“يُعرف سوء التغذية عند الأطفال بعدم حصول جسمه على القدر الكافي من المواد الغذائية، مع عدم توافر العناصر الغذائية الأساسية في الأطعمة المقدمة للطفل، وتعد مشكلة سوء التغذية عند الأطفال من أحد الأمراض التي قد يتعرض لها الطفل، لذلك يجب الإهتمام بتغذيته في كل مراحله العمرية منذ ولادته”.
كيف يتم تشخيص سوء التغذية عند الأطفال ؟
قالت “د. سينتيا ظريفة” إختصاصية التغذية. سوء التغذية عند الأطفال تعبر عن صورتين أساسيتين هما: النحافة الشديدة للطفل مقارنة بباقي الأطفال في مثل عمره، والبدانة أي زيادة وزن الطفل عن المعدلات الطبيعية الملائمة لمرحلته العمرية، وتتحدد معدلات الخلل في وزن الطفل أيضًا بالفحوصات التي تعتمد على قياسات الطول والوزن وكتلة الجسم وتناسبها مع العمر.
وبالنسبة للنحافة، يتضح من خلال الفحوصات مدى إرتباطها بعوامل وراثية أي أنها نحافة طبيعية، أو إرتباطها بسوء في التغذية أو أنها نتاج خلل في عمليات الهضم والإمتصاص بجسم الطفل، وهي الحالة التي تستدعي التدخل العلاجي.
وفي النهاية ينتج عن سوء التغذية عند الأطفال (النحافة المرضية) مجموعة من الأعراض الصحية الظاهرة مثل:
• التعب المستمر والدِوار.
• عدم التركيز الذهني، بما يؤثر على الإستيعاب والتحصيل الدراسي.
• آلام وأوجاع العظام والمفاصل.
• إحمرار أو إصفرار لون الجلد.
نقص متسارع لوزن الجسم، حيث يفقد الطفل 10% من وزنه في فترة تتراوح بين 3 إلى 6 شهور فقط.
ما هو العمر المناسب لتشخيص وعلاج سوء التغذية عند الأطفال؟
لا يوجد عمر محدد لإصابة الطفل بسوء التغذية، فقد يعاني منها الطفل منذ اليوم الأول لولادته لوجود عوامل وراثية أو مشكلات خاصة بالأم تؤثر على الرضاعة أو مشكلات هضمية بجسم الطفل نفسه.
من هنا يتوجب على الأهل مراقبة الطفل بإستمرار، ووقت ملاحظة نزول سريع لوزنه أو إصابته بالنحافة المرضية يستشيرون الطبيب فورًا لتحديد طرق العلاج.
ما هو أفضل نظام غذائي للطفل يحميه من الإصابة من سوء التغذية؟
الشرط الأساسي لأي نظام غذائي صحيح هو تنويع مصادر الطعام، حتى يستطيع الجسم الحصول على كل أنواع الفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية التي يحتاجها، لأنها كلها من العناصر المهمة في عمليات النمو الطبيعي للطفل.
كما يمكن إستشارة الطبيب لتحديد الأغذية المناسبة للطفل.
كيف تعالج الأم فقدان الشهية عند الطفل؟
لتشجيع الطفل على تناول الطعام يتوجب على الأم ملاحظة وتحديد أصناف الأطعمة وتحديد طريقة الإعداد التي يفضلها الطفل.
كما يمكن لها أن تُشرِك الطفل في اختيار نوع الطعام وطريقة طهيه، حتى لا يشعر الطفل بأنه مُجبر على تناول أصناف معينة، بل يجب أن يشعر الطفل أنه متحكم في أنواع الأغذية التي يتناولها.
على الأم أيضًا تشجيع الطفل على تناول كل أنواع الطعام وليس السكريات فقط أو الأغذية المُملحة فقط.
وتجدر الإشارة هنا إلى ضرورة قيام الأم بإطعام الطفل منذ عمر الستة أشهر بجانب الرضاعة، مع البداية بالأطعمة المالحة، حتى لا تتوافر لدى الطفل أفضلية للسكريات عن باقي الأطعمة، لأن السكريات لا تحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها جسم الطفل، بل وقد تسبب له في أضرار على مستوى زيادة الوزن ومشكلات صحية أخرى.
بالنسبة للأطفال المصابين بالإسهال والتقيؤ الدائم، كيف للأم تعويض الفاقد من جسم الطفل؟
بجانب الإسهال والتقيؤ، توجد عدة أمراض من شأنها التسبب في سوء التغذية عند الأطفال، كنتيجة مباشرة لهذه الأمراض، مثل بعض أمراض الجهاز الهضمي التي تمنع إكتمال عمليات إمتصاص العناصر الغذائية في جسم الطفل.
ومثل هذه الحلات يتحتم اللجوء للطبيب المتخصص لعلاج السبب الرئيسي للمرض.
ومن ناحية أخرى يجب وضع نظام غذائي خاص ومحدد للطفل يساعد على تعويض ما يفقده جسم الطفل من العناصر الضرورية له.
فالإسهال المستمر مثلًا يؤدي بالضرورة إلى جفاف الجسم، لذا وجب التركيز على شرب كميات كبيرة من الماء والسوائل لتعويض الخارج من الجسم.
ما النصائح الغذائية المتعلقة بمكونات النظام الغذائي من الأطعمة الخاص بالطفل؟
يجب على الأم تحديد مواقيت زمنية ثابتة لوجبات الطفل، وتوزيع هذه الوجبات على مدار اليوم.
أيضًا عليها مراعاة التأثير الغذائي المتداخل لبعض أنواع الأطعمة، فعلى سبيل المثال يؤثر الحليب على إمتصاص عنصر الحديد من اللحوم، لذلك يتحتم ترك مساحة زمنية كافية بين شرب كوب الحليب وتناول اللحم في وجبة الغذاء مثلًأ، فلا يتم تناولهما بالتزامن أو في أوقات زمنية متقاربة. وهكذا بالمثل مع باقي أصناف الأطعمة المتعارضة التأثير فيما بينها.
كما أن زيادة الوزن يمكن أن تتحول إلى السمنة، يمكن أيضًا أن تتحول النحافة الطبيعية إلى نحافة مرضية وسوء للتغذية.
هل توجد طرق علاجية طبيعية لعلاج سوء التغذية عند الأطفال؟
الطريقة الطبيعية البعيدة عن الأدوية والعقاقير لعلاج سوء التغذية عند الأطفال هي إتباع نظام غذائي صحي وسليم ومتوازن، أي النظام الغني بكل العناصر الغذائية والفيتامينات والمعادن الضرورية، وأيضًا النظام الذي تتنوع فيه مصادر الأغذية، ولا توجد فيه أفضلية لصنف غذائي على صنف آخر.