تعتبر ظاهرة السيلفي موجودة في عالمنا بكثرة كبيرة والتي بدأت من النجوم والمشاهير حتى انتقلت إلى كل شارع وكل بيت وباتت تشكل هوساً لدى الكثيرين من جميع الأعمار، فهل هي هواية أو اضطراب نفسي أم موضة فرضها التطور التكنولوجي الذي نعيشه في سنواتنا الأخيرة؟ وهذا ما حير الكثيرين ليجدوا التوصيف المناسب لهذه الظاهرة.
متى ظهر مصطلح السيلفي أول مرة في هذه الآونة؟
قال “د. فلاح التميمي” استشاري في الطب النفسي. يعتبر مصطلح السيلفي مصطلح قديم حيث حاول أحد الأشخاص الاستراليين على أيام كاميرا الكوداك أن يصور نفسه عبر المرآة وكانت الظاهرة قليلة جداً ولا تُسمى ظاهرة وإنما أحداث فردية، لكن في الحقيقة أصبحت السيلفي بعد اكتشاف وسائل التواصل الاجتماعي ظاهرة اجتماعية واسعة في كل أنحاء العالم وتحتاج إلى دراسات كثيرة حولها حيث أنه في بعض الأحيان قد تصل هذه الظاهرة إلى بعض الأمراض في بعض الأوقات.
وتابع الاستشاري النفسي الدكتور “فلاح التميمي” يجدر الإشارة كذلك إلى أن السيلفي له دوافع معينة عند الأشخاص وهؤلاء الأشخاص لهم سمات معينة في شخصيتهم فقد تكون الشخصية نرجسية ولديها تضخم في حب الذات وقد تكون العكس تماماً حيث يمكنها أن تكون شخصية تشعر دوماً بالنقص والخجل الاجتماعي في المواجهة أمام الآخرين فيظهر من خلال السيلفي على وسائل التواصل الاجتماعي بالإضافة إلى أنه قد يكون هنالك ملامح قلق ووسواس وراء ذلك لأن يأخد الرضا واللايكات على السوشيال ميديا، لهذا يلجأ الشخص إلى السيلفي كثيراً كما أن السيلفي قد يكون فقط للتعبير عن لحظات فرح أو سعادة يحب الشخص أن يعيشها مباشرةً، لكن يمكن لظاهرة السيلفي أن تتحول لمرض نفسي عندما يحدث فيها عدة صفات أولها الانشغال الزائد عن اللزوم فيما يخص السيلفي وعندما يكون هنالك تأثير على الوظيفة الحياتية مثل التأثير على النوم والأكل والوظيفة وحياته بشكل عام ويعمل كل شيء عن طريق بث مباشر عبر السيلفي.
متى تعتبر ظاهرة السيلفي ظاهرة عادية؟
يمكننا القول أن غالبية السيلفي ليست ظاهرة مرضية ولا نستطيع أن نقول أنها اضطراب ولكنها ظاهرة عادية لكل منا سواء أنا أو أنت أو غيرنا ولكن تصبح هذه الظاهرة مرض حين يكون فيها انشغال زائد عن اللزوم ووجود دوافع داخلية بالإضافة إلى التأثير على وظيفة الحياة.
وأردف “التميمي” إلى جانب ذلك، من الضروري أن ننبه إلى أكل الإنسان باعتدال والنوم باعتدال حتى يتصور سيلفي باعتدال، وهنا يجدر الإشارة إلى أهمية متى وكيف نستخدم السيلفي حيث أننا نعلم أن هناك العديد من حوادث السيارات وحوادث الغرق أو حوادث السقوط من المرتفع بسبب الاستخدام الخاطئ للسيلفي في وقته الغير مناسب، لذلك يجب علينا الانتباه إلى استخدام السيلفي فقط في المواقع الآمنة.
هل تعتبر ظاهرة السيلفي موضة وستنتهي قريباً؟
لا شك بأن السيلفي موضة ولكنها سوف تستمر لأنها مقرونة بعصر التكنولوجيا وعصر السوشيال ميديا الذي سيستمر لسنوات عديدة وقد يكون هنالك بعض أنواع السيلفي في المستقبل والتي ستُدرج ضمن الأمراض النفسية التي لم تُدرج حتى الآن وقد تكون تحت الطيف القلقي بشكل عام وقد تكون تحت طيف اضطراب الأعراض الجسدية حيث أن بعض الأشخاص بسبب السيلفي المتكرر قد يضطرون إلى عمل عمليات جراحية لأنهم يريدون الكمال في وجوههم على طول الوقت.
وأخيراً، يجب علينا التسليم بأن خلق الله عز وجل هو أفضل خلق ولاشك أن خلقة الإنسان هي الأجمل، لذلك فقد لا يحتاج الإنسان إلى تعديل شكله كثيراً من أجل السيلفي على الرغم من أنها ظاهرة خطيرة في التقليد والفلترة.
لينك الفيديو: