باتت مواقع التواصل الاجتماعي تُمثّل حضوراً كبيراً وجليّا لا يُمكن تجاهله، وفي ظل القوة الضاربة التي ظهرت من صفحات وحسابات تلك المواقع جعل الكثير من المؤسسات والهيئات والباحثون يُلقون نظرات عن كثب على تلك المواقع، ما لها وما عليها، ما سر قوتهم التي طرأت على العالم جرّاء استخدامهم، ومن ذلك الأمور يظهر لفظ المؤثرون، فلنتعرّف عليهم نحن أيضاً بنظرة قريبة.
من هم المؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي
تقول الصحفية المتخصصة في مواقع التواصل الاجتماعي “عليا حكيم”: أن الشخص الذي يمكن أن نطلق عليه مصطلح المؤثر هو ذلك الشخص الذي له من الشهرة ما يمكنه من التأثير في مجموعة من الأشخاص حول موضوع أو مواضيع عديدة، وقد ظهر مؤخراً عدداً كبيراً من هؤلاء الذين يمكن تصنيفهم على أنهم رواد الرأي في وسائل التواصل الاجتماعي؛ فمن خلال تدوينه أو تغريده “Tweet” أو قصة “Story”، يمكنهم التأثير في سلوكيات الشراء مثلاً مما جعل الماركات العالمية والمحلية تمكن هؤلاء الأشخاص من سياسة التسويق لديهم.
وبسؤال “الصحفية”، هل هناك عدداً معين من المتابعين لهؤلاء الأشخاص حتى يتم تصنيفهم إلى هؤلاء المؤثرين، فقالت أن عدد المتابعين هو جزء لا يتجزأ من المعايير المطلوبة حتى يتم اعتبار هذا الشخص مؤثراً، ولكنه غالباً ما يندرج تحت ثلاث محاور رئيسية، أولها هو محور مدى انتشار ذلك الشخص، والذي يندرج تحته عدد المعلقين والمتابعين له كذلك، ومن ثم محور الانتماء، والذي يمكن قياسه تحديداً من خلال عدد الرسائل أو شعبية الشخص في الواقع، وأخيراً محور الاستباقية؛ حيث الاستباقية في المواضيع والأفكار والمحتوي كذلك.
وعن اعتبار هذا التأثير تجارياً فقط، أم له أي بعد آخر، فتؤكد “حكيم” أنه واقعياً يتم استخدام هؤلاء المؤثرين للتسويق لأي منتج أياً كان هذا نوع هذا المنتج عموماً، لكن الاختيار الصحيح للشخص المؤثر نفسه هو المحير؛ فعدد المؤثرين في تزايد مستمر، فانتقاء المؤثر الذي سيقوم بالترويج للمنتج بشكل صحيح هو المهم، فالكيف هو الأهم وليس الكم أبداً.
هل يعتبر المراهقين هم الأكثر تأثراً بمثل هؤلاء الأشخاص
تُردف قائلةً، أن ما يحدث اليوم على شبكات التواصل الاجتماعي هو عبارة عن تحويل لهؤلاء الأشخاص إلى نجوم في نفس المرتبة الخاصة بنجوم التليفزيون ونجوم الرياضة أيضاً، ويعتبر المراهقون هؤلاء الأشخاص هم الأيقونة التي يتشبهون بهم، والذي قد يصبح أمرا شاسعاً جداً وخطيراً أيضاً في بعض الحالات، لذلك تنصح “عليا” بمراقبة هؤلاء المراهقون على شبكات التواصل الاجتماعي؛ لأنه عمر حساس جداً، ويجب أن يدركوا أن هذه الصورة إن كانت مثالية بعض الشيء ولكنها لا تمثل الواقع مائة بالمائة.
ماذا عن شراء بعض المؤثرين للمعجبين!
عدد المتابعين هو جزء لا يتجزأ من شعبية المؤثر؛ فالشخص المؤثر اليوم في بحث مستمر عن متابعين جدد، كما أن الذكاء الالكتروني الحالي على مواقع التواصل الاجتماعي له دوراً في معاقبة الشراءات غير القانونية كما في حالات الحسابات المزيفة، والتطبيقات كذلك، ولكن حالياً يمكن من خلال إلقاء نظرة ثاقبة معرفة ما إذا كان هذا الشخص قام بشراء متابعيه أم لا. ولا يجب أن ننسى أن هذه المواقع أحياناً تتيح بشكل قانوني شراء المتابعين.
في النهاية يمكن اعتبار هذه المواقع سلاحاً ذو حدين، والمتابع هنا هو الذي يحدد من خلال نظرته الثاقبة ما إذا كان هذا الشخص مؤثراً حقيقياً أم مزيفاً.