يُتعارف على أن حبوب منع الحمل يستخدمها النساء لتفادي حدوث حمل غير مرغوب ولكن الآن بدأت حبوب منع الحمل للرجال في الظهور وهي الحبوب التي تعمل بشكل أساسي على إضعاف الحيوان المنوي عند الرجل ومن ثم تقل فرصة الحمل عند المرأة بشكل تلقائي.
ما مدى انتشار فكرة حبوب منع الحمل للرجال؟
يقول الدكتور فادي سعادة ” استشاري المسالك البولية والجنسية ” أن انتشار فكرة منع الحمل للرجال ليس بالشيء الغريب ولا الجديد لأنه موجود منذ عدة سنوات وتقريباً وصلت الأمور إلى نهايتها في آخر سنتين حيث يعتبره البعض طبقاً لبعض الدراسات أضمن وأسهل وأكثر راحة ونجاحاً لأن تلك الحبوب لا تسبب أية مضاعفات أو آثار جانبية للرجال مثلما نرى في حبوب منع الحمل التي يستعملها النساء، لكن تبقى المشكلة عند الرجل في أن تصنيع الحيوان المنوي عنده يأخذ حوالي 72 يوم و 17 يوم للخروج، لذلك فإنه لابد من أخذ حبوب منع الحمل على 3 أشهر حتى تعطي مفعولها المرجو منها.
ما هي طريقة عمل حبوب منع الحمل للرجال؟
يتم إعطاء جرعات زيادة لتغطي الهرمونات التي تُفرز من الغدة النخامية للخصيتين والغدد العلوية للكُلى حتى يقرأ الجسم هذه negative feedback لهذه الجرعات من الحبوب أو الإبر.
تكمن الوظيفة الأساسية لهذه الجرعات الهرمونية الزائدة عن الحد عند الرجل في إيقاف تصنيع الحيوان المنوي الذي يستلزم حوالي 72 ساعة و17 يوم للخروج كما سبق الذكر.
عند أخذ هذه الحبوب أو هذه الإبر فإنها لا تعطينا نتيجة بنسبة 100% وكذلك عند النساء حيث تصل النسبة إلى 98% في إيقاف عمل الحيوان المنوي ولكن يبقى هدفنا الأول هو النزول بهذه النسبة إلى 1 من المليون بالنسبة للحيوان المنوي، بالإضافة إلى وجود بعض الدراسات الآن التي تعمل على إيقاف حركة الحيوان المنوي حتى لا يستطيع هذا الحيوان الوصول إلى قلب الرحم ليحدث الحمل – بناءً على ما ذكره الاستشاري.
على الرغم من أن هذه الأدوية تعتبر ناجحة بشكل كبير إلا أن هناك بعض الدراسات في إنجلترا وأميركا والتي أشارت إلى أن حبوب منع الحمل للرجال قد تتسبب في بعض الأعراض الجانبية للرجل مثل الكآبة وضعف الانتصاب والأمور الجنسية التي يمكن علاجها بشكل جيد عن طريق بعض الطرق الأخرى.
هل تؤثر حبوب منع الحمل للرجال على شكلهم وعقلهم وذكورتهم؟
تابع ” سعادة “: يجدر الإشارة إلى أن حبوب منع الحمل للرجال لا تتسبب في مشاكل تخص عقلهم وشكلهم أو ذكورتهم لأن ما يجهله العديد من الرجال أن هرمون التستوستيرون موجود في الخصيتين بنسبة تزيد 200 مرة عن الموجود في الدم وهذا لن يجعل حبوب منع الحمل تؤثر على جوانب أخرى عند الرجل كنقص الشعر أو الرجولة إلخ إلخ..، لذلك يعتبر إعطاء هرمون التستوستيرون بجرعات زائدة عن الحد لإيقاف عمل الحيوان المنوي شيء ناجح شريطة إعطاء الجرعة اللازمة لنجاح هذا الأمر.
يجدر الإشارة كذلك إلى أنه لا يوجد تعارض بين المنشطات الجنسية التي يستخدمها الرجال وبين حبوب منع الحمل وإنما وجود هرمون التستوستيرون مع البروجيسترون الخاص بالمرأة يُعد أسلم طبقاً لبعض الدراسات، لذلك لا يوجد خوف من أخذ المنشطات الجنسية وحبوب الحمل للرجال.
وأخيراً، تكمن المشكلة الأساسية في ثقافة الرجال العرب الذين لا يقتنعون بمثل هذه الأمور الطبية الناجحة كحبوب منع الحمل التي تعمل على إضعاف الحيوان المنوي ومن ثم تقل نسبة الحمل حتى تصل إلى أقل من 1 من المليون بنسبة 5%، ويظل العائق الوحيد أمام نزول هذه الحبوب في الأسواق هو عدم تحديد الجرعة المطلوبة للرجل حتى يمكن استعمالها دون وجود عوارض جانبية تؤثر على صحة الرجل.