كثير من الأشخاص في الوقت الحالي، يؤدون العديد من الممارسات والعادات الخاطئة دون أن يبالوا بها، أو يجهلون أخطارها، رغم ما يمكن أن ينشأ عنها من الأمراض والمشاكل الخطيرة على المستوى البعيد، ومن هذه الممارسات: التعود على طقطقة الرقبة بطريقة خاطئة.
ونحن نشهد الآن أنه بعدما كانت التهابات المفاصل والمشاكل الكبيرة تظهر بعد سن الستين صارت تظهر في عمر الخامسة والثلاثين أو الأربعين؛ كالإنزلاق الغضروفي مثلًا: نراه الآن في سن ١٩ أو ٢٠ بعدما كان يظهر في سن ٤٠ أو ٤٥.
لذا كان لزامًا التوعية حول مخاطر هذه العادات الخاطئة، لا سيما طقطقة الرقبة، التي قد تؤدي ممارستها إلى الكثير من الأخطار على المستوى البعيد، وهذا المقال يجيب عن كثير من الأسئلة التي قد تأتينا حول مخاطر هذه الممارسات الخاطئة، وطرق الوقاية منها.
مخاطر طقطقة الرقبة
في البداية يرشدنا الدكتور “هاني العبدلي – الاستشاري ورئيس قِسم المُخ والأعصاب وإصابات الدماغ والحبل الشوكي بمدينة الملك سعود الطبية” إلى ضرورة الاهتمام بهذا الأمر، ففي الفترة الأخيرة أصبحت العادات الخاطئة تؤدي إلى الكثير من الأمور الخطيرة.
وطقطقة الرقبة بشكل خاص لها مساوئ قد لا يعرفها الجميع، ورغم أن مشاكلها نادرة الحدوث، فإنها شديدة وخطيرة جدًا، قمن مخاطرها مثلًا:
- حدوث السكتة الدماغية: الناتجة عن حدوث تسلخات في الشريان الفقري، هذه التسلخات تحدث في البطانة الداخلية للشريان، مما يسمح بحدوث خثرة داخل الشريان، فيمنع الأكسجين ويمنع الدم من الوصول للدماغ، ولابد من العلم أن هذا الشريان موجود في الرقبة ويغذي الدماغ.
- قد يحدث نزيفًا للشريان الفقري، وهو ما يسمى (بالجلطة النزيفية)، والتي قد يصاحبها فقدان في الوعي، أو البصر، أو عدم القدرة على الحركة، أو شلل، أو حدوث خثرة في الفقرة أو الرقبة وهي من أشد المخاطر.
- قد يحدث خصوصًا مع كِبار السّن الذين يعانون من أوعية دموية متصلبة، قد يحدث فيها نزيف، وأيضًا كبار السن الذين يعانون من هشاشة العظام، قد يحدث كسر للفقرة، أو انزلاق غضروفي شديد يضغط على الحبل الشوكي، يؤدي إلى تنميل أو ضعف حركة اليدين أو مشاكل كبيرة كالشلل الكامل.
- ومن المخاطر أيضًا: التهابات المفاصل وحدوث احتكاكات في الأربطة، أو الأوتار، أو الألياف المحيطة.
جدير بالذّكر أن تدليك الرقبة أن طقطقتها قد يكون مريحًا لفترة مؤقتة، لكن التدليك لابد أن يتم على يد خبير في التدليك، وليس على يد هاوٍ يعمل في التدليك.
فقد يعمد إلى حركة خطيرة، كعصر الرقبة أو عصر العمود الفقري بشكل غير صحيح، مما يؤدي إلى حدوث مشاكل كبيرة، وذلك لأن الأعصاب والأوعية الدموية في الرقبة من المناطق الحساسة، لذا يجب أن يتم التدليك على يد خبير ويكون بطريقة هادئة.
هل يوجد علاج بديل للآلام التي تدفع الإنسان لطقطقة الرقبة؟
- في البداية لابد أن يتجنب الإنسان الممارسات والعادات الخاطئة؛ فمثلًا: الجلوس الخاطئ يؤدي إلى آلام الرقبة، وذلك لأن الرقبة لا يدعمها شيء، مما يسبب تشنجات في عضلات الرقبة، وأيضًا حمل الهاتف بشكل خاطئ وطأطأة الرقبة إلى الأسفل يؤدي إلى الإصابة بأمراض الرقبة، حتى أنه يوجد مرض يُعرف باسم (Text Neck)، ولذلك إذا تم إجراء فحص بالآشعة على الرقبة للجيل الحالي سنجد أن الرقبة منحنية مما يعود بالسلب على الشخص بعد سنوات من الآن.
- لابد من ممارسة التمارين الصحيحة، وتدليك الرقبة بطريقة صحيحة، وعمل تمارين الإطالة للرقبة على يد أخصائي.
- تقوية العضلات حول الرقبة لتدعيم الرقبة، وتمنع حدوث المشاكل للرقبة.
نصائح لتقوية العضلات التي تدعم الرقبة
- ممارسة الرياضة.
- التغذية الصحيحة.
- ترك الممارسات الخاطئة، والجلسات الخاطئة، كجلسة التربع على الأرض لتناول الطعام والتي تؤدي لمشاكل في الركبة، وكالالتفات بطريقة خاطئة أثناء القيادة مثلًاـ، فالالتفات بطريقة خاطئة يعد بمثابة عصر للعمود الفقري، وهو من أسوأ الحركات التي تصيب العمود الفقري.
جدير بالذّكر أيضًا أن الوسادة الداعمة للرقبة مفيدة في حالات السفر مثلًا، لكن لا يجب الإكثار من استخدامها، وذلك لأن الرقبة ستتعود الاعتماد عليها، وبالتالي ستضعف عضلات الرقبة، لذا يجب تقوية عضلات الرقبة بالطريقة الصحيحة بممارسة الرياضة، والأولى أن تكون العضلات هي الداعمة للرقبة.
المُشكِلة والمعالجين الشعبيين
- هؤلاء المعالجين الشعبيين أو المدربين يقدمون على أمور خطيرة قد تصيب الإنسان بمشاكل وخيمة، فمثلًا: انتشر الكثير من الفيديوهات التي يظهر فيها الشخص مشدودًا بسلاسل من أجل طقطقة الرقبة، وذلك لا يمكن أن تتحمله الأوعية في الرقبة، مما قد يؤدي إلى الشلل الرباعي او حدوث الجلطة.
- لابد أن نلجأ للأشخاص المؤهلين الأخصائيين في العلاج الطبيعي بدلًا من اللجوء إلى أشخاص غير مؤهلين ووضع أرواحنا بين أيديهم