تفاصيل الإستشارة: عندي بعض الأضراس المسوسة.. ولم أعالجها منذ مدة.. فهناك ضرس مسوس منذ حوالي 3 سنوات أو أكثر، ولكنه لا يؤلمني، وأنا لا أستعمل جهته للأكل عليها، وحالته لم تزدد للأسوأ منذ مدة طويلة، ولكنني أخشى أن يكون التدهور داخليًّا. فما هي الأخطار المتوقعة من وراء التمادي في عدم المعالجة؟
الإجـابة
يقول د. خلدون غازي أبو عفيفة -إخصائي طب وجراحة الفم والأسنان-: الأخ الكريم.. يندرج سؤالك تحت إطار المُضْحك المبكي في عالم طب الأسنان!! فرسالتك تعرض لحالة يمارسها الكثير من مرضانا في الوطن العربي، حيث إهمال الأسنان والتقاعس عن معالجتها، بل حتى عدم الاعتراف بأهميتها وجدواها كأعضاء حيوية خلقها الله سبحانه وتعالى في أجسادنا، وليس أقل من العناية بها واجبًا!.
وعلى كل حال لنَعُد لرسالتك وإلى الكم الكبير من المشكلات التي ذكرت أنك تعاني منها، فعليك ابتداء القيام بمراجعة طبيب الأسنان لعمل حشوات للأضراس المسوسة التي تحدثت عنها، ولا أخالك ستستغرب إذا ما أخبرك الطبيب بوجود أعداد أكبر من الأضراس والأسنان –غير التي ذكرتها– منخورة بدرجات متفاوتة!!
أما “الضرس المسوس منذ 3 سنوات أو أكثر” ولا يؤلمك، فأغلب الظن أنه فقد حيويته البيولوجية وأصبح عصبه تالفًا، وهو لذلك بحاجة إما لعلاج العصب “الجذور” root canal treatment أو للخلع – إن كانت كمية التسوس فيه قد وصلت إلى مرحلة لا يمكن معها إصلاح الضرس. وفي الحالتين يلزم القيام بتلبيس الضرس المسحوب عصبه “crown” أو عمل جسر من الأسنان الصناعية “bridge” إذا ما تم خلع ذلك الضرس.
أما الحديث عن “عدم استعمال جهة ذلك الضرس المسوَّس منذ 3 سنوات للأكل” فهذه مشكلة أكبر من سابقتيها –بالرغم من أنني ألحظ في رسالتك أنك لا تلقي لهذا الأمر بالا!– إذ أنك لو نظرت في فمك الآن، ستلاحظ وجود كميات من الكلس والجير تتجمع حول الأضراس في الجهة التي لا تستخدمها، ذلك أن إفراز اللعاب في الجهة غير المستخدمة يقل عنه في الجهة التي يستخدمها الإنسان في مضغ الطعام، ومن المعروف للجميع أهمية اللعاب في كونه “سائل تنظيف طبيعي للأسنان”؛ ولذلك فلا تستغرب إن شخَّص الطبيب حالتك على أنها “التهاب مزمن في اللثة”!!
وأعراضه: احمرار اللثة ونزفها عند أي احتكاك، وقد يكون هناك انحسار في اللثة من حول الأسنان، وقد تكون هناك بعض القلقلة أو الحركة في الأضراس ناتج عن تآكل في عظم الفك بسب التهاب اللثة المزمن..
الأخ الكريم، بعد هذا الصبر الذي يزيد عن الثلاث سنوات ونيف من عدم معالجة الأسنان، يبدو السؤال عن الأخطار المتوقعة من وراء التمادي في عدم معالجة الأسنان غير ذا معنى؟! إذ إن خسارتك لبعض الأضراس والتهاب اللثة المزمن، وخسارتك المادية والنفسية أمور لا يمكن تعويضها!
الأخ الكريم، نحن لا نريد من إجابتنا هذه عن تساؤلاتك أن نخيفك ونزرع في روعك الخوف، بقدر ما نريدها أن تكون دافعًا لك لزيارة الطبيب والعناية بصحة الفم والأسنان، وألا تنتظر ثلاث سنوات أخرى.
ولتقرأ هنا عن: