لم يتوقع العامل الآسيوي من شرق آسيا، أن إصابة صديقه في العمل ستحوله إلى أشهر مدلك علاج طبيعي بالجبيل، يركض خلفه ويلاحقه المصابون بآلام وآهات مختلفة.
وفجأة ذاع صيت العامل، على الدرجة التي يتسابق عليه العديد من المواطنين والمقيمين في سبيل «علاج طبيعي» لألم في الظهر أو الركبة أو الرقبة أو غيرها من الأمراض أو الآلام التي تجتاح الكثير من الناس.
ولم تقف ديانة «م ب»50 عاما «غير المسلم» حائلا دون ممارسته مهنة وجد نفسه فيها، بل استطاع أن يبدد آهات وأوجاع العديد من السعوديين والأجانب نتيجة ممارسته العلاج الطبيعي لهم، بلا مقابل، الأمر الذي جعل من اسمه شهرة واسعة في جميع الأوساط في المنطقة الشرقية.
لكن الغريب في الأمر أن العامل بات من أمهر مقدمي العلاج الطبيعي على الإطلاق، ومنافسا قويا لخبرات الأطباء في المستشفيات الخاصة، فخبرته الواسعة وشهرته الكبيرة تعدت حدود المنطقة الشرقية، إلى أن وصلت العاصمة الرياض وحائل والأفلاج والقصيم والخرج وغيرها من المدن السعودية الأخرى، إضافة إلى علاجه بعض مواطني الدول الخليجية المجاورة.
ويعترف العامل بأن الصدفة قادته لهذا العمل، حيث كان في أحد الأيام وأثناء ممارسة العمل في إحدى الشركات أصيب أحد أصدقائه بإصابة في ظهره عبارة عن ألم في الغضروف «فلم أتوان وقتها بمساعدته فذهبت إليه، وقدمت له كافة الحلول العلاجية من تمارين رياضية وجلسات طبيعية، كنت سبق أن تدربت عليها مع أقربائي في بلدي، لأنجح في المهمة، ويتخطى زميلي مرحلة الألم، والآن يتمتع بصحة جيدة بعد عدة جلسات».
وأشار إلى أنه فضل ممارسة العمل بعيدا عن الربحي «بدأت بمساعدة أصدقائي فقط وبعض من يعرفني، ليجد علاجي الطبيعي قبولا كبيرا لديهم، الأمر الذي جعلهم، يزكوني لدى أقاربهم ومعارفهم، حتى أصبحت الدعوات تأتيني الآن بكثافة، إلى الدرجة التي أعالج فيها ما يقارب من سبع حالات يوميا، وذلك بالطبع بعد الفراغ من عملي المعتاد، كما أن الطلب بات يصلني من مدن أخرى غير المنطقة الشرقية».
وعن أهم الآلام التي يعالجها، يزعم أنه «سبق أن دعيت من قبل العديد من المواطنين لعلاج الكثير من الآلام، ومن أهمها علاج الظهر والركبة والرقبة وبعض إصابات الملاعب مثل الصفاق وغيرها، وكانت جميع الجلسات العلاجية موفقة بشكل كبير، حيث أقوم بتتبع بعض العروق الموصلة إلى مكان الألم، وأقوم بعملية العلاج الطبيعي بتمرينها وتقويتها وشدها بالعديد من التمارين، ومن ثم يعاد نفس العمل بعد يومين أو أكثر، ولقينا نتائج إيجابية جدا من المواطنين، وهو الأمر الذي قادني إلى هذه الشهرة الواسعة من قبل المرضى».
ونفى أن يكون عمله من أجل المال -حسب قوله- «لم أمارس هذا العلاج الطبيعي من أجل الحصول على المال أبدا؛ لأنني أقدم خبرة اكتسبتها منذ زمن في بلدي، وأقوم بهذا العلاج الطبيعي من أجل مساعدة هؤلاء المصابين بهذه الآلام، ولم أنظر أو أشترط في يوم ما مبلغا معينا لجلساتي، فهي ليست تجارة بالنسبة لي بقدر أنها خدمة إنسانية تحتم علي مساعدة الغير، أما من أراد أن يعطينا مالا فله الحرية في ذلك، أما أنا فلا أحدد مبلغا معينا».
ويشير إلى أنه وجد أن العديد من الآلام تصيب السعوديين أو المقيمين وخاصة كبار السن أو من تقدم بهم العمر فتأتيهم العديد من الآلام في الركبة وفي الظهر نتيجة الجلوس وعدم الحركة «وبفضل العلاج الطبيعي استطعت أن أقضي على بعض هذه الآلام، وألمس تحسنا كبيرا لدى البعض ممن أمارس لهم بعمل العلاج الطبيعي».
وبين أن المساج يختلف اختلافا كبيرا عما يقوم به، وهو عكسه تماما «لا أقدم المساج مطلقا؛ لأنني أقدم جلسات علاج طبيعي مكان الألم، حيث يحضر إلي في الجبيل العديد ممن أصابهم الانزلاق الغضروفي أو آلام الركبة وآلام الرقبة والذراعين والرجلين والصداع والجلطات الخفيفة وغيرها، لأقوم بعمل الجلسات لهم»
بقلم: محمد الزهراني