عادةً ما نفرح كثيراً بقدوم فصل الربيع وقوم بعمل الرحلات المختلفة في هذا الفصل الجميل من السنة لكن البعض قد يعاني من حساسية الربيع مما يؤدي إلى شلل تام في حياة مرضى تلك الحساسية.
ما هي حساسية الربيع؟
قال “د. معن أبو جبة” أخصائي أنف وأذن وحنجرة. تعتبر الحساسية بشكل عام عبارة عن رد فعل لجهاز المناعة عند الإنسان تجاه مثير أو عامل حسي معين، كما تنقسم الحساسية إلى نوعين وهما الحساسية الموسمية أو الحساسية السنوية.
أما عن الحساسية الموسمية فتكون نتيجة أي مكونات دقيقة موجودة في فترة معينة من السنة مثل حساسية الربيع التي تسببها حبوب اللقاح، كما يوجد الحساسية الدائمة التي نتعرض لها في جميع أيامنا مثل الغبار المنزلي ووبر وريش الحيوانات والفطريات المختلفة الموجودة في منزلنا بشكل عام.
وتابع الدكتور “معن أبو جبة” أما عن حساسية الربيع تكون نتيجة تفتح الزهور والأشجار المثمرة وتنتشر حبوب اللقاح والتي تعتبر جزيئات دقيقة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة وتلتصق بالأغشية المخاطية وهي الأغشية المبطنة للأنف والعيون والجهاز التنفسي والجيوب الأنفية وهذه الأغشية تفرز المخاط بشكل مستمر حتى تسهِّل من إزالة الشوائب وتجعل الأغشية أكثر رطوبة مما يتسبب في التصاق هذا اللقاح بالأغشية ومن ثم يتعرف جهاز المناعة على هذا الجسم ويُجهِّز له جسم مضاد تحسسي ” الهيموجلوبين E” الذي ينتظر لمهاجمة هذا الجسم الغريب مما يؤدي إلى ردة فعل من الجسم وتفاعل كيميائي وإفراز مادة كيميائية التي نسميها ” الهيستامين ” وهي المادة التي تزيد من رشح الشعيرات الدموية في الأغشية المخاطية من الأجسام المضادة وكرات الدم البيضاء والبروتينات مما يزيد من سيلان الأنف وتورم وانتفاخ في الأغشية المخاطية ويؤدي ذلك في النهاية إلى التهاب الأنف وانسداده وعطاس وزكام كما قد يتطور الأمر عند بعض الناس ليصل إلى صداع وضيق في النفس.
طرق الوقاية من حساسية الربيع
يجدر الإشارة إلى أن الإنسان لا يمكنه وقاية نفسه من هذه اللقاحات 100% ولكنه يجب عليه محالو أخذ بعض التدابير للتخفيف من هذه الأعراض بدرجة كبيرة حيث يمكنه إغلاق النوافذ والأبواب بشكل جيد مع ضرورة تجنب الخروج للحدائق العامة بجانب استخدام المكيف في السيارة ومزيلات الهواء بالإضافة إلى ضرورة ارتداء الكمامة أو النظارات المناسبة لمحاولة تجنب هذا اللقاح بشكل عام.
أما عن العلاج الدوائي لحساسية الربيع فهو متعدد ومختلف من مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان والكورتيزون بأنواعه سواء حبوب أو إبر أو بخاخات أو قطرات الأنف أو قطرات العين.
وأردف “معن” أما عن مضادات الهيستامين فهي تعمل على تعطيل عمل مستقبل الهيستامين في خلايا جهاز المناعة مما يخفف من عمل الهيستامين في الجسم، كما أنها عبارة عن 3 أجيال تم تطورها مستقبلاً للتخفيف من أعراض الحساسية.
أما عن العلاجات الأخرى لحساسية الربيع فمنها مادة الكورتيزون التي يمكن أخذها على شكل إبر أو حقن أو بخاخات والتي تعتبر أكثر أماناً كما أن أعراضها الجانبية تعتبر أقل من الإبر ويمكن استعمالها من عمر سنتين للطفل بجانب أنها لا تدخل على دم الإنسان مثل الحقن أو الحبوب، لذلك فإن لهذه البخاخات دور كبير في تخفيف أعراض الحساسية عند الشخص المصاب بها.
إلى جانب ذلك، يمكن لحساسية الربيع أن يصاب بها الشخص ويتم معالجته به ولكن بعد ذلك يمكنه الإصابة بها مرة أخرى.
هل هناك مطعوم معين للوقاية من حساسية الربيع؟
للأسف لا يوجد مطعوم معين ضد حساسية الربيع ولكن هناك الإبرة المنتشرة بين الناس وهي إبرة الكورتيزون التي تستمر لمدة 6 أشهر في الجسم وقد لا يفضلها بعض الناس ولا يُنصح بأخذها أكثر من مرة واحد في السنة.
وأخيراً، عند التعرض للحساسية المفرطة خاصة في فصل الربيع فيجب حينها استشارة الطبيب المختص لعلاج هذه الحالة من التحسس.