تفاصيل الاستشارة: أرجو توضيح معنى علاج الألم، وما هي طرق علاج الألم؟ وما معنى العلاج بالأوزون؟
⇐ د. محمد نبيل موصوف «أستاذ بقسم التخدير والإنعاش وعلاج الألم ورئيس وحدة العلاج بالأوزون بالمعهد القومي للأورام» أجاب؛ فقال: السائل الكريم.. أشكرك على سؤالك الجميل الذي سيتيح لنا الفرصة لثقل معرفة الجمهور ببعض المعلومات عن علاج الألم والعلاج بالأوزون.
وبداية فعلاج الألم هو تخصص جديد في الطب بدأ منذ ثلاثين عامًا وتعطى فيه درجتي الماجستير والدكتوراة، وعلاج الألم في الأساس هو علاج السبب.
ومهمة طبيب علاج الألم هي التعامل مع الكثير من الآلام المزمنة التي يكون سببها غير واضح، مثل بعض حالات الصداع المزمن أو حالات سببها واضح وعلاجها صعب، مثل علاج حالات آلام الأورام في المرحلة المتأخرة، أو الآلام التي يكون علاجها ذو آثار جانبية وكبيرة وغير فعّال مثل آلام خشونة غضاريف الركبتين.
وأشهر الحالات التي يعالجها طبيب علاج الألم هي:
- الصداع المزمن.
- آلام العنق والظهر والمفاصل.
- آلام الانزلاق الغضروفي التي ليس لها علاج جراحي أو أن المريض يرفض العملية.
- آلام التهاب الأعصاب الطرفية كأحد مضاعفات مرض السكر.
- آلام ما بعد الهربس (طوق النار).
- آلام نتيجة اختلال في وظيفة الأعصاب اللاإرادية، مثال ذلك: عقب جرح بسيط في اليد أو الساق في حالات قليلة يحدث ألم ويستمر لفترات طويلة قد تصل إلى سنين رغم اندمال الجرح، وهذه مهمة طبيب علاج الألم.
وطرق علاج الألم كثيرة ومتعددة وتبدأ باستخدام الوسائل الطبيعية، مثل:
- الأوزون الطبي.
- الموجات الكهربية.
- التدليك.
- الليزر المستخدم في العلاج الطبيعي.
- الإبر الصينية… إلخ.
ثم تتطور إلى العقاقير البسيطة، سواء المسكنة أو غير المسكنة التي تعالج الألم والأخيرة، مثل: استخدام الأقراص المضادة للاكتئاب والمضادة للتشنجات في علاج التهاب الأعصاب الطرفية مثل مضاعفات مرض السكري.
وتتطور العقاقير البسيطة حتى نصل إلى العقاقير المخدرة.
ثم بعد ذلك تتعدد الأساليب التدخلية من تخدير موضعي للمنطقة أو تخدير جذور الأعصاب المسئولة عن الألم.
ثم تتطور إلى التعامل مع العصب المسئول عن الألم بكيِّه أو إذابته أو تثليجه (التبريد)، من خلال عمليات الألم وعادة يتبع هذا مع بعض آلام الأورام.
وفي النهاية.. إذا لم تحدث استجابة فيكون التدخل بزرع أقطاب كهربائية على النخاع الشوكي أو زرع أنابيب على النخاع الشوكي متصلة بمضخة تعمل بالكومبيوتر مزروعة تحت الجلد لإطلاق المادة المخدرة.
وكأمثله على طرق العلاج لبعض الأمراض:
الأول: علاج آلام الانزلاق الغضروفي:
ويكون عن طريق حقن الأوزون موضعيا تحت الجلد بإبرة دقيقة كالتي تستعمل في إعطاء الأنسولين وذلك على جانبي العمود الفقري، من خلال عدة نقاط في كل موضع يحقن حوالي 3 سم من الغاز.
يتم تشرب الغاز ويعمل على تنشيط الدورة الدموية موضعيا فيزيل التورم المصاحب للغضروف والمسئول عن الضغط المباشر على جذور الأعصاب، كما يعمل على إطلاق مسكنات الجسم التي تؤدي إلى ارتخاء العضلات المتقلصة والتي بدورها كانت سببا في زيادة الضغط على جذر العصب.
وبالإضافة إلى ذلك فهو يؤكسد المواد الكيميائية التي تطلق من داخل الغضروف المنزلق والتي تعمل على استثارة جذور الأعصاب وبالتالي يجعلها بدون تأثير.
وتكون المحصلة هي التخلص من آلام الانزلاق الغضروفي، وثبت علميا أن 70% من الحالات المقرر لها إجراء عملية الانزلاق الغضروفي تم شفاؤها بهذه الطريقة.
الثاني: الصداع اليومي المزمن:
والذي يحدث أكثر من 15 مرة في الشهر ويصبح المريض معتاد على تناول العقاقير بصفة دائمة.
ومعروف أنه في كثير من الحالات هذا النوع من الصداع يكون سببه العقاقير المستخدمة في علاجه، ويصبح المريض أسير لهذه العقاقير، حيث يكون هناك نوع من التعود على هذه العقاقير دون فائدة كبيرة بل ما يحصده هو الآثار الجانبية للعلاج.
والعلاج يكون:
- بإيقاف العقاقير المعتاد عليها مع تنظيم لحياة المريض، بمعنى أن لا يغفل وجبة الإفطار حتى لا تنقص نسبة السكر في الدم مما يزيد من الصداع.
- أن يتجنب الأطعمة المحتوية على مواد حافظة كالجبن المصنعة واللحوم المصنعة والمعلبات، كما يتجنب المشروبات المحتوية على مادة الكولا والكافيين.
- يجب أخذ قسط كاف من النوم والابتعاد قدر الإمكان عن الانفعال وهذه الإرشادات في غاية الأهمية.
- وينصح له بممارسة الرياضة وسوف يصف إليه طبيب علاج الألم عقاقير أخرى أبسط وأكثر فعالية للقضاء على الصداع، بمعنى أن لا يحدث مرة أخرى.
أما العلاج بالأوزون، فهو استخدام خليط من الأكسجين النشط (الأوزون) والذي يحتوي الجزيء منه على 3 ذرات أكسجين مع الأكسجين الطبي؛ في العلاج.
وثبت علميًّا ومنذ أكثر من 130 سنة أن استخدام الأوزون الطبي يفيد في علاج العديد من الأمراض، وذلك عن طريق جلسات علاجية وهو أحد أنواع الطب التكميلي الآمن والفعال.