عائشة.. الصديقة بنت الصديق

عائشة.. الصديقة بنت الصديق

هي أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق (رضي الله عنهما)، وعائشة هي خريجة بيتين عظيمين من بيوتات هذه الأمة، حيث عاشت طفولتها في بيت والدها الصديق (رضي الله عنه)، وهو صاحب بيت علم وفضل ثم انتقلت إلى دار النبوة، فأخذت الدين عن النبي ﷺ مباشرة؛ فكانت لذلك مرجعا للصحابة؛ إذا استشكل عليهم أي أمر من أمور الدين.

وكانت (رضي الله عنها) حبيبة رسول الله ﷺ، فقد سئل رسول الله ﷺ: أي الناس أحب إليك ؟ فقال: (عائشة)، فقيل له من الرجال؟ قال: (أبوها)، فقيل له: ثم أي؟ فقال: عمر (أي عمر بن الخطاب)، وكان لها عدة ألقاب، منها:

المُبَرَّأة:

وهو لقب أطلق عليها لنزول القرآن الكريم ببراءتها مما رماها به المنافقون من الإفك، حيث برأها الله عز وجل من فوق سبع سماوات، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، أي إن الذين جاءوا بالبهتان -وهو رمي أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) بالفاحشة- جماعة تنتسب إليكم أيها المؤمنون، فلا تظنوا أن ما افتروه شرا لكم بل هو خير؛ لما فيه من الثواب والتمحيص للمؤمنين، ولما يصحبه من تبرئة أم المؤمنين، ولكل واحد شارك في رميها بالفاحشة جزاء ما اكتسبه من الإثم لتكلمه بالإفك، والذي تحمل معظم ذلك ببدئه به له عذاب عظيم، والمقصود به رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول.

الصديقة:

جاء عن مسلم عن مسروق أنه كان إذا حدث عن عائشة (رضي الله عنها) قال: حدثتني الصديقة بنت الصديق حبيبة حبيب الله المبرأة.

الطيبة:

جاء عن أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) أنها قالت: وَلَقَدْ نَزَلَ عُذْرِي مِنَ السَّمَاءِ، وَلَقَدْ خُلِقْتُ طَيِّبَةً وَعِنْدَ طَيْبٍ، وَلَقَدْ وُعِدْتُ مَغْفِرَةً وَرِزْقًا كَرِيمًا.

ولما دخل عبد الله بن عباس (رضي الله عنه) عليها، وهي في مرض الوفاة، قال لها: يَا أُمَّاهُ أَبْشِرِي، فَوَ الله مَا بَيْنَكِ وَبَيْنَ أَنْ تَلْقَي مُحَمَّدًا ﷺ وَالْأَحِبَّةَ إِلَّا أَنْ تُفَارِقَ رُوحُكِ جَسَدَكِ، كُنْتِ أَحَبَّ نِسَاءِ رَسُولِ الله ﷺ إِلَيْهِ، وَلَمْ يَكُنْ يُحِبُّ رَسُولُ اللهِ إِلَّا طَيْبَةً.

أضف تعليق

error: