ما هي معايير رسم الوجه الجميل والمثالي؟
وعن رسم الوجه بدون جراحة قالت “د. سمارة ميمش” استشاري الليزر وجراحة الجلد. في العشرينات وأوائل الثلاثينات من العمر تكون معايير جمال الوجه هي أن يكون رسم الوجه على شكل مثلث مقلوب، بمعنى إمتلاء الجبهة وأعلى الخدود ويكون خط الفك والذقن واضح وبارز.
أما مع التقدم في العمر يبدأ الوجه بإعطاء الشعور بأن هذا المثلث غير منضبط، فتظهر الفراغات في وسط وأطراف الجبهة، مع نزول الخدود وظهور تجويف في أسفل العين، مع ظهور خطوط حول الفم، وترهل في أسفل الفك.
هذه التغيرات في شكل ورسم الوجه تبدأ منذ أواسط العشرينات، إلا أنها تكون بسيطة وبوتيرة بطيئة، لكن ظهورها بوضوح وشدة للعيان يكون في أواسط وأواخر الثلاثينات. وقد تتسبب بعض العوامل الخارجية في سرعة ظهور هذه التغيرات في سن مبكر، ومنها:
تغيير لون البشرة بالتشميس (التان). لذا اتجهت الكثير من الولايات الأمريكية للمنع القانوني للـ (التان) الداخلي بالأجهزة أو ما يُعرف بــ (السولاريوم)، كما اتجهت كذلك لنشر التحذيرات الطبية من الـ (التان) الخارجي بالشمس الطبيعية، والتي من أهمها زيادة فرص الإصابة بسرطانات الجلد بزيادة التعرض للشمس.
التدخين بكل أنواعه وأشكاله، فهو من العوامل المدمرة للبشرة، ويعزز شحوب لون الجلد، وظهور الشيخوخة المبكرة، وظهور التجويف أسفل العين.
هل الحقن والفيلير يؤخر من ظهور علامات تقدم العمر؟
تابعت “د. ميمش” إستخدام البوتكس والفيلير من أبرز العلاجات للمحافظة على شباب البشرة ونضارتها، ومنع ظهور الترهلات بها. فوجود الخطوط التعبيرية في رسم الوجه يكون في عمر مبكر، وإذا أُهملت ولم تُحقن بالبوتكس ستصبح عميقة أكثر، لذا يُفضل التدخل الطبي معها مبكرًا، لأن التأخير لما بعد الأربعينات سيزيد من صعوبة علاجها.
ما أبرز التقنيات الحديثة لرسم وتحديد الوجه؟ وما أبرز الفروق بين هذه التقنيات؟
تتعدد التقنيات الحديثة لتحديد رسم الوجه، وتتجه في غالبيتها لتحديد منطقة الذقن وخط الفك السفلي، ويتوقف تفضيل تقنية عن غيرها مع المريضة على المعايير المثالية لوجهها والتي يفترض الوصول إليها بعد الإجراء الطبي.
فإذا لم تعاني المريضة من الترهلات أسفل الفك فيمكن إستخدام الفيلير أو البوتكس لتحديد خط الفك، ويمكن إستخدام الإثنين معًا إذا ما عانت المريضة من ترهل بسيط أو تسببت حركة عضلات الوجه السفلية في عدم وضوح خط الفك أو كانت المشكلة في عظمة الفك السفلية.
ولتحديد خط الفك عند وجود الترهلات الكبيرة يمكن إستخدام تقنية شد الوجه بالخيوط أو الموجات فوق الصوتية (الألترا ساوند)، وهذه الأخيرة عبارة عن مكينة صغيرة تركز عملها وموجاتها على العضلة مع شد الجلد المترهل.
وبشكل عام قبل إختيار التقنية المناسبة لتحديد رسم الوجه يتم فحص وجه المريضة بتقسيمه إلى ثلاثة أجزاء بخطوط عرضية:
الجزء الأول منطقة الجبهة:
فمن الطبيعي أن يكون فيها إستدارة من المنتصف، وأن تكون الأطراف ممتلئة. وعند وجود أي خطوط بها يتم معالجتها بالبوتكس، وتعالج التجاويف بمواد التعبئة مثل الفيلير.
الجزء الثاني من الحواجب إلى أسفل الأنف:
فالطبيعي أن يرتفع الحاجب فوق عظمة العين بمعدل من 2 إلى 3 مللي، ومع التقدم في العمر يحدث ترهل لعضلة الحاجب وتنزل إلى أسفل، وتعالج هذه الحالة بإحدى تقنيات البوتكس أو الفيلير – خاصة مع وجود تجويف بالعضلة – أو الخيوط أو الموجات الصوتية (الألترا ساوند). كذلك إذا كانت الحواجب في الأصل مرتفعة عن المعدل الطبيعي يتم إستخدام البوتكس أيضًا لخفضها وعودتها إلى مكانها الطبيعي، لأن البوتكس يختلف في عمله بإختلاف العضلة التي يحقن فيها، فإن كانت عضلة لرفع الحاجب تحقن لرفعه، وإن كانت عضلة لخفض الحاجب تحقن لتنزيله.
وهكذا تختلف التقنيات المستخدمة مع كل سنتيميتر في رسم الوجه حتى الوصول إلى الجزء الثالث الذي يبدأ من أسفل الأنف حتى أسفل الذقن (اللُغد).
ما أبرز الحالات التي يُستخدم معها تقنيات (تكساس ونفرتيتي) لرسم وتحديد الوجه؟
أوضحت “د. ميمش” بشكل عام توجد معايير جمالية تحكم عمل الطبيب، بل وتتباين هذه المعايير بإختلاف الجنس، فعلى سبيل المثال: من المعايير الجمالية لوجه المرأة أن تكون عظمة الخد بارزة للخارج عن خط الفك، أما الرجال فالمعيار بالعكس، بمعنى أن يكون خط الفك أعرض من عظمة الخد.
بناءًا على المثال السابق من آداب المهنة للطبيب أن لا يتعدى المعايير الجمالية لكل جنس، وهذه المعايير وضعت بالأساس للوصول بالوجه بعد تجميله إلى الصورة الطبيعية له وكأنه لم تحدث له أي جراحات تجميلية. وعليه فإن الأطباء في الغالب ما ترفض القيام بالكثير من الإجراءات التي تطلبها النساء، كأن تطلب إحداهن زيادة عرض خط الفك وإبرازه عن عظمة الخد، إحترامًا للنسب والمعايير الجمالية الطبيعية للجنسين.
وكل هذه التقنيات لها هدف نهائي هو تأخير ظهور علامات الشيخوخة على وجه المرأة قدر الإمكان، وبالتالي لا يمكن اللجوء إلى تقنيات تؤدي إلى زيادة عرض منطقة أسفل الوجه مثل (تكساس ونفرتيتي) بحجة تأخير علامات الشيخوخة، حيث يمكن الوصول إلى هذا الهدف بتقنيات أبسط وأسلم، فيمكن شد الوجه بالكامل بالتعبئة بالمواد المالئة دون الحاجة لتكبيره، حيث تحقن المواد المالئة في رسم الوجه بكمية محددة وفي أماكن معينة فلا يتغير حجمه.
وفي النهاية عند كل عملية تجميل للوجه، ومع كل تقنية علاجية وتجميلية، يجب مراعاة النسب الطبيعية لكل منطقة في رسم الوجه، ومراعاة المعايير المختلفة بين الرجال والنساء، ومراعاة المعايير الطبية والمهنية، وكلها من الأمور التي تؤدي إلى الحصول على وجه طبيعي وخالي من أعراض الشيخوخة.