٍ لإنتاج الإلكترونيات، مهددًا بالانهيار إلىٰ منطقة فنية تضمُ أكثر من ثلاثين غرفةِ عملٍ فنية، والعديد من المنحوتات الغريبة، والمبهرة.
لا يمكن ذكرُ حضارة الصين العريقة دُونَ الوقوفِ علىٰ أسرار (سور الصين العظيم) الذي يُعَدُ أحد أهم مواقع التُراث العالمي، والأبرز بين أعاجيبِ الدنيا السبع قديمًا، وحديثًا، فهو أطول بناءٍ في التاريخ علىٰ الإطلاق، وشُهِدَ يدويًا بأكمله؛ لهدفِ حماية حدود البلاد من أي غزوٍ، أو هجماتٍ عسكرية.
يمُرُ (سور الصين العظيم) بتضاريس جغرافية مختلفة، ومعقدة، ويعتبرُ اليوم من أهم المواقع السياحية التي تجسد ذكاء الإنسان، وعبقريته في البناء.
وتابع: “زهير” من أعاجيب الصين إلىٰ العراقةِ والأصالة المتجسدة في بلداتها القديمة، التي لا زالت متماسكةً بعبق الماضي في بساطتها وروعتها، لعل أبرزها البلدة القديمة (ليجان) القابعة في مقاطعة يونان، والتي يمتد تاريخها إلىٰ من ثماني مائة عام.
تشتهر البلدة بممراتها المائية، وجسورها، وتتميز عن غيرها من البلدات الصينية في مجال العمارة، والتاريخ، ما جعلها تندرج علىٰ لائحة التراث العالمي (لليونسكو).
وأكمل “زهير” تقابلها في العراقة والجمال بلدة (سنج هوان) القديمة، الواقعة غرب مقاطعة هونان، عندنا تراها تحسبُ أن عقارب الزمن توقفت عندها، وأنت تتأمل المباني العتيقة التي لازالت صامدة منذ مئات السنين.
حافظت البلدة علىٰ صورتها القديمة، وأساليب عيش سُكَنِها البُسطاء ما جعلها من أكثر المواقع التاريخية في البلاد جذبًا للسياح.
بعيدًا عن صخب المدن، وأجواء القُرىٰ لا تكتمل متعة زيارتك للصين ما لم تستكشف جمال الطبيعة المتخفية في وديانِها، أبرزُها، وادي منطقة (أهوان لونج) الذي يتكون من الأنهار، والجبال الجليدية، ويمكن للسائح فيها رؤية بركة الحجر الجارية الرائعة التي يسميها أهل (التبت) بالتنين الذهبي؛ نسبة للصخور الكريستيَّة المتعرجة، بالإضافة إلىٰ البحيرات، والأنهار الخلابة.
وبالقربِ من (أهوانج لونج) يقع وادي (ادچي اتشيجوا) الذي لا يمكنك إلا أن تتأمل جمال سحريهِ بذهولٍ ملفت، تعتبر المنطقة موطنٍ لتسع قُرىٰ تبتية، وتكون علىٰ أكتافِ جبالها الشلالات بين أحضان الطبيعة الغْنَّاء بمشهدٍ يخطفُ الأنظار، كما تضمُ عددًا من الحيوانات المهددة بالانقراض، ما جعل المنطقة بأكملها تندرجُ كأحد أهم كنوز التراث العالمي (لليونسكو).
وأردف “زهير”: من وحي أعاجيب الصين الطبيعية تتبدىٰ غابة الأحجار (شيلن) كأيقونة لا تشبه أي معلمٍ سياحي آخر، فعلىٰ غير المألوف، لا تغطي هذه الغابة الأشجار الوارفة، بل الأحجار الصلبة المتنوعة، تقعُ هذه الغابة في جنوب غرب مقاطعة يونان الصينية، وتضم مجموعة من الأحجار الحرية التي نحتتها المياه عبر العصور الچولوچية المختلفة؛ لتبدو كتحفة فنية في الهواء الطلق.
في حضرة الجمال المنبسط علىٰ رُبعيها، والعجائب الدفينة في أراضيها لا يسعكَ إلا أن تُلقي بقلبك بين أحضان الصين، وتصغي بصمت المتلهف إلىٰ ثرثرة مُدُنِها، وما تخفيه في جُعْبَتِها من مفاتنٍ تذهل الألباب.
ما رأيك أن تقرأ هنا عن عين الهر.