هل تساعد تقنيات نحت الجسم في إنقاص الوزن؟
نبه الدكتور “ليث عكّاش” استشاري الأمراض الجلدية وجراحة الجلد الليزر على أن الربط بين عمليات نحت الجسم وبين إنقاص الوزن من المفاهيم الخاطئة الشائعة بين الناس، لأن دهون الجسم تنقسم إلى نوعين أحدهما يمكن التخلص منه بالحميات الغذائية وممارسة الرياضة، والثاني يظل موجود في مناطق جسدية معروفة حتى مع إتباع الحميات الغذائية وممارسة التمارين الرياضية الشاقة وهنا يأتي دور عمليات نحت الجسم بتقنياتها المختلفة والتي منها شفط الدهون.
وأشار “د. ليث” إلى أنه من التصحيح السابق يتضح لنا أن عمليات شفط الدهون تتم على المرضى بعد وصولهم إلى الوزن المثالي للجسم، لتقوم عمليات الشفط بإزالة الدهون المتجمعة التي لم تتأثر بطرق التخسيس الإعتيادية التي اتبعها المريض. وعادةً ما تكون الدهون التي تُعالَج بالشفط متجمعة على هيئة تكتلات دهنية مثل السمنة البطنية (الكرش) عند الرجال ودهون الأرداف وأسفل الذراعين والفخذين عند النساء، ومنها أيضًا ما يُعرف باسم (السليوليت) الذي يُصيب النساء فهو عبارة عن تكتلات دهنية سطحية يُحيط بها تليفات.
هل تختلف التقنية العلاجية بإختلاف مكان تجمع التكتلات الدهنية في الجسم؟
لا يمكن تقسيم التقنيات العلاجية بحسب المناطق الجسدية لتجمع الدهون لأنه يمكن إستخدام كل التقنيات مع كل الجسم، ولكن تُقسم التقنيات العلاجية في مجملها بحسب آلية تنفيذها إلى التقنيات الغير جراحية والتقنيات الجراحية.
والتقنيات الغير جراحية تعتمد في تنفيذها على أنواع عدة من الأجهزة المختلفة التأثير وطريقة التشغيل فمنها أجهزة الموجات الصوتية، وأجهزة موجات الراديو، وأجهزة تجميد الدهون التي تعمل على تبريد الدهون لإحداث الضمور في الخلايا الدهنية المتجمعة. وكل هذه الأجهزة تظهر نتائجها بعد عدة جلسات علاجية يختلف عددها من حالة إلى أخرى، وتُستخدم دائمًا مع التكتلات الدهنية البسيطة والمتوسطة، وبشكل عام تُعطي نتائج مقبولة، إلا أن الأمانة العلمية تحتم ذكر أنها لا ترقى إلى مستوى النتائج المتحصل عليها من العمليات الجراحية مثل عملية شفط الدهون.
لماذا يتخوف البعض من عمليات شفط الدهون؟
أوضح “د. ليث” أن سبب الخوف من عمليات شفط الدهون يرجع إلى وفاة عدد من مشاهير ونجوم الفن أثناء إجراء عملية الشفط أو بعدها، ولمزيد من التفصيل نذكر أن عمليات شفط الدهون إما أن تتم تحت التخدير العام وإما تحت التخدير التنفيخي، وكل حالات الوفاة التي انتشرت أخبارها في الصحف كانت لأشخاص تحت التخدير العام ولا شك أن السبب المباشر في الوفاة هو التخدير وليس شفط الدهون.
وتجدر الإشارة إلى أنه في عام 1984م اخترع الطبيب الأمريكي (جيفري كلاين) طريقة جديدة للتخدير تعرف باسم (التخدير التنفيخي)، وهو عبارة عن محلول وريدي يُضاف إلى مواد التخدير ومواد قابضة للأوعية الدموية، ثم يُحقن هذا الخليط بكميات كبيرة تصل إلى أربعة لترات أحيانًا في طبقات تكتل الدهون، ثم يُنتظر لفترة زمنية تقارب الـ 40 دقيقة حتى يبدأ مفعول المحلول وبالتالي البدء في إجراء العملية، ومع مراحل شفط الدهون تخرج تدريجيًا كميات من هذا المحلول إلى خارج الجسم.
ومن مميزات التخدير بهذه الكيفية:
• عدم وفاة أية حالة مرضية خُدرت بهذه الطريقة منذ اختراعها إلى الآن.
• حقن كميات كبيرة من السائل في منطقة تكتل الدهون يؤدي إلى تفرق الخلايا الدهنية عن بعضها البعض وبالتالي يسهل سحبها إلى خارج الجسم.
• وجود مواد قابضة للأوعية الدموية في المحلول يُخفف من نزف الدماء، وهي الميزة التي لا يمكن توافرها مع التخدير الكلي الذي تعاني الحالات المُخدرة به من زُرقة شديدة في مكان العملية تستمر لشهور.
• يعمل المحلول داخل الجسم كطبقة عازلة بين الدهون وبين الأنسجة الموجودة تحتها، والتالي تساعد الطبيب على تفادي الوصول لهذه الأنسجة.
ومن هذه المميزات المذكور يتضح لنا أنها طريقة التخدير الأكثر أمانًا، ولذلك هي الأكثر إستخدامًا في كل دول العالم، ففي الدول الغربية أصبح من النادر إجراء شفط للدهون تحت التخدير العام.
هل يحتاج شفط الدهون إلى فترة إستشفاء بعدية؟
أكد “د. عكّاش” على أن شفط الدهون بإستخدام تقنية التخدير التنفيخي يُمكن المريض من بدء ممارسة حياته الطبيعية في اليوم التالي للعملية مباشرة، حيث يستطيع المريض الإستحمام عقب 24 ساعة من إجراء العملية، وبعد 48 ساعة يمكن للمريض ممارسة كامل حياته العملية وأنشطته اليومية وذلك لعدم وجود نزيف أو آلام ما بعد العملية.
هل يمكن إعادة إستخدام الدهون الخارجة من الجسم مرة أخرى؟
اختتم “د. ليث عكّاش” حديثه قائلًا: في حالة وجود إنخفاض وفراغات في مناطق جسدية يمكن للطبيب المعالِج سحب الدهون المتكلتة في مناطق جسدية وإعادة حقنها في المناطق الجسدية التي تعاني من الهبوط والفراغ لتضخيمها وتكبيرها، ويتم الحقن بعد تنفيذ مجموعة من الإجراءات المختبرية على الدهون التي تم سحبها،
ويمكن القول أن حقن الدهون طريقة علاجية تُغني عن العلاج بالفيلر وتتميز عنه بـ:
• دوام نتائج حقن الدهون لفترات زمنية أطول من الحقن بالفيلر.
• حقن الدهون أقل في التكلفة المادية من الحقن بالفيلر وخصوصًا عند إستخدام كميات كبيرة منه لأنه مادة مُصنعة باهظة الثمن.
• الحقن بالدهون يمكن إستخدامه مع كل مناطق الجسم بعكس الفيلر الذي قد يُحظر إستخدامه مع مناطق جسدية معينة.