حين نتحدث عن الحب وعن التعبير عنه، فجدير بنا أن نلفت النظر إلى حقيقة هامة جدًا، وهي أن الحب الحقيقي الصادق يظهر على صاحبه كفلق الصبح، واضحًا جليًا، فيعرف المحب بتلك اللهفة التي تعلو حديثه ونظراته اللامعة المضطربة التي تتنقل حول المحبوب، وتلك الحمرة التي تكسو الوجه حين يسمع أو يتكلم مع محبوبه، وغيرها الكثير من الأمارات والعلامات التي تصرح بالحب وتفضحه وتكشف أسراره، ولكن رغم كل ذلك يظل المحبوب بحاجة إلى التعبير عن الحب من حبيبه، بالقول أو الإشارة أو غيره، وليس ذلك لخفاء الحب ولا استتاره عن المحبوب ولكنه بدافع الاستمتاع بالحب وبكلماته وبأفعاله.
ومن ثم فإن طرق التعبير عن مشاعر الحب كثيرة جدا، وهي تختلف من شخص لآخر، وكل شخص يعبر عن مشاعره بما يناسبه، وكلما كانت المشاعر قوية وصادقة ونابعة من القلب وجدت الطريقة المناسبة للإعلان عن نفسها وتوصيل رسائلها، وهنا سنتعرف على أهم الطرق التي يمكن من خلالها التعبير عن مشاعر الحب.
التعبير بالكلمات، الطريقة الساحرة إلى قلب المحبوب
جميعنا يعلم أن التعبير عن الحب بالكلمات ليس الوسيلة الوحيدة، ولا الطريقة السهلة، فالبعض لا يستطيع التعبير عن مشاعره بالكلمات، والبعض الآخر تخونه الحروف ولا يملك تطويعها، فيلوذ بالصمت، ويحتفظ بما يعتمل داخله من المشاعر دون أن يطلع عليه محبوبه، هذا العمري في الغرام لتقصير وخطأ جسيم في حق أنفسنا وفي حق من نحب.
فمعظم الناس على اختلافهم يحبون من يحترف صياغة الكلمات ويجيد وصف مشاعره بها، فهو القادر على إسعاد أحبته بكلمة وجبر خواطرهم بكلمة والتخفيف عنهم ومشاركتهم أهم اللحظات فقط بكلمة.
فالكلام في الحب متعة لا تعادلها متعة، وبرهان لا يخيب حامله، فنحن نحب من يعزف على أوتارنا لحن الغرام ويشعرنا أننا حالة استثنائية، من يقنعنا –ولو كذبا- أننا الأهم والأولى والأغلى، نحب أن نشغل الأحبة بنا وان يجتهدون في حياكة أجمل المعاني المفصلة لنا.
وقد يكون صوت الأفعال أعلى
على الرغم من أن كلام الحب من أحب الكلام إلى القلوب، فهو يحدث نشوة لا توصف لدى المحبوب، إلا أن بعض الناس لا يستطيعون الكلام ولا يعترفون به كوسيلة من وسائل التعبير عن الحب، ويعتقدون أنه دليل غير كاف عليه، ومن ثم فهم يصدقون الأفعال أكثر.
وأحيانا كثيرة تتطلب المواقف ما هو أكثر من الكلمات، كبذل الوقت أو الجهد أو المال في سبيل تحقيق السعادة لمن نحبهم، وأحيانا فعلا تصدق المقولة الشهيرة(صوت الأفعال أعلى)، فحين يمر المحبوب بفترة تعب أو يتعرض لمحنة أو يصيبه وجع، فهنا يظهر معدن الحب وقوته ليس في كلمات رقيقة ومواساة حانية فحسب، بل في وقفة حقيقية وتضحية ببعض الوقت والمجهود، يظهر في الصبر على المحبوب وتحمل ضعفه في تلك المرحلة، يظهر في تقبل محنته واحتوائها بلا جزع ولا مَنٍ!
التهادي
الهدية طريقة من أرقى الطرق وأصدقها للتعبير عن الحب، وليس ذلك فحسب بل هي أوقعها في النفس وأكثرها تأثيرًا، فمجرد أن تقتطع من وقتك ساعات أو حتى دقائق تفكر فيها كيف تسعد من تحب، وكيف تهديه ما يعجبه ويسعده، فهذا قمة الحب ودليل الصدق، لأن المحب يقتطع من وقته وجهده وماله ما يقدمه للمحبوب.
الدعاء والاهتمام والسؤال
أعتقد أن أصدق تعبير عن الحب هو الدعاء للمحبوب في ظهر الغيب، لأنه علامة الاهتمام والحب فهو انشغال به وتمني الخير له بلا مقابل ولا ثمن ولا انتظار شكر.
كذلك الاهتمام بالمحبوب وما يشمله من السؤال عنه والتعرف على أحواله وأخباره والاستفسار عن سلامته وكل ما يخصه، فهذا يشعر أي انسان بأهميته وقيمته عند المحب، يعرفه كيف أن القلب منشغل به ودائم التفكير فيه.
ومضة حب
أخيرًا وليس آخرًا أقول أن من يحمل في قلبه حبًا لحبيب أو صديق أو أخ أو صاحب فليعبر له عن مشاعره ويظهر له تقربه وتودده، فلا يبخل على من يحب ولا على نفسه بتلك السعادة الغامرة التي تأخذ القلوب كلما قيلت كلمات الحب أو سُمعت ممن نحب، فهي سعادة تفوق الوصف وتعجز عن الإحاطة بها الكلمات، فلا تحرموا أنفسكم منها واغتنموا الفرص قبل فوات الأوان.