طب الحالات الحرجة
يقول المدير الطبي للرعاية الحرجة الدكتور “خالد محمود أبو الدهب: أن طب الحالات الحرجة أو الذي يُعرف باسم “العناية المركزة”، هو يعتبر طب حديث، له بعض الجذور التاريخية من القرن الثامن عشر، حينما قامت ممرضة في وقت الحرب بعمل عيادة بدائية في علاج الحالات المرضية الحرجة، والخطيرة وهذا ساعد في تقليل نسبة الوفيات من ٤٠٪ إلى ٢٪، وبعد ذلك قام طبيب يُسمى “والتر ديندي” بعمل غرفة العناية الحرجة، والمتعارف عليها الآن باسم غرفة العناية المركزة.
ويعتبر طب الحالات الحرجة هو المسؤول عن علاج كل الحالات المرضية المتقدمة في كل تخصصات وفروع الطب، مثل أمراض القلب والشرايين التي تكون في حالة متأخرة، أو أمراض الفشل الكبدي والكلوي، وغيرها.
وفي الوقت الحالي هناك انقسام قد حدث في غرف العناية الحرجة ليكون هناك غرفة العناية المركزة الخاصة بالكبار، وأخرى خاصة بصغار السن، بل أن العناية الحرجة للكبار انقسمت تبعاً للتخصصات؛ فأصبح هناك رعاية حرجة للقلب، رعاية حرجة للتنفس، ورعاية حرجة للمخ والأعصاب، وكذلك قد حدث انقسام لغرف العناية الحرجة للأطفال ليكون هنالك غرفة العناية الحرجة لحديثي الولادة، وأخرى رعاية حرجة للأطفال.
ومن الجدير بالذكر أن هناك بعض المصطلحات التي يجب أن نفرق بينها وبين الحالات الحرجة، ألا وهي الحالات الحادة، والحالات المزمنة؛ فالحالات الحرجة هي الحالات المرضية المتقدمة في كل فروع الطب كما ذكر الدكتور “خالد”، لكن الحالات الحادة هي تلك الحالات التي تُصاب بمرض معين يستمر لفترة قصيرة ويتم الشفاء منه سريعاً، مثل الإصابة بمرض الالتهاب الشعبي الحاد، أما الحالات المرضية المزمنة فهي تلك الحالات التي تُصاب بأمراض تستمر معها لفترات طويلة جداً، وقد يتم شفاء الحالة، ولكن يكون هنالك مشكلة تكرار المرض على فترات زمنية، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وما إلى ذلك.
الأمراض التي تندرج تحت قسم الحالات الحرجة
في جميع الأمراض تقريباً هناك حالة تُسمى بالحالة المرضية الحرجة، وتلك يصل إليها المريض في حالات متأخرة جداً، مثل:
- أمراض القلب والأوعية الدموية: فعندما يصل المريض إلى حالة متأخرة من أمراض القلب والشرايين، يحتاج إلى دخول الرعاية القلبية الحرجة؛ بحيث يكون هناك مراقبة تامة لنسبة الأكسجين في الدم، ومدى انتظام ضربات القلب.
- أمراض المخ والأعصاب: فعندما تحدث جلطة للمريض على سبيل المثال، لابد وأن يكون هناك مراقبة لجميع أعضاء جسم المريض، ويكون ذلك متاحاً فقط في غرفة العناية الحرجة.
- الأمراض التنفسية.
- العناية الحرجة للحوادث.
ويجب الذكر أن كل نوع من أنواع الرعاية الحرجة يحتاج لطبيب متخصص، وخاصةً في حالة العناية الحرجة للأطفال، أو للمسنين؛ حيث يكون هناك بعض الحالات الاستثنائية لهم، من حيث نسبة الأكسجين في الدم، ومعدل جرعات الأدوية التي يجب تناولها، وما إلى ذلك.
التحديات التي تواجه قسم العناية الحرجة
يؤكد الدكتور “أبو الدهب” على أنه هناك العديد من المشاكل والتحديات التي تواجه قسم العناية الحرجة: ويمكن تقسيمها إلى:
- المشاكل التي تتعلق بالزوار، أو أهل وأقارب وأصدقاء المريض: حيث أنه من عاداتنا العربية أن نزور المريض، ونمكث إلى جانبه في مرضه، وما إلى ذلك من العادات والتقاليد العائلية الطيبة، لكن هذا قد يؤثر على صحة المريض بلا شك؛ حيث يسبب ذلك ازعاج المريض أولاً، كما قد يتسبب تواجد عدد كبير من الأشخاص في غرفة العناية الحرجة إلى نقل العدوى إلي المريض نفسه، أو إلى مرضى آخرين.
وهناك بعض المشاكل التي تواجه أهل، وأصدقاء المريض أنفسهم؛ حيث في معظم المستشفيات لا توجد غرف خاصة لهم يمكن السكن بها حتى انتهاء فترة علاج المريض.
- المشاكل التي تتعلق بالمريض نفسه: فبعض المرضى تكون لديه عادة التدخين، ويكون مصمماً على ألا يمتنع عن التدخين حتى وإن أدى ذلك إلى وفاته، كما أن المريض يعاني في غرفة العناية الحرجة من كثرة تناول الادوية خلال فترات زمنية متقاربة، مما قد يجعل بعضهم يمتنع عن تناول الدواء، ذلك بالإضافة إلى أنه توجد بعض الحالات من رفض المرضى للعلاج أصلاً مهما حاول الأهل والأطباء إقناعهم.
الصفات التي يجب توفرها في طبيب الحالات الحرجة
يعتبر طبيب الحالات الحرجة هو طبيب باطني، ولكنه تخصص في الحالات الحرجة سواء بالقيام بالعديد من الدراسات الأخرى، أو من خلال الالتحاق بقسم طب الحالات الحرجة.
ويعتبر هذا القسم من أكثر الأقسام في مجال الطب التي تسبب ضغطاً نفسياً شديداً على الطبيب.
ومن المهم أن تتوفر في طبيب الحالات الحرجة بعض الصفات التي تجعله مؤهلاً لها، والتي من أهمها الصبر، والقدرة على التواصل الاجتماعي والخبرة الكافية للتعامل مع أهل المريض، ففي بعض الأحيان قد تكون هناك بعض الأخبار السيئة جداً، التي يجب نقلها لأهل المريض.