ضعف الذاكرة وعدم القدرة على التركيز مشكلة يعاني منها الكثير من الأشخاص، وأسبابها متعددة منها كثرة ضغوطات الحياة وانشغال الناس بأمور حياتهم اليومية وما إلى ذلك فكيف نقوي الذاكرة وما هي الطرق لتنشيطها؟.
لذلك ففي صفحتنا تلك حوار مع رين بوعيسى غفري “أخصائية النطق”، للتمعن والحديث عن كثب حول الموضوع.
أسباب تجعل بعض الناس تعاني من النسيان أو نقص الذاكرة
اسباب نقص الذاكرة بقدر كبير عند الأولاد مثلا قد تحدث نتيجة مشاكل عند الولادة مثل نقص الاكسجين، او مشاكل عسر قراءة وكتابة بأن يكون عنده مشكلة في الذاكرة العملية.
وعند الكبار هناك ضعف بالذاكرة بدون وجود مشاكل صحية، وهناك ضعف بالذاكرة يرجع لأسباب صحية مثل نزيف دماغي أو كهرباء بالراس او الزهايمر عندما يكون بمرحلة بدائية.
وهناك ضعف بالذاكرة علي المدى الطويل يتسبب في مشاكل بالدماغ.
الفرق بين ضعف الذاكرة والزهايمر
الذاكرة هي أنظمة مختلفة نسبيا موجودة بعدة مناطق في الدماغ، ويوجد عدة أنواع من الذاكرة فمثلا الذاكرة الدليلية وهي المسئولة عن كل شيء من حفظ معلومات كما نقول أبوظبي هي عاصمة الإمارات ومعلومات لا دخل لها بالزمان والمكان.
والذاكرة العرضية التي تحفظ المعلومات التي لها صلة بالإطار الزماني والمكاني كما لو نقول سافرت يوم الخميس الى لبنان، هذه الذاكرة العرضية تكون متأثرة بالزهايمر.
والأشخاص المصابين بالزهايمر يكون عندهم ضعف بهذه الذاكرة، ويمكن اكتشاف ذلك بطريقة مبكرة عن طريق التشخيص.
أما الزهايمر فهو مرض يصيب الدماغ، ويؤدي الى موت الدماغ تدريجيا، النسيان الطبيعي لا يؤدي إلى موت الدماغ.
النسيان الطبيعي
بالطبع تشير العديد من الدراسات إلى أنه علي صلة وثيقة بالعوامل النفسية، خاصة من يعاني من اكتئاب يكون عنده مشاكل بالذاكرة، الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النوم كذلك؛ فالنوم علي صلة وثيقة بالذاكرة؛ لأن الذاكرة تعمل بالليل، حيث يتم تخزين المعلومات التي تمت رؤيتها نهارا خلال فترة النوم.
فالأشخاص الذين لا يعانون من عدم النوم العميق تكون ذاكرتهم ضعيفة، كذلك المرأة الحامل التي لا تنام جيدا أو عند الولادة تكون ذاكرتها ضعيفة، واشارت الدراسات الى ان الاشخاص الذين يعانون من الزهايمر يكون نومهم خفيف ولا ينامون بطريقة متواصلة نوم عميق.
والحد الأدنى لساعات النوم المتواصل خلال الليل هي ٦ او ٧ ساعات.
ستجد معلومات أكثر في الويكي فلا تفوّتها.
ضعف الذاكرة والإحساس بالنسيان
أكيد ان الضغط وقلة النوم بالليل له دور فالذاكرة مثل الجارور له سعة محددة عندما يمتلئ ما يخص الذاكرة قصيرة المدى.
فلا يمكن تعبئته بمعلومات جديدة فتنتقل المعلومات الموجودة بالذاكرة علي المدى القصير الى الذاكرة علي المدى الطويل ويتم التخزين للمعلومات التي تهمنا، أما المعلومات التي لا تهمنا لا يتم تخزينها.
بعض المختصين ينصح بالقراءة لتحفيز الذاكرة ونشاطها، وكذلك من خلال الاختلاط مع المجتمع والتعامل مع الناس، وكذلك بعض الألعاب الذهنية، والكلمات المتقاطعة التي يستخدموها أثناء قراءة الجرائد.
وعند عمل تشخيص للذاكرة يجب معرفة أي نوع من أنواع الذاكرة المتضرر أو الضعيف ويتم الشغل علي هذه الذاكرة من الناحية العلاجية، من ناحية تمارين تحسن الذاكرة فهناك تمارين تقوم بتحسين الذاكرة من تطبيقات وتمارين تتم في المنزل.
وللإرادة في الحفظ دور كبير فكلما كانت الارادة قوية بأن نحفظ شخص نقوم بعمل صلة له بشخص تعرفه أي تربطه بشخص تعرفه، كذلك الترتيب بالنسبة للمعلومات التي نريد حفظها سواء نظريا أو سماعيا يساعد على تحسين الذاكرة.
وكذلك إنشاء صورة ذهنية فيتم ربط الشيء الذي تريد حفظه بشئ آخر بأن تعمل له صلة بهذا الشيء كما لو كنت في مول وتركت سيارتك في المكان المخصص لذلك فيجب الربط برقم المكان أو علامة مميزة بجواره.
وبالحديث عن بعض المأكولات التي يتم تناولها فالكثير يتحدث عن الجوز واللوز كأنواع يتم تناولها تقوي الذاكرة، حتي أصبح هناك تجارة مبنية على موضوع تقوية الذاكرة كبعض أنواع العسل يباع جاهزا بالخلطات او المكسرات.
مدى تأثير هذه الأمور على تقوية الذاكرة
الدراسات العلمية لم تبرهن علي تأثير الفيتامينات والأكل على الذاكرة بطريقة علمية واضحة، لكن من الاكيد ان الغذاء الصحي والاكل الصحي يؤثر على الدماغ، والنوم الصحي يؤثر على الدماغ.
أكثر الاشياء التي تساعد على تقوية الذاكرة
تعد التمارين الذهنية التي تمارس بطريقة يومية، اما من ناحية الأكل فلا يوجد شيء محدد اما الاكيد فالنوم الصحي والأكل الصحي هو ما يؤثر بصورة واضحة علي الضغط والذاكرة، والتعرض لأشعة الشمس مهم جدا من اجل فيتامين (د).
فقد أجريت دراسة ان المشي نصف ساعة بالشمس خلال النهار تحسن صحة الدماغ، وذلك ايضا لمن يعاني من الاكتئاب.
في أي فترة يتم المشي فهناك اوقات تكون الأشعة مضرة، هل يفضل في الصباح أم ماذا؟
لا يوجد لذلك وقت محدد ففي أي وقت تقوم بممارسة المشي تستفيد من ذلك، الأشخاص الذين يعانون من نزيف دماغي يكونون معرضين لـ ( ضعف الذاكرة ) وقد يظهر عليهم اثر ذلك في حالة نسيان اغراضهم او سياراتهم فيتسي أين وضع هذه الأشياء.
كما أنّ الدراسات العلمية لم تؤكد تأثير الادوية علي تقوية الذاكرة أو ضعفها.
الذاكرة والنسيان
سبب الإصابة بالنسيان أو ضعف الذاكرة
أوضح “د. جهاد العبدالله” (أخصائي الطب والعلاج النفسي بمستشفى شاريتيه ببرلين) أنه يجب أولاً فهم آلية تخزين المعلومات في الدماغ، حيث أن تخزين المعلومات هو أحد الوظائف الحيوية المهمة التي يقوم بها الدماغ وتتم على عدة مستويات.
المستوى الأول وهو المستوى الحسي حيث يتم استقبال كم هائل من المعلومات خلال ثانية واحدة من البيئة المحيطة الفيزيائية والاجتماعية ومن الجسد نفسه وذلك عن طريق أعضاء الحس المختلفة (العين – الأذن – الأنف – الجلد).
المستوى الثاني هو انتقال هذه المعلومات إلى مخزن حسي أولي في الدماغ يقوم بمعالجة هذه المعلومات وتصفيتها بحيث تقل كميتها وذلك حسب أهميها ومدى ارتباطها بمعلومات سابقة.
والمستوى الثالث وفيه يتم نقل ما تبقى من المعلومات إلى المخزن طويل الأمد وهو ما يُعرف بالذاكرة.
وأضاف الطبيب الضيف أن وجود أي خلل في أحد هذه المستويات يؤدي بدوره إلى حدوث الإصابة النسيان.
أنواع الخلل التي قد تُصيب نظام عمل الذاكرة
أوضح دكتور “جهاد” أن الخلل قد يكون على المستوى الحسي عندما تكون هناك محدودية في استقبال المعلومات من المحيط الخارجي نتيجة قصر في وظائف المستقبلات الحسية كضعف في النظر أو السمع وخاصةً في حالات كبار السن مما يؤدي إلى حدوث خلل في وضوح المعلومات وبالتالي خلل في تخزينها.
والأهم من ذلك هو ما يحدث أثناء عملية التخزين قصير الأمد للمعلومات عندما يكون الانتباه والتركيز مضطرب أو مشتت مما يؤدي إلى عدم نقل المعلومات وتسليطها إلى المخزن طويل الأمد بالذاكرة.
وبالاستمرار عن مشكلة ضعف الذاكرة، أضاف “د. جهاد” في حديثه عبر قناة DW عربية، أن استخدام الأجهزة والتقنيات الحديثة التي ظهرت نتيجة التقدم التكنولوجي يؤدي إلى غياب الحاجة إلى استخدام الذاكرة مما يؤثر بالسلب. حيث أن كما يُقال (كل عضو لا يُستعمل يضمر) فبالتالي عدم استخدام الدماغ وتنشيطه بالمعلومات يؤدي إلى انخفاض قدرته على تخزين المعلومات.
واستكمل الطبيب الضيف حديثه موضحاً أن تدريب الذاكرة لدى كبار السن يساعد كثيراً على إدامة شبكات التواصل العصبي الموجودة في الدماغ، وهذا إن لم يكن له دور في منع حدوث المرض فسيكون له دور في تأخير حدوث الإصابة بالمرض.
بخصوص مرضى الزهايمر!
أكد دكتور “جهاد” أن هناك الكثير من التمرينات المُطبقة على مرضى الزهايمر.
ولكن ليس كل التمرينات تصلح. وإنما يجب انتقاء نوع معين من التمرينات التي إن لم تكن تساعد على تمرين الذاكرة بحد ذاتها. فستساعد على أداء المهام اليومية.
وهناك تمرينات خاصة بالذاكرة طويلة الأمد عند مرضى الزهايمر تُفيد أكثر من تمرينات الذاكرة قصيرة الأمد.
تقنيات يمكن أن تساعد في الحفاظ على ذاكرة قوية
أشار “د. جهاد العبدالله” إلى بعض التقنيات التي يمكن عن طريقها تجنب حدوث النسيان.
أولاً يجب التخفيف من المنبهات الخارجية والضجيج المحيط أثناء تلقي المعلومات وذلك بهدف التركيز وعدم تشتت الانتباه.
على سبيل المثال يُنصح بالقراءة في غرفة هادئة.
ومن ضمن التقنيات هي تقنية تكرار المعلومة في الدقائق الأولى فور استقبالها. وذلك لتأكيد اكتساب المعلومة وتحويلها من الذاكرة قصيرة الأمد إلى الذاكرة طويلة الأمد.
وأهم تقنية هي تقنية ربط المعلومات التي نحصل عليها مع ما له صلة بها من معلومات سابقة. تم تخزينها من قبل لأن هذه العملية تعمل على إنشاء روابط عصبية مهمة جداً.