كيف يمكننا فهم سلوكيات أطفالنا؟
قال “د. نور الجندي” أخصائية تربية خاصة وتعديل سلوك الطفل. يعتبر الطفل هو أساس المجتمع لأنه حتماً سيكبر وسيؤثر في هذا المجتمع، لذلك فإننا لابد أن نتطرق إلى السولكيات الخاصة بالأطفال ونحاول تغييرها للأفضل.
يجدر الإشارة إلى أن الطفل في الأساس هو نتاج بيئة معينة ونتاج مجتمع كما أنه مرآة يعكس فيها الأم والأب والبيئة الموجود بها، لذلك فإن النتائج التي يتعرض لها الطفل بعد ممارسة أي سلوك هي ما تحكم سلوكه كما يمكننا فهم أطفالنا عن طريق فهم أنفسنا في المقام الأول.
وتابعت الدكتورة “نور الجندي” إلى جانب ذلك تعتبر سلوكيات الطفل مرتبطة بما قبلها والنتائج التي تلي هذه السوكيات حيث أن الطفل قد يقوم بسلوك ما نتيجة تقليد للأب أو الأم أو غيرهما بجانب أن الطفل قد يمارس بعض السلوكيات الخاطئة للفت الانتباه بسبب نقص ما يعاني منه هذا الطفل من داخله وهي ما يُطلق عليه مسمى الخصائص النفسية النمائية مثل تعرض الطفل للعنف أو أنه يعاني من نقص في بعض الأشياء كالحب والعطف والحنان وهي السلوكيات التي تتطلب منا جميعاً إعطاء الوقت الكافي لأبنائنا حتى يمكننا فهم سلوكياتهم المختلفة بالإضافة إلى ضرورة أن يكون الوالدين قدوة لأبنائهم دون أن يمتثلوا للعنف أو للضرب في طريقة تربيتهم لأن ضرب الطفل يعتبر محرم دولياً وإنسانياً وشرعياً.
وعلى ضوء ذلك، يؤثر العقاب البدني أو الضرب سلباً على الأطفال لأنه يتسبب في القلق المعمم أو الخجل والخوف من التواصل بدرجة كبيرة، لذلك وجب التنويه إلى أن هناك العديد من الآباء يعتقدون أن لديهم الحق المطلق في ضرب أبنائهم وهو ما يعتبر خطأ كبير حتى وإن كان الأب قد تعرض للعنف أو للعقاب البدني عندما كان صغيراً.
وأردفت “نور” من الضروري كذلك إدراك أن الطفل في المراحل العمرية الصغيرة أو في المراحل النمائية قد يُفرض عليه سلوكيات معينة في هذه المرحلة فحسب مثل محاولة الطفل إمساك أي شيء بجواره ليكتشفه ومن ثم قد يقوم بكسره، ومن هنا يمكننا القول بأنه لابد لنا من التغاضي عن عقابه في مثل هذه الحالات ولعل الأسوء في ذلك هو أن الطفل ذاته قد لا يدرك لماذا يتم عقابه.
بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الآليات التي يمكن استعمالها لتعديل سلوكيات الطفل والتي منها مناقشة السلوك ذاته مع الطفل ويمكننا القيام بهذا الأمر مع الطفل الصغير في عمر السنة أو السنة ونصف الذي يمكنه التمييز بين الخطأ والصواب من ملامح الوجه أو حضنه إلخ إلخ.
إلى جانب ذلك، هناك أساليب أخرى لتعزيز السلوك منها التعزيز المادي والمعنوي والغذائي عن طريق إعطائه إياه ولكن بشرط ألا يُعطى في البيئة الطبيعية للطفل حتى يكون لها قيمة بالنسبة له كما يمكننا التقرب إلى الطفل والاستماع له بالحب ومناقشته بشكل صريح وواضح مع وجود عامل الثقة بين الأهل والأطفال والتركيز على الجانب الإيجابي وتعزيزه حتى يشعر أنه على قدر المسئولية.
دور تعزيز الثقة عند الطفل لتعزيز سلوكه
تعتبر الثقة المتبادلة بين الآباء والأبناء هي جوهر تعديل سلوك الأطفال كما يجب أن نعتاد عليها منذ البداية مع أطفالنا، ولكن على الجانب الآخر لا يجب أن يعتاد الطفل منا على الحب المشروط عن طريق طلب منه تعديل سولك معين يقوم به ومن ثم سيقوم الأهل بمكافئته وقد لا يستطيع الأهل تنفيذ ذلك الطلب للطفل ومن ثم تُنزع الثقة بين الطفل وأهله.
في المقابل هناك عامل التهديد الذي يتسبب في مشاكل كبرى للطفل ويزيح كذلك من عامل الثقة المهم تواجده بين الأهل والطفل على حد سواء.
وأردفت “نور الجندي” يمثل العنف اللفظي والضرب أنواع كبيرة من أنواع العنف التي تؤثر كثيراً على نفسية الطفل وتتسبب في عدم استجابة الطفل للأوامر والسلوكيات التي تُطلب منه تنفيذها مثل عدم الرد على الآخرين إلا في حالة الضرب وهو ما سيؤثر عليه وعلى علاقته بالآخرين عند الكبر.
وأخيراً، لا يجب علينا عمل ما يُسمى بالحماية الزائدة أو بالتدليل الزائد للطفل حيث أن ذلك سيسبب مشكلة للطفل من خلال إلغاء المعززات التي تعدل من سلوكياته بمرور الوقت.