حالة طوارئ واستنفار في المنزل يعيشها بعض الأهالي ما إن تقترب الامتحانات، مما يسبب للطلاب حالة من الانفعال والقلق وعدم التركيز،
كيف يمكن أن تمر هذه الفترة بسلام بدون ضغوط نفسية وأسرية؟
يجيب “د. عبد الناصر علاء” اختصاصي علاج نفسي: بداية لا بد أن نعلم أن هذه الفترة مرتبطة بالامتحانات فقط، معنى ذلك أنها بضعة أيام وستنتهي، أنت كأب أو كأم أو حتى كطالب لا داعي لاستمرار الشد والتركيز فقط على النتيجة، مصدر التوتر يأتي نتيجة أن الأسرة وحتى الولد أو البنت يكون كل هدفه وكل تركيزه فقط على نتيجة الامتحان وأداؤه في الامتحان فهذا يزيد القلق والتوتر الذي يعيشه لكن لو استطعنا أن نفهم بخطوات أن أداء الطالب في الامتحان ليس فقط مقياس على أنه شخص جيد أو ناجح، وأنت كأب أو أم نعلم أنك تعبت كثيرًا طوال السنة مع أولادك ودفعت أموالًا كثيرة في الدروس الخصوصية ونعلم أنك تعبت لتصل لهذه النهاية والعرس الامتحاني، الامتحان عبارة عن ساعة أو ساعتين فحاول ألا تهدم العلاقة بينك وبين ابنك وابنتك من خلال المقارنات بينه وبين أقرانه والتفكير في النتيجة وتسميع الأولاد كلمات مثل يجب أن تحصل على معدل كذا كيلا تشمت أحدًا فينا أو يجب أن تفعل كذا وتحصل على كذا، هذا بالتحديد يجعل أداؤه في الامتحان سيء ويوجد فجوة بينك وبين ابنك لأنه يرى نفسه آلة يعطيك ساعة أو ساعتين لكنه غير راضي عما يفعله.
كيف يتصرف الآباء عندما يخبرهم الأبن بأنه لم يحل جيداً في الإمتحانات؟
يوضح د.عبد الناصر بأن الأهل لا بد من أن يشكروه على أداؤه لأن الامتحان انتهى وأصبح هذا ماض حتى لو ترك ورقة الإمتحان فارغة لأن هذا أصبح خارج نطاق سيطرته وننتقل للمادة التالية فبدلًا من رسوبه في ثلاث أو أربع مواد نقول له أننا سنقف معك وسنساعدك وهيا بنا للامتحان التالي.
هناك أطفال يظلون يلعبون ولا يستمعون لتوجيهات الأهل بالمذاكرة فعند ظهور النتيجة يحدث عقاب وحرمان لهم من قبل الآباء، هل من المفترض أن أتجاهل كل هذه الأمور وأن أساعده أن يخفق ولا يكمل في الطريق الصحيح لأنه مهمل في دراسته.
تساءل دكتور عبد الناصر مستنكرًا: هل أتركه طوال العام وآتي يوم الامتحان أو النتيجة وأقول له أرأيت، هذا نتيجة أنك كنت مهمل وتلعب! حسنًا هذه مسئوليتك أنك لم تكن تساعده على الالتزام والنظام هذا دور الأسرة من بداية السنة لقبل الامتحان بشهر وهو وضع قواعد احترام المذاكرة ووقتها وفصله عن وقت الألعاب وليس قبل الامتحانات أقول له: هذا لأنك كنت تشاهد التلفاز! أنت هكذا لا تحاول تصليح الوضح.
الخطوات التي تنصح بها الأهالي خلال فترة الإمتحانات
أولًا: احذروا من لغة التهديد، إذا لم تحصل على درجة كذا في مادة كذا سأحرمك من كذا، كل لغات التهديد لا بد أن تتوقف.
ثانيًا: يا ليتك تقول لابنك أو ابنتك أن أداؤك في الامتحان ليس مرتبطًا بعلاقتي بك كأب، أنا أحب وأحترمك وأقدرك وأعلم أن لديك قدرات، وأداؤك في الامتحان غير مرتبط بالعلاقة بيني وبينك، هذا يجعل الطفل بدلًا من أن يذاكر ساعة سيذاكر ساعتين وثلاث وأربع.
ثالثًا: يا ليتك تذكر أولادك أن يقوموا بعمل رياضة كل ثلاثين دقيقة فنشعرهم بأنك لا تجبرهم وإنما تريدهم أن يكونوا مرتاحين، ويمكننا أن نأخذ طريقة الخمسين دقيقة، عشر دقائق قبل المذاكرة لا بد أن يتنفس الطالب بشكل صحيح ويقوم بعمل بعض حركات الاسترخاء العضلي بشد رجله ويده وأكتافه ثم ثلاثون دقيقة مذاكرة ثم عشر دقائق استراحة يقوم فيها بما يحب، هكذا أنا أقول للولد ذاكر واسترخي بخطوات عملية دون أن أشعره بأنك إن لم تفعل واحد واثنين وثلاثة سيقع كذا ويحصل كذا.
وعن بعض الأهل الذين يحرمون أبناءهم من التلفاز والآيباد والجوالات، هل هذا صحيح أم يجب ترك مساحة حتى تنتهي هذه الفترة قال “د.عبد الناصر” من المفترض أن تقف كل هذه الأشياء لأنها أحد أسباب التشتت التي تجعل الطالب يريد إنهاء المذاكرة لتصفح الهاتف ويريد أن ينهي سريعًا ليمسك بهاتفه مرة أخرى، لا بد من وجود نظام بمنع كل الأجهزة الإلكترونية.