هناك أشخاص في حياتنا نستمد من وجودهم البركة والشعور بالأمان، والدفء، أشخاص كلما نظرنا إليهم شعرنا أن الدنيا لا تزال بخير، وأن الحياة لا تزال محتفظة بذلك الجانب الطيب المبهج منها، ومن هؤلاء الأشخاص الجدات، أمهات أمهاتنا أو أمهات آبائنا، نشعر في وجودهم بالأصالة وطيبة القلب والنقاء والحب الحقيقي.
ولأن وجودهن في الحياة يجعلها أجمل، فسنخصص هذا المقال للحديث عنهن وإليهن، في عبارات قصيرة وجميلة تحمل لهن كل معاني الامتنان، فإلى كل جدة كل الحب والاحترام والتقدير.
عبارات عن الجدة وإلى الجدة
- جدتي وتلك الخطوط التي خطها الدهر على جبينها أقوى رسالة تبعثها لي الحياة كل يوم، وكأنها تريد أن تذكرني أن لا أغتر فلا شيء يبقى على حاله، وأن لا أقسو فلا قوي يحتفظ بقوته، وأن لا أيأس فإن الأجساد مهما هرمت لا يبرح الحب الصادق قلوب أصحابه.
- جدتي هي رمز الحكمة وخبرة السنين، رأت من الحياة ما رأت وذاقت من ألوان السعادة ما ذاقت، وعرفت من صنوف الألم وويلات الوجع الكثير أيضًا، لذا فأنا أرى في نظرتها الواثقة وصوتها الثابت الهادئ أنها فهمت الحياة، فلم تعد تندهش من صدماتها ولا تجزع لابتلاءاتها ولا تنبهر بإغراءاتها، جدتي تعلمني كل يوم أن الدنيا تستحق كل خير ولكنها أحقر من أن نشتريها بذنب أو معصية.
- جدتي تعلمني كل يوم أن مشاعر الحب حولنا قد تكون كثيرة ومتنوعة ولكن حين نبحث عن الحب الحقيقي والصادق والصافي فابحث عنه بين أخوتك ووالديك، وثق أنك لن تجده إلا في قلب قريب منك مثل قلب جدتك أو قلب أمك أو قلب اختك أو أبيك، فما عدا هؤلاء كله حب مشروط.
- الجدة هي الحب الذي ينتقل إليك بالوراثة، تحبك لأنك جزء منها وامتداد لها، أيًا كان وصفك أو حالك أو حتى خلقك.
- قليل هم من يحبونك في كبواتك وعثراتك، وقليل منهم من يبقى حين يخفت بريقك ومن هذا القليل جدتك، فهي الحب الذي لا يقيده حال ولا يتوقف على وصف.
- الجدة هي من أعطت الحب وافنت عمرها في سبيل اسعاد أبنائها، ولم تكتف بذلك بل امتد عطاؤها ليشمل أحفادها، ووسع حبها قلوبهم الصغيرة، وهي التي يتسع صبرها لحماقاتهم وتستطيع بالحب أن تعرف احتياجاتهم وتحققها بالحب أيضًا لهم.
- الجدة ذلك الحنان الطاغي الذي لا يخطئه طالبه، فحتى الرضيع يسكن لحضنها، ويرتاح إلى جوراها ويهدأ عند هدهدتها، ينام عند سماع صوتها وكأنه أيقن أن الأمان كله في قربها.
- جدتي وحنان جدتي، وملامح جدتي ارتباط أصيل بين جدتي وبين كل ما هو جميل ونقي وطيب، بينها وبين ذكريات طفولتي ولحظات الفزع التي كانت تؤرق ليلي، فاختبئ في أحضانها من كل ما يخيفني، وذلك العطاء الخفي الذي لا تقطعه عني، وذلك الإيثار العجيب الذي كان يدفعها لتخصني بما تشتهيه، وبيتنا القديم ولعبنا القديم ومشاعرنا التي كانت تثور حين نحرم قطعة حلوى أو تكسر بين أيدينا لعبة، جدتي والحنين وجهان لعملة واحدة.
- جدتي ذات القلب الرحيم واللسان الذي لم ينطق إلا بالحب، هي الآن في دار غير دارنا، فيارب ارحمها رحمة واسعة كما كنت ترحمنا، واغفر لها وتجاوز عنها كما كانت تغفر لنا وتتجاوز عن عبثنا وحماقاتنا، ويارب ارزقها الأنس كما كنا نأس بها، واجعل قبرها روضة من رياض الجنة ونور لها مد بصرها، يا رب ذكرنا بها ويسر لنا الدعاء لها فكم لها علينا من يد فضل لا تنسى، ومعروف لا يضاهيه معروف ولا يجازيه شكر، فجاز جدتي عنا كل خير.