اسم الشاعر ولقبه
عبيد بن الأبرص بن جُشم بن عامر الأسدي الذي لقب بأبي دُودان وأبي زياد نسبه إلى بني دودان بن أسد بن خُزيمة أحد كبار الشعراء الجاهليين الذين عاشوا مدة طويلة من الحياة. ولا توجد مصادر كثيرة تتحدث عن بدايات حياته، إلا بعض المصادر التي تشير الى أعماله.
ويقال إن سبب انشاده الشعر هو أنه خرج يرعى أغناماً مع أخته ماوية، وأراد أن يرد الماء مرة فمنعه أحدهم، ونالوا منه ومن أخته فدعا الله أن ينتقم له من ذلك الرجل، فكان أن انطلق الشعر على لسانه وهجا.
ومن قصيدة عبيد بن الأبرص:
لِمَنِ الدارُ أَقفَرَت بِالجَنابِ
غَيرَ نُؤيٍ وَدِمنَةٍ كَالكِتابِ
غَيَّرَتها الصَبا وَنَفحُ جَنوبٍ
وَشَمالٍ تَذرو دُقاقَ التُرابِ
فَتَراوَحنَها وَكُلُّ مُلِثٍّ
دائِمِ الرَعدِ مُرجَحِنِّ السَحابِ
حياة الشاعر عبيد بن الأبرص
عُرف عبيد بن الأبرص بشاعر بني أسد، وتميزت حياته بمشاركته في الأحداث التي تعرض لها قومه، وفي معاناتهم مع ملكهم حُجر بن الحارث الكندي، فشارك في حروبهم مع الغساسنة، كما شارك في نزاعهم مع طيء ووقائعهم مع غيرها من القبائل.
كان من الشعراء الذين عاشوا مدة طويلة. ساءت علاقته بحجر بن الحارث والد امرئ القيس الشاعر المعروف حين فرض عليهم الأتاوة، فخاطب الملك بقوله:
يا عَينِ فَاِبكي ما بَني
أَسَدٍ فَهُم أَهلُ الندامة
أَهلَ القِبابِ الحُمرِ وَال
نَعَمِ المُؤَبَّلِ والمدامة
صفات الشاعر ابن الأبرص
كان عبيد سيداً في قومه، شُجاعاً، وفارسا من دهاة العرب الكبار، ذوي التجربة في المجال الحربي. تحول عبيد بن الأبرص الثقافة العربية من شاعر إلى اسطورة شأنه شأن بعض الشعراء؛ مثل امرئ القيس والغلام القتيل طرفة بن العبد، فقيل أنه عاش عمراً طويلاً.
مميزات شعر عبيد بن الأبرص
تميز شعر الأبرص بخشونة اللفظ عندما يصف الديار والناقة والحرب؛ حيث يقول:
أَقفَرَ مِن أَهلِهِ مَلحوبُ
فَالقُطَبِيّاتُ فَالذَنوبُ
وبالرغم شُح المعلومات فإننا نعلم ما يكفي عن جمال شعر عبيد، ومميزاته.
لدينا أيضًا مقالا قد ترغب بالاطلاع عليه؛ هو لشاعر الفخر عمرو بن كلثوم.
معلقة عبيد بن الأبرص
اقـفَـرَ مِـن أَهــــلِـهِ مَلْـحـوبُ ** فـالـقُــــطـبـيَّــات فـالـذَّنـــوبُ
فَــراكِـــسٌ فــثــُعَــيــلٍبـــــاتٌ ** فَــذاتَ فَــرقَــيـنِ فـالـقَــلِـيـبُ
فَــعَـــرْدةٌ ، فَــقَــفـــا حِـــبِــرٍّ ** لَـيــسَ بِــها مِـنـهُــمُ عَـــريبُ
إن بُـدِّلَــتْ أهْـلِـهـا وُحـوشًـا ** وغًــيَّـرتْ حـالَـهـا الخُطُــوبُ
أرضٌ تَـوارَثَـهـــا الــجُــدوبُ ** فَـكُـلُّ مـن حَـلَّـهــا مَـحْــروبُ
إمَّــا قَــتــيـــلاً وإمَّــا هَــلْكـًــا ** والـشَّـيْـبُ شَــيْـنٌ لِمَنْ يَشِيبُ
عَـيـنــاكَ دَمْـعُـهـمــا سَـروبٌ ** كــأنَّ شَــأنَـيـهِـمــا شَـــعِـيـبُ
واهِـيـــةٌ أو مَـعــيـنُ مَمـــعْـنٍ ** مِـنْ هَـضْـبــةٍ دونَـهـا لَـهـوبُ
أو فَـلــْجُ وادٍ بِـبَــطْــنِ وادٍ ** لِلـمــاءِ مِـنْ تَـحـتِـهـا سَـكوبُ
أوْ جَــدولٌ فـي ظِـلالِ نَـخْــلٍ ** لِلـمــاءِ مِـنْ تَـحْـتِـهــا قَسـيبُ
تَـصْبـو وأنَّـى لـكَ التَّصابي ؟ ** أنَّـي وقَـد راعَــكَ الـمَـشـيبُ؟
فـإنْ يَـكُــنْ حــــالَ أجْـمَـعِهـا ** فــــلا بَــدِيٌّء ولا عَـــجـــيـبُ
أوْ يــكُ أقْـفَــرَ مِـنـهـا جَــوُّها ** وعـادَهـا المَـحْـلُ والجُـدوبُ
وكُــلُّ ذي نِـعْــمــةٍ مَـخـلـوسٌ ** وكُـــلُّ ذي أمَــــلٍ مَــكــذوبُ
وكُـــلُّ ذي إبِــــلٍ مَــــوْروثٌ ** وكُــلُّ ذي سَــلْـبٍ مَـسْــلـوبُ
وكُـــلُّ ذي غَـــيْــبـــةٍ يَــؤوبُ ** وغــائِــبُ الـمَـــوْتِ لا يَـؤوبُ
أعــاقِـــرٌ مِــثْــلُ ذاتِ رَحْـمٍ؟ ** أم غــانِـمٌ مِـثْــلُ مَـنْ يَـخـيبُ؟
مَـنْ يَـسْــألِ الـنَّـاسَ يَـحْرِمُوهُ ** وســــائِــلُ اللهِ لا يَــخـــيــبُ
أفْلِحْ بِما شِئْتَ قدْ يَبلُغُ بالـ ** ضَّعْــفِ وقَـدْ يُـخْـدَعُ الأرِيبُ
لا يَعِـظُ النَّاسُ مَنْ لا يَعِـظُ الدْ ** دَهْــرُ ولا يَــنْـفَــعُ الـتَّـلْـبِـيـبُ
إلاَّ سَــجِيـَّـاتُ مــا الـقُـلُــوبُ ** وكـم يُـصَـيِّـرْنَ شـانـئـاً حَبِيبُ
سـاعِـدْ بِـأرضٍ إنْ كُـنتَ فيها ** ولا تَــقُــلْ إنَّــنــي غَـــريــبُ
قـدْ يُـوصَلُ النَّازِحُ النَّائي وقد ** يُـقْـطَـعُ ذو السُّــهْمَةِ القَــريبُ
والـمَرْءُ مـا عـاشَ في تَكْذيبٍ ** طُــولُ الحـَيــاةِ لــهُ تَـعْـذيـبُ
بـل رُبَّ مــاءٍ وَرَدتُّ آجِــــنٍ ** سَـــبــيــلُــهُ خــائفٌ جَــدِيـبُ
رِيـس الـحَمـامِ عـلى أرْجائِـهِ ** لِـلـقَـلـبِ مِـنْ خَـوْفِــهِ وَجِـيبُ
قَـطَـعـتــهُ غُــدْوة مُـشِــيـحــاً ** وصــاحِـبـي بـــادِنٌ خَـبــوبُ
غَــيْـرانـةٌ مُـوجَـــدٌ فَـقـارُهــا ** كـــأنَّ حــارِكَــهـــا كَـثـِـيــبُ
أَخـلَـفَ مـا بــاذلاً سَـديـسُـهـا ** لا حِــقَّـــةٌ هِــيَ ولا نَــيُــوبُ
كَـأنَّـهـا مِـن حَــمــيـرِ غــابٍ ** جَــوْنٌ بِـصَـفْـحــَتِـــهِ نُــدوبُ
أَو شَـبَـبٌ يَـحـفِـرُ الرُخـامـى ** تَــلـــُفُّــهُ شَــمـــألٌ هُــبـــوبُ
فــذاكَ عَصْـرٌ ، وقـدْ أرانــي ** تَـحـمِـلُـنـي نَـهـدَةٌ سُـرحـوبُ
مُـضَبَّـرٌ خَـلـقُـهـا تَـضـبـيــراً ** يَـنـْشَـقُّ عَنْ وَجْـهِهـا السَّبيبُ
زَيـتِــيَّـةٌ نــاعِــمٌ عُــروقُــهــا ** وَلَــيِّــنٌ أَســـرُهــا رَطــيــبُ
كَـــأَنَّــهــا لِــقـــوةٌ طَــلـــوبُ ** تُـخـزَنُ فـي وَكـرِها الـقُـلوبُ
بـانَــت عَــلــى إِرَمٍ عَــذوبــاً ** كَــأَنَّــهــا شَــيــخَــةٌ رَقــوبُ
فَـأَصـبَـحـَت فـي غَـداةِ قِــرَّةٍ ** يَسْـقُطُ عَنْ رِيشِـها الضَّـريبُ
فَـأَبـصـَرَت ثَـعـلـَباً مِن ساعَةٍ ** وَدونَــهُ سَــبــسَــبٌ جَــديـبُ
فَنـَفَضَـت ريـشَهـا وَاِنتَفَضَـت ** وَهيَ مِن نَـهــضَــةٍ قَــريــبُ
فَاِشتالَ وَاِرتاعَ مِن حَسيسِهـا ** وَفِـعـلَـهُ يَــفــعَـلُ الـمَــذؤوبُ
فَـنَـهـَضَـت نَـحـوَهُ حَـثـيـــثَــةً ** وَحَـــرَدَت حَـــردَةً تَـســيــبُ
يَـدِبُّ مِــن حِـسـِّهـا دَبـيـبــاً ** وَالـعَـيـنُ حِـمـلاقُـهـا مَـقلوبُ
فَــأَدرَكَــتـــهُ فَـــطَــرَّحَــتــهُ ** والصَّـيْدُ مِنْ تَحْتِهـا مَكْــروبُ
فَــجَــدَّلَــتــهُ فَــطَــرَّحَــتــهُ ** فــكَـدَّحَـتْ وَجْـهَـهُ الـجَـبـوبُ
فــعـاوَدَتْـــهُ فَـــرَفَّـــعَـــتْـــهُ ** فــأرْسَـلَـتْــهُ وهُــوَ مَـكْـروبُ
يَـضغـو وَمِـخلَـبـُهـا فـي دَفّـِهِ ** لا بُــدَّ حَـيْـزومُـــهُ مَــنـقُــوبُ