تعتبر الغيرة بين الصديقات أمراً طبيعياً إلى حد ما وقد تؤدي إلى مناوشات بينهما إلا أنها لا تؤثر على أبداً على عمق الصداقة، ولكن هذه المشاعر الطبيعية قد تتحول إلى تصرفات مؤذية إذا تجاوزت حدها وقد تطرح الكثير من سوء التفاهم الذي قد يؤدي في النهاية إلى تحول الصداقة إلى عداء ويصبح القول المأثور ” احذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة ” قولاً صحيحاً.
علاج حالة الغيرة عند العديد من الناس
قال “د. أسامة نعيمي” استشاري أول للطب النفسي. لا تستطيع التصرف في الحالة النفسية التي تنتاب الشخص الآخر لكن الإنسان يستطيع فقط التحكم في أسلوبه وتصرفاته، كما يجدر علينا الإشارة إلى صعوبة تغيير الشيء الأصيل فينا وذلك في حالة غيرة الشخص الآخر من هذا الشيء سواء كان هذا الشيء السيارة أو المظهر أو المستقبل أو التعليم أو المستقبل المشرق إلخ إلخ…
على الجانب الآخر، يمكننا القول بأن الجميع يعاني من حالة الغيرة ولكن الأصدقاء لا يغارون وهذا ما يجرنا إلى أن ما نعتقد أنهم أصدقاؤنا بصدق ويغارون منا لا يعتبرون أصدقاؤنا لكننا لا يمكننا أن نعتبرهم أكثر من معارف فحسب، وهذا يعتبر أمر يعاني منه ويجهله العديد منا في هذه الآونة.
وأضاف الدكتور ” أسامة نعيمي “: يشير علم الاجتماع إلى أنه انخفض عدد الأصدقاء الذين نأتمنهم على حياتنا وأسرارنا إلى ما بين 2 و5 أشخاص فقط لا غير في الوقت الذي كانوا فيه قبل عشرين عاماً حوالي 20 شخص، لذلك لا يمكننا أن نعتبر الجميع أصدقاء بالنسبة لنا.
متى يتحول الصديق إلى عدو؟ وكيف نتصرف حينها؟
يمكننا القول بأن الغيرة مبنية في الأساس على جزأين أولهما هو أن الغير يريد أن يأخذ منا ما نمتلكه وفي حالة عدم استطاعة ذلك فإن الغير يفكر في أن الأولى أن نقده نحن في المقام الأول حتى يستطيع هو السيطرة عليه، لذلك يمكن لأي منا أن يتمنى أن يكون شخصية إعلامية مرموقة على سبيل المثال دون أن نتمنى أن يفقد الإعلامي المعين هذه القيمة لنكتسبها نحن حتى لا يتحول الأمر إلى مأساة كبرى.
وأضاف ” أسامة نعيمي” هناك بعض الأشخاص الذين يقومون بغبطتنا على الرغم من الصعوبات التي نواجهها كثيراً في حياتنا ولا يدركون عنها شيئاً، بل في بعض الأحيان يغار البعض من الميت عند موته!!، لذلك يجب علينا عدم التفكير في الآخر وفي حالة عدم القدرة على ذلك يمكننا التفكير في أن الآخر قد حصل على ما حصل عليه عن طريق الصدفة ومن ثم يمكننا النظر إلى ما وصل إليه على أنه هدف بالنسبة لنا يمكننا العمل والجد للوصول إليه في مرحلة ما.
وأخيراً، تُعد الغيرة بشكل عام بمثابة شعور بالنقص الداخلي كما أنها تعتبر عيب في شخصية الإنسان سواء كان هذا الشخص رجلاً أم امرأة، لكن إذا تحول الأمر إلى العمل للوصول إلى ما وصل إليه شخص ما دون النظر إلى مقاسمته فرحته ومكاسبه فإن ذلك قد يقوي من علاقتنا ببعضنا البعض.
أما عن طريقة معاملة الشخص الذي يغار منا فيمكننا القول بأنه يمكننا التجاوز عن هذا العيب الموجود في الشخصية التي تغار منا خاصة في حالة حمل هذه الشخصية بعض المشاعر الأخرى الصادقة تجاهنا.