تقل في ظل الظروف العربية الراهنة خيارات الترفيه والسياحة المحلية إلى درجة أن البر قد يبرز كخيار مطروح وذلك بسبب ضعف البنية التحتية للسياحة وعدم وجود أماكن ترفيه كافية في الأحوال العادية فكيف مع هذه الأحداث المحيطة التي ضغطت على السياحة الداخلية بتزايد أعداد السائحين الذين اضطروا إلى أن يقضوا إجازاتهم في ربوع الوطن.
إننا أمام أزمة ترفيه موسمية لأنه لا توجد لدينا في الأصل استراتيجية سياحية ترفيهية تأخذ في الاعتبار ضرورة الترفيه وأهميته على الفرد وانعكاساتها على المجتمع ونظرنا له كمنتج له مردود مادي فقط وأهملنا الجوانب الأخرى الأكثر تأثيرا على حياتنا واحتياجاتنا النفسية؛ لذا جاءت المنشآت الترفيهية بدائية ولا تشبع الرغبات ولا تراعي المستويات العمرية، فضلا عن ذلك احتكرتها مجموعة تجارية واحدة تكاد تأخذ من اسمها نصيبا وتم فرض أسعار لا تكافئ الخدمة المقدمة.
ولو كان هناك تنافس على تقديم الخدمات الترفيهية تحت إشراف ودعم الجهات الحكومية المختصة لوجدنا مجموعة مدن متنوعة في مناطق عدة تحتضن جيلا متقدما يعطي الترفيه أولوية في حياته ولكنه يصطدم بواقع ترفيهي لا يرتقي إلى تطلعاته في الوقت الذي يشاهد عبر وسائل الإعلام مدنا ترفيهية عالمية بعضها موجود في دول الجوار الخليجي والمستهدف الأول السائح السعودي، ولكن ليس الجميع قادرا على تحمل تكاليف السفر ولهم الحق في أن يتوفر لهم في الداخل ما يماثلها.
ولعدم تحقق ذلك فليس غريبا أن نجد من يضع ضمن جدول برنامجه الصيفي «طلعة بر» يروح بها عن نفسه، وقد تكون فرصة ليطلق صرخة تنفيس في أفق الصحراء: وا دزني لاندآآآه.
بقلم: هزاع بن نقاء
وهنا نقرأ: سلامة الترفيه
ويُمكنك هنا أيضًا الاطلاع على مقال: السياحة الدينية في السعودية.. بين هدم وإهمال!