كيف نتقي مرض السكري، وأبرز النصائح لحمايتنا من هذا المرض، وكيف نقي أطفالنا من مرض السكري.
مرض السكري وهو أحد الأمراض التي تصيب الانسان وينتج عن نقص جزئي أو كلي في انتاج هرمون الأنسولين وهو هرمون تنتجه غدة في أعلى تجويف البطن تسمى غدة البنكرياس، وظيفة الأنسولين هو ادخال السكر الى خلايا الجسم لحرقه والاستفادة منه في انتاج الطاقة، فعندما يكون هناك نقص جزئي أو كلي فى هرمون الأنسولين ينتج عنه بقاء السكر في أنسجة الجسم المختلفة وخاصة الدم فترتفع نسبة السكر في الدم.
وتنتج عنه أعراض يشعر بها الانسان مثل زيادة العطش، كثرة التبول، كثرة شرب الماء، نقص في الوزن، عدم وضوح الرؤية، وأعراض أخرى تمثل في مجملها أعراض لمرض السكري.
أنواع مرض السكري
النوع الأول:
غالبا مايصيب الأطفال والشباب في سن البلوغ وينتج عن نقص كلي فى هرمون الأنسولين، فالانسان المصاب بهذا النوع من السكري يكون بحاجة الى هرمون الأنسولين مدى الحياة، ونسبة قليلة تتراوح من 5% : 10% تصاب بهذا النوع من السكري.
النوع الثاني:
وهو أكثر شيوعا وهو نقص جزئي في هرمون الأنسولين، وهذا النوع يصيب الانسان فوق سن البلوغ، ومن الممكن معالجته بأكثر من طريقة منها الحمية الغذائية، تغيير نمط الحياة، بعض الأدوية والأقراص،وقد نحتاج الأنسولين في بعض المراحل، ويمثل هذا النوع نسبة 90% : 95 % من حالات الاصابة بمرض السكري
النوع الثالث:
وهو سكر الحمل للسيدات، نهتم به لأننا في تلك الحالة نتعامل مع شخصين، الأم و الجنين خلال فترة الحمل، وممكن أن تكون الأم مصابة بالنوع الأول ويحدث الحمل، أو أن تكون أصيبت به فى خلال فترة الحمل فقط، ونهتم بالسكري في خلال هذه المرحلة لما له من مضاعفات كبيرة في هذه الفترة على الأم وعلى الجنين وبالتالى نوليه أهمية كبيرة حيث أن له وحدة متخصصة فى مستشفى النساء والولادة تعالج السيدات المصابات بسكري الحمل.
لماذا لا يوجد الى الآن علاج شافي من مرض السكري؟
قال “د. محمود زرع” استشاري أول ورئيس قسم الغدد الصماء والسكري والأيض بمؤسسة حمد الطبية في قطر. كل الأدوية الموجودة لمرض السكري هى فقط لتخفيف أعراض المرض، فهناك خلايا غدة البنكرياس المسئولة عن انتاج الأنسولين والتى تشكل 2% من خلايا البنكرياس وتسمى خلايا بيتا، فعندما تضعف تلك الخلايا فلا يوجد وسيلة لتعويضها، فيحدث نقص للأنسولين لضعف الخلايا المنتجة له وبالتالي نحتاج الى أخذ أنسولين مدى الحياة، أما النوع الثاني من السكري، فنحن نساعد خلايا بيتا على افراز كمية الأنسولين بحيث تكفي حاجة الجسم، مثل أدوية أو حقن وليست بالضرورة أنسولين.
الأبحاث الحديثة حاليا تبحث طرق لشفاء مرض السكري، فهناك اتجاه لايجاد طرق لزراعة خلايا بيتا ولازالت في طور التجربة وليست ناجحة بنسبة 100%.
وهناك أبحاث حول الخلايا الجذعية، فلكي تتم زراعة خلايا بيتا يجب أن تؤخذ من الانسان، وهذا ليس سهلا، يأتى هذا عن طريق التبرع أو استئصال خلايا من بنكرياس شخص توفى وكان متبرعا بأعضائه، وتحتاج الى كمية كبيرة من الخلايا المجمعة لزراعة خلايا بيتا لشخص واحد.
فهذه الخلايا قد تعيش وقد يهاجمها الجسم ويرفضها، بالتالي بعد زراعة الخلايا والتي تعتبر جسم غريب على الجسم يجب أن نعطى أدوية خافضة للمناعة لكي يتقبلها الجسم، فالأمر ليس سهلا، ولازالت في طور التجربة والاختبار.
أما عن الخلايا الجذعية فهى خلايا واعدة تؤخذ من الانسان المصاب نفسه وتحتاج الى برمجة ثم تتم زراعتها فلا تحتاج الى أدوية خافضة للمناعة لأنها من جسم المريض نفسه، لكن مازالت أيضا خاضعة للبحث والتجربة، ولم تسجل نجاح حقيقي بعد وجميعها الى الآن مجرد تجارب.
هل ينتقل مرض السكري بالوراثة؟
اذا كان الانسان ولد لأبوين مصابين بالسكرى أو أحدهما فتكون نسبة اصابته بالسكري فيما بعد أكثر من غيره، وليس بالضرورة أن يكون مصابا منذ الولادة ولكن ممكن عند البلوغ.
نجد في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية أن نسبة الاصابة بالسكري تتراوح بين 15% : 20% وهذا يعتبر نسبة عالية، فنحن بحاجة الى حملة توعية كبيرة للوقاية من مرض السكري.
بعض الدراسات في أمريكا وفنلندا أثبتت أنه من الممكن تفادي الاصابة لمن لديهم الاستعداد للاصابة بمرض السكري، مثل من لايمارسون الرياضة أو ذوي الأوزان الزائدة أو من لديهم تاريخ مرضي فى العائلة أو اصابة السيدات بتكيس المبايض، وأمراض أخرى.
تلك الفئات من الممكن تفادي اصابتهم بمرض السكري من خلال تغيير نمط الحياة والحفاظ على الأكل الصحي اليومي، 50% نشويات مثل الخبز والأرز والبطاطا، 20% بروتينات ولحوم، 30% مواد دهنية، بالاضافة الى الخضروات والفواكه، ولكى يصبح صحيا فعلينا أن نختار النوعية، فنختار من النشويات التي تحتوى على الألياف مثل الخبز الأسمر والأرز الأسمر، اللحوم الحمراء قليلة الدسم، نختار المواد الدهنية ذات المصدر النباتي وليس الحيواني مثل زيت الزيتون أو زيت الذرة.
أيضا ممارسة الرياضة مهمة جدا، فالخمول أو قلة ممارسة الرياضة تزيد من فرص الاصابة بمرض السكري لأنها تساعد على عدم حرق الطاقة بعد الأكل وبالتالي زيادة الوزن وضعف الدورة الدموية، وليس بالضرورة ممارسة رياضة عنيفة، الجسم يحتاج 150 دقيقة في الأسبوع، بمعدل نصف ساعة يوميا، مثل المشي الجاد الناتج عنه زيادة ضربات القلب والتعرق وبذل الجهد.
الحفاظ على الوزن المناسب للجسم من خلال قياس الطول مع الوزن، معدل كتلة الجسم المطلوب حوالي 25 أو أقل – من 25 : 30 يصبح وزن زائد – فوق ال 30 يصبح سمنة.
هل العامل النفسي مهم في الاصابة بهذا المرض؟
الضغط النفسي يؤدي لزيادة افراز هرمونات في الجسم تعاكس عمل الأنسولين، فاذا افترضنا أن الشخص الطبيعى بحاجة الى 10 وحدات أنسولين مثلا، عندما يصبح الانسان مضغوط أو حزين لأى سبب فيحتاج الى نسبة أكبر من الأنسولين تصل الى 15 وحدة أو 20 وحدة، وهذه الزيادة يتكفل بها البنكرياس، فاذا كان البنكرياس بحالة جيدة ويستطيع افراز تلك النسبة الزيادة فلا بأس، أما اذا كان البنكرياس ضعيفا وليس لديه القدرة على زيادة افراز تلك النسبة هنا تحدث المشكلة ويظهر مرض السكري لمن لديهم الاستعداد للاصابة.
ما هى أضرار مرض السكري على الأطفال؟
الطفل المصاب حسب عمره يشكل عبئا على الأسرة، خاصة المصابين بالنوع الأول من مرض السكري، فهؤلاء يأخذون حقن الأنسولين مدى الحياة بمعدل 4 حقن باليوم، نجد صعوبتها فى التزام الطفل بحقن نفسه او أهله يحقنوه مدى الحياة بمعدل 4 مرات يوميا ويجب الالتزام بنمط غذائى معين وأخذ الحقنة قبل الأكل الى جانب فحص نسبة السكر 3 أو 4 مرات في اليوم، فهذا كله جهد كبير على العائلة.
أيضا يوجد مضخة للأنسولين بتوصيلات للجسم تتغير مرة كل ثلاث أيام فتصبح أكثر سهولة، ويجب أن يتعامل الطفل مع المضخة التي تضخ الأنسولين في الجسم على مدى 24 ساعة بكميات مناسبة، لكن تحتاج برمجة عند الأكل وقبل الوجبات لتضخ كمية أكبر.
أيضا نجد الأطفال ذوي الأعمار الصغيرة يريدون اللعب وأكل الحلويات، الى جانب أن سكر الأطفال من النوعية الغير مستقرة حيث تنخفض وترتفع بشكل كبير، فممكن أن يصاب بأحماض السكر أو غيبوبة نقص السكر، لذلك يجب دعم الأهل بشكل كبير وامدادهم بالمعلومات اللازمة للتعايش مع المرض.
وأضاف أيضا أنه كلما زادت مدة الاصابة بمرض السكر كلما زادت مضاعفات المرض وتأثيره على الأعضاء الحيوية في الجسم مثل العين والقلب والكلى والأطراف، والتحكم الجيد في نسبة السكري تقي من المضاعفات بنسبة عالية، فدائما نشجع الأهل والمرضى بأن يحافظون على نسبة السكر في حدود المعقول ليقوا أنفسهم من تلك المضاعفات.
هل يمكن لبعض الأعشاب أن تخفض من مرض السكري أو تقي من الاصابة به كأوراق الزيتون والقرفة والكرفس واليقطين؟
جميع الأعشاب الطبيعية الغير مصنعة لا بأس من أن يتناولها الانسان مع علاجه، ولكن لا يوجد دراسة أنها تشفي من السكري، ولكن من الممكن ملاحظة أنها تحسن من نسبة السكري لدى البعض، ولكن تؤخذ الى جانب العلاج.
أما الخطورة تكمن في الأدوية التى تروج أنها مصنعة من الأعشاب، فيخلط معها أدوية السكري بنسب مختلفة ويجب ارسالها للمختبر وفحص مابها من مكونات ومدى نقائها وكيفية تحضيرها، لذلك فهى غير آمنة.
هل صحيح أن مرض السكري يسبب العمى؟
مع الأسف يعتبر مرض السكري من أحد عوامل فقد البصر، وهنا تكمن أهمية الوقاية التى نتحدث عنها، وللوقاية من السكرى نوعين :
الوقاية من الاصابة بمرض السكري من الأساس.
الوقاية الثانوية وهى الحماية من مضاعفات السكري عند الاصابة به.
ولو تحدثنا عن العين فمن الممكن أن تكون العين متأثرة ولا يوجد أعراض يشعر بها المريض فيجب القيام بفحص دوري لقاع العين وشبكية العين لدى طبيب العيون مرة في السنة بحيث يتم الفحص بأجهزة خاصة للأوعية الدموية بقاع العين والاطمئنان لعدم وجود أوعية زيادة أو نزيف، وفحص مركز النظر والعصب البصرى لتجنب وجود نزف بها يؤدي لفقد البصر، وهنا تكمن أهمية الفحص الدوري لتفادي مضاعفات ارتفاع السكري.
كذلك يجب حماية الكلى عند الاصابة بمرض السكري من خلال الوقاية أيضا، بحيث يتم الفحص الدوري لنسبة البروتين في البول مرة في السنة، واذا كان يوجد زلال أو بروتينات في البول فهذا يعني تأثر الكلى، ويتم معالجتها بأدوية يعطيها الطبيب في تلك الحالة بناء على الفحص السنوي.
هل التدخين يضاعف الاصابة بمرض السكري؟
يعد التدخين من أحد العوامل التي تؤدى للاصابة بمرض السكري، ولكن تكمن أهميته في الوقاية من مضاعفات السكري وتأثر القلب والاصابة بمرض تصلب الشرايين، فالتدخين عامل خطورة أساسي لتصلب الشرايين وزيادة ضغط الدم وزيادة الكوليسترول، وينتج عنه الذبحات الصدرية والنوبات الدماغية ونقص تغذية الأوعية الدموية بالأطراف مما ينتج عنه الغرغرينا، فينبغى الاقلاع عن التدخين لخطورته الكبيرة في الاصابة بعدة أمراض.
أما عن تأثير مرض السكري على الأسنان، فنجد أن السكري يؤثر على الجزء الذي يحفظ السن في مكانه وهو الجزء المحيط بالسن، فيجب حماية الأسنان أيضا كالعين والقلب، والزيارة الدورية لطبيب الأسنان للاطمئنان ومتابعة حالة الأسنان واللثة مرة في السنة.