ما المقصود بتناول الطعام بذكاء؟
قالت اختصاصية التغذية “ميرا عبد ربه” تبعاً لسرعة وتيرة الحياة في العصر الحالي، وكذلك للإنشغال الدائم بمهام العمل أصبحنا نتناول الطعام بدون وعي، أي أصبحنا نتناول كميات كبيرة من الطعام الضار والغير صحي دون شعور منا بالكمية أو بالنوعية التي نتناولها، فالعوامل التي تُلهينا عن تناول الطعام الصحي بكميات متوازنة أصبحت كثيرة جداً، ولذا نجد من يأكلون بالسيارة أو أمام التلفاز أو أثناء أداء العمل والمهام الوظيفية، وهذه المُلهِّيات التي نتحجج معها بعدم إمتلاك الوقت الكافي لتناول الطعام فقط تجعلنا نأكل كثيراً من الأطعمة الضارة دون شعور أو إحساس.
والخلاصة أنه من الواجب تخصيص أوقات محددة لتناول الطعام فقط، وذلك للتركيز على نوعية ما نأكل وكمية ما نأكل، وهذا هو تناول الطعام بذكاء.
ما الضرر من تناول الطعام بالتزامن مع ممارسة أشياء أخرى؟
أكدت “أ. ميرا” على أن أول وأهم الأضرار لهذه العادة هو الإصابة بالوزن الزائد أو السمنة وما يتبع ذلك من مضاعفات صحية خطيرة، لأن تناول الطعام هنا يتم بدون تركيز، حتى إن كثيراً من مصابي الوزن الزائد يؤكدون أنهم لا يأكلون كثيراً، وهم بالفعل صادقين فيما يعتقدون، فهم بالفعل لا يأكلون وجبات كثيرة، إلا أن المرات القليلة التي يأكلون فيها مع ممارسة أشياء أخرى يلتهمون وهم لا يشعرون كميات كبيرة من الطعام، والذي في غالبه طعام غير صحي كالوجبات السريعة وغيرها، أي أنهم لا يعرفون نوعية الطعام ولا كميته لإنشغالهم بأشياء أخرى أثناء التناول، كما أنهم لم يستمتعوا أصلاً بالطعام المتناول، بالإضافة إلى أن كثيراً ممن يأكلون بهذه الطريقة عادةً ما يشعرون بالجوع بصفة شبه مستمرة، وبالتالي يأكلون مرة أخرى لسد الجوع، وهكذا تزيد الكميات بزيادة عدد مرات الأكل حتى وإن احتوت كل مرة على طبق صغير بكمية قليلة.
كيف يعتاد الإنسان على تناول الطعام بذكاء؟
أشارت “أ. ميرا” إلى أن الإعتياد على تناول الطعام بذكاء يأتي بالتدريب والممارسة التدريجية، فعند تناول الطعام لابد وأن يبتعد الفرد عن كل ما يشغله ليعطي الوجبة الغذائية حقها الزمني، ومن ثَم يشعر بالشبع لفترة زمنية أطول، ويمكننا عبر خطوات بسيطة جعل تناول الطعام بذكاء عادة مكتسبة أصيلة في شخصيتنا، وأبرز تلك الخطوات ما يلي:
جعل وقت الطعام للطعام وليس لشيء غيره، وقد يحتاج فعل ذلك إلى التدرج والممارسة الطويلة، ومن هنا لابد من توزيع تناول الطعام على خمس وجبات منها ثلاث رئيسية ووجبتين خفيفتين، وبالتدريج يتم التعود على تناول الطعام بذكاء من خلال تخصيص وقت لوجبة أو اثنين في البداية، ثم يُلحق بها وجبة أخرى… وهكذا دواليك حتى تثبيت مواقيت الخمس وجبات.
في حالة تناول الطعام مع الأصدقاء والعائلة يمكننا تخصيص الخمس دقائق الأولى للإستمتاع بالطعام، ثم نبدأ بعدها في تبادل الأحاديث والحوارات أثناء الأكل.
من الضروري عند تناول الطعام تفعيل الحواس الخمس للإستمتاع بالطعام فقط، وخصوصاً حواس التذوق والشم واللمس، فإن تفعيل دور الحواس مع الطعام ينعكس على تقليل الكمية المتناولة منه خصوصاً عند أكل الحلويات والسكريات.
خلق الإرادة وتحفيزها فيما يخص تعلم الأنماط الغذائية الصحية والتعود عليها.
تحديد هدف واقعي من تناول الطعام، وأفضل الأهداف هو المحافظة على الوزن المثالي أو خسارة الوزن الزائد للتمتع بصحة جيدة.
قبل تناول الطعام لابد من التثبت من شعور الجوع، فبعض الناس يلجأون لتناول الطعام بدون شعور حقيقي بالجوع، حيث إنهم يأكلون لمجرد شغل وقت الفراغ أو الشعور بالملل والضيق والعصبية، وعليه من اللازم التخلص من تلك العادات الغذائية السيئة عبر تناول كوب من الماء أولاً؛ فإذا ما خفت شعور الجوع تأكدنا من أنه جوع وهمي، أما إذا استمر شعور الجوع فهذا دليل على حاجة الجسم للطعام.
من خطوات تناول الطعام بذكاء ضرورة التفكير في محتوى نوعية الطعام من العناصر الغذائية، فمثلاً عند تناول كوب من المشروبات الغازية لا يجب التفكير في أنه مجرد كوب واحد من مشروب ما، ولكن لابد من التنبه إلى أن هذا الكوب يعود على الجسم بما معدله 6 إلى 8 ملاعق من السكر، فالتفكير بتلك الطريقة مع كل صنف غذائي يجعلنا نُحسّن خياراتنا الغذائية اليومية، بحيث نلجأ إلى الصحي والمفيد ونتجنب الضار بالجسم والصحة، وهذا نوع من الذكاء في تناول الطعام.
كيف يعتاد الأطفال على تناول الطعام بذكاء؟
اختتمت “أ. ميرا” قائلة: يقع الأهالي في أخطاء عديدة عند إطعام الأطفال، فالبعض يلجأ إلى تلهية الطفل بأي شيء للتمكن من إطعامه، وهذا الفعل يجعل الطفل يتعود على تناول الطعام بدون وعي، لكن الأصح أن الأطفال أذكياء جداً فيما يخص الجوع وتناول الطعام، لذلك لا حاجة لتلهية الطفل لإطعامه، حيث إن لم يرغب الطفل في الطعام فلا ضرورة لإجباره عليه، فالأطفال عادةً عند الجوع لن يتوقفوا عن طلب الطعام، وبالتالي على الأهل إطعام الطفل وقت طلبه فقط دون إجبار أو تلهية بالتلفاز أو بالألعاب أو بالكلام… إلخ.