ما هو تثليج اليدين والقدمين من الناحية الطبية؟
قال “د. صلاح صافي” أخصائي الأمراض الجلدية والتناسلية. ظاهرة رينو هو ظاهرة ظاهرية تحدث عادةً في فصل الشتاء، وتُعرف باسم ظاهرة التثليج، وقلة من الناس قد يعانون منها على مدار العام، وبخاصة النساء.
وهو ظاهرة شبه مزمنة ومتكررة، وتبدأ عادةً عند سن البلوغ، وقد تنتهي بعد عدة سنوات، وقد تستمر مع المريض أمد حياته.
وظاهرة رينو هي حدوث إنقباض في الأوعية الدموية، يؤدي إلى قلة التروية الدموية للمنطقة المُنقبضة فيها الأوعية، وعادة ما تُصاب المناطق البعيدة مثل الأطراف والأذنين وأرنبة الأنف. وليس بالضرورة أن يُصاب المريض بالتثليج في كل المناطق الجسمية المذكورة دُفعة واحدة.
ما أبرز أسباب الإصابة بظاهرة التثليج؟
أوضح د. صلاح أنه بكل تأكيد السبب الأبرز للإصابة بظاهرة رينو هو خلل في الأوعية الدموية، لكن سبب الخلل في الأوعية الدموية فلا أحد يعرفه، وما توصلت إليه الدراسات هو مجموعة نظريات وفرضيات بُنيت في مجملها على العامل الوراثي والعائلي.
كما تتوافر مجموعة من العوامل التي تؤدي إلى زيادة شدة التثليج (وللتوضيح: هي ليست عوامل مُنشئة للظاهرة، لكنها عوامل تزيد من شدة أعراض الظاهرة حال وجودها فعليًا) مثل:
• التدخين.
• بعض الأمراض مثل تصلب الشرايين.
• بعض الأدوية مثل حبوب منع الحمل، وأدوية هرمون الإستروجين.
هل إهمال علاج التثليج يؤدي إلى مُضاعفات صحية أكبر؟
أكد د. صلاح أنه عادةً ما يأتي التثليج على شكل نوبات، ونوبة واحدة مدتها عشرة دقائق كفيلة بإدخال المريض في دوامة علاجية مدتها شهر لعلاج المضاعفات، لذلك غير مسموح لمصابي ظاهرة رينو بالتهاون في أخذ الإحتياطات والحذر منذ بداية فصل الشتاء، لأن ظاهرة رينو تُبقي الأصابع متورمة لفترات طويلة بعد النوبة المرضية.
وفي الغالب تمر ظاهرة رينو بعدة مراحل هي:
• المرحلة الأولى: وهي التي يتغير فيها لون المنطقة المُصابة كالأصابع، حيث تظهر باللون الأبيض المائل للإصفرار.
• المرحلة الثانية: يتبدل لون المنطقة المُصابة إلى اللون الأزرق، وعادةً ما يُلازمها الشعور بالألم والوجع.
• المرحلة الثالثة: وهي مرحلة التورم الشديد مع إحمرار المنطقة مع الشعور بالوّخْز المؤلم.
• المرحلة الأخيرة: وهي تحدث مع بعض الحالات الشديدة، حيث تظهر الجروح والكدمات والتقرحات التي يصعُب إلتئامها خلال فترة زمنية وجيزة لضعف التروية الدموية.
ظاهرة رينو هي خلل مناعي داخلي، ولا يمكن تصنيفها كظاهرة وبائية على الإطلاق.
ما أبرز الإرشادات الطبية لتخفيف حدة ظاهرة رينو وأعراضه؟
أشار د. صلاح إلى تعدُد التعليمات الطبية التي تساعد في تخفيف حدة أعراض ظاهرة رينو على جسم المُصاب، ومنع تطورها إلى المراحل المتقدمة، وأبرزها:
• التدفئة الجيدة، عن طريق إرتداء القفازات السميكة، والجوارب الثقيلة.
• ممارسة التمارين الرياضية لتنشيط الدورة الدموية في المنطقة المُعرضة للإصابة بالتثليج.
• إستخدام العلاج الفيزيائي، مثل وضع القدمين في الماء الدافيء مع التدليك الجيد.
• تجنب التغيرات الحادة لدرجات حرارة الجسم وخصوصًا الأطراف، فلا تُغسل اليدين بماء ساخن ثم الخروج لجو صباحي يكتنفه الصقيع، أو غسيلهما بماء بارد ثم الإمساك بكوب ساخن جدًا.
• تجنب المُسببات، بالإقلاع عن التدخين، والتنبه وأخذ الحذر مع تناول حبوب منع الحمل للنساء.
هل تحتاج ظاهرة رينو للتدخل الدوائي؟
بما أن ظاهرة التثليج يُلازمها الألم في المرحلة الثالثة، وكذلك المضاعفات في المرحلة الرابعة، فبالتالي تحتاج إلى تدخل علاجي دوائي، وتنقسم أدوية العلاج إلى نوعين:
النوع الأول: يتمثل في مستحضرات علاجية موضعية (كريمات ومراهم)، ويُعتَمَد عليها مع ملاحظة النتائج قبل اللجوء إلى إستعمال النوع الثاني، وهي في مجملها مستحضرات تعمل على توسعة الشرايين.
إلى جانب الكريمات المضادة للإلتهابات سواء المحتوية على الكورتيزون أو الخالية منه.
بالإضافة إلى الكريمات العُشبية التي تعمل على تدفق الدم للمنطقة الجسمية المُصابة بالتثلييج.
النوع الثاني: أقراص وكبسولات عن طريق الفم، وهي في مجملها أدوية تعمل على توسيع الشرايين مثل مادة النيفيديبين (وهو في الأصل دواء مُستخدم لعلاج ضغط الدم).
ولتجنب خوض غمار البرامج العلاجية الدوائية ننصح دائمًا بالوقاية قدر الإمكان من الوصول للمراحل المتقدمة للظاهرة.