بين عام مغادر وآخر جديد تتغير الأحوال وتتبدل وتنقضي الأعمار وتدنو الآجال، وهذه سنة الحياة.
ولكل أمة عظماء يدركون أهمية أمتهم وأهمية حفظ تاريخها؛ وهذا ما أدركه عمر الفاروق رضي الله عنه بأن هذه الأمة الفتية والجديدة على وجه المعمورة لا بد أن يكون لها تاريخ مستقل عن تواريخ الأمم السابقة تسير عليه وتبني خططها واستراتجياتها من خلاله.
لأجل ذلك أقر هذا التاريخ والذي جعل بدايته بالحدث التاريخي وهي هجرة سيد الخلق ﷺ إلى المدينة والتي تحمل في طياتها أسس ومنهج حياة وطرق متقنة في التخطيط لتحقيق الأهداف:
- وضع الخطة: وتمثلت في الرحلة وأعضاءها وموعد انطلاقها وخطة سيرها.
- التضحية لتحقيق الهدف: وكانت في تركه ﷺ لأحب البقاع على نفسه وكذلك نوم علي في فراشه.
- حسن اختيار الأعضاء: ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ﴾.
- التوكل على الله: ﴿لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾.
- عدم إفشاء الخطة: وتمثلت في اخباره ﷺ لأبي بكر بالهجرة من قبل وكذلك موقف أسماء بنت الصديق في الهجرة.
- حسن التصرف في الأزمات: قصة سراقة وإغراءه بتاج كسرى.
- الصبر لتحقيقها: وكانت في مشقة السفر ومخاطره.
- التوقع الإيجابي لنجاح الأهداف: وتمثلت بنصرة الأنصار وحسن استقبالهم وبعد ذلك قيام دولة الإسلام.
خاتمة: المدرسة المحمدية هي أعظم مدرسة للتعلم في جميع جوانب الحياة منذ نشأتها إلى قيام الساعة؛ عليه أزكى صلاة وأتطهر تسليم.
بقلم: مسلط مناحي البقمي