تُعد سُمنة الأطفال مشكلة من أخطر المشاكِل التي يعاني منها عدد كبير من الأطفال في العالم وبالأخص في العالم العربي، وعادة ما تحدث هذه المشكلة بسبب نمط الحياة الغير سليم مثل قلة الحركة وتناول الأغذية الضارّة وعدم وضع نظام غذائي سليم للطفل.
تتسبب السمنة عند الأطفال في بدء المشاكل الصحية منذ الصغر وأغلب الأطفال الذين قد عانوا من السمنة في صغرهم فإنهم يعانوا منها بعد البلوغ أيضاً، لذلك من المهم معرفة أسباب وأعراض السمنة في الطفولة وما هي أفضل الوسائل التي تقلل من حدوث تلك المشكلة.
متى يُعرف أن الطّفل مصاب بالسُّمنة؟
يقول استشاري التغذية العلاجية، الدكتور هاني أبو النجا، إن هناك حسابات خاصة لوزن الأطفال أي لا يتم حساب وزن الأطفال بالمعدل الخاص بالبالغين.
وبعد ولادة الطفل يقوم الطبيب بإعطاء الأم بطاقة خاصة بحساب وزن الطفل وهي تكون بطاقة معقدة بعض الشيء لأن الأم لن تستطيع حساب وزن الطفل بمفردها، نظرا لاعتماده على نسب معينة، ومن خلال تلك البطاقة يستطيع ولي الأمر تحديد هل طفله يعاني من السمنة أم لا.
أسباب إصابة الأطفال بالسمنة
تبدأ أسباب إصابة الأطفال بالسمنة من أول اتخاذ قرار الحمل فحينها تكون الأم مسؤولة عن وزن هذا الطفل كما تكون مسؤولة عن صحته، ومن ضمن الأسباب التي تؤدي إلى سمنة الأطفال هي زيادة وزن الأم خلال فترة الحمل أكثر من ٦ إلى ١٣ كيلو جرام.
وغالبًا الذي يتسبب في هذه الزيادة هو تناول الأم أكل غير صحي، أو قامت بزيادة كميات الطعام التي تتناولها، وأيضاً ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري خلال فترة الحمل عادة ما يتسبب في إصابة الأطفال بالسمنة أو إصابته بأمراض أخرى.
متى يجب الالتزام بنظام حمية للطفل؟
يحدث في الفترة من سن سنتين إلى سن ٧ سنوات تكاثر في الخلايا الدهنية، بمعنى إذا كان الطفل قد ولد بحوالي مائة خلية فخلال هذا السن قد يصل الطفل إلى ألف خلية دهنية، بالتالي يصبح عند الطفل قابلية للإصابة بالسُّمنة.
ولا ينصح باتباع نظام حمية في هذا السن ولكن يتطلب من الوالدين الالتزام ببعض التعليمات التي تساعد في تقليل الإصابة بالسمنة، ومنها:
- النوم في ميعاد صحي وعدم السماح بالسهر نهائياً، وينصح بالنوم من الساعة الثامنة والنصف مساءاً.
- عدم السماح للطفل بتناول المنتجات الضارة مثل الحلويات والأكلات السريعة، لأنه يتسبب في تغيير بعض الهرمونات عند الطفل.
- تقديم الطعام للطفل مرة كل ثلاث أو أربع ساعات، ويكون كل الطعام المقدم له هو طعام صحي.
الفترة من سن ٧ سنوات إلى ١٤ سنة تُعد مرحلة مهمة جداً ويكون فيها نشاط جسم الطفل مرتفع جداً، لذلك ينصح بإن يمارس الطفل الرياضة بشكل يومي لأن ممارسة الرياضة ستساعد في تنمية جسمه وتنمية ذكاءه والحفاظ عليه من الإصابة بالسمنة.
فترة البلوغ من سن ١٤ سنة إلى ٢٠ سنة، في هذه الفترة يسمح بإتباع نظام حمية غذائية إذا كان الشخص يعاني من الزيادة بالوزن، ولكن إذا تم إتباع الخطوات السابقة فإن عند الوصول إلى سن البلوغ لن يكون قد تم الإصابة بالسمنة، لأن التغيرات الهرمونية التي قد تحدث ربما تضيف بعض الوزن وبعد ذلك يعود الجسم لوزنه الطبيعي وأحياناً تتسبب التغيرات الهرمونية في زيادة الوزن ولا يعود الجسم لوزنه الطبيعي.
كيفيّة التعامل مع الأطفال المصابة بالسمنة
إذا أصيب الطفل تحت الـ ١٨ عام بالسمنة لا يتم التعامل مع الطفل بالنظم الغذائية المعتادة ولكن يتم التعامل من خلال التقاء وزنه الحالي مع الوزن المثالي في عمره، فإذا كان الطفل المصاب بالسمنة عمره ٨ سنوات ووزنه وزن عمر ١٣ سنة يتم اتباع نظام غذائي ليصل الطفل إلى الوزن المثالي عند عمر الـ ١٣ سنة، أي لا يكون الهدف حينها هو إنقاص وزن الطفل بل يكون الهدف هو الحفاظ على وزن الطفل خلال الثلاث أو الأربع سنوات القادمة.
ويحدث هذا من خلال بعض العادات منها:
- النوم في وقت باكرًا.
- إلغاء الوجبات السريعة.
- إلغاء تناول السكريات إلا السّكريات المفيدة، ويتم تناولها خلال وجبات الإفطار أو الوجبات الخفيفة ولا يسمح بتناولها نهائياً بعد غروب الشمس.
- الالتزام بتقديم ما بين ثلاث أو أربع وجبات على فترات منتظمة.
- تقليل الزيوت في الوجبات المقدمة له وخاصة في النشويات.
- الالتزام بممارسة الرياضة والحركة يوميًا.
- الاعتناء بنفسية الطفل وعدم الضغط عليه بأنّه بدين ويجب مساندته ومساعدته في الالتزام بالنظام الغذائي الصحي.
بالرغم من أن بعض الأهالي تقول إن الطفل بعد بلوغه وزيادة طوله سينحف تلقائياً، إلا أن هذا الكلام رغم حدوثه في بعض الأحيان إلا أنه نادراً ما يحدث خصوصاً مع زيادة معدلات السمنة وانتشارها في العالم العربي، فيجب على الأهالي أن تأخذ حذرها وأن تلتزم بالتعليمات التي تساعد في تقليل الإصابة بالسمنة للحفاظ على نفسية وحياة الطفل.