ما المقصود بضربة الشمس؟
بدأت “دكتور/ بثينة إبراهيم – استشاري أول في قسم الباطنية والغدد الصماء بمؤسسة حمد الطبية” أن الجسم يحافظ على درجة حرارته الداخلية بين 36 و 37.5 درجة مئوية عبر عمليات الأيض والعوامل الخارجية ومنها درجة حرارة الجو، وهو ما يظهر في لبس الملابس الشتوية الثقيلة للإحتفاظ بالحرارة داخل الجسم، ولبس الملابس الصيفية الخفيفة لتسهيل خروج الحرارة الزائدة خارج الجسم.
وأضافت أنه في حالة تعرض الجسم مباشرة لدرجات حرارة مرتفعة مع وجود نسبة من الرطوبة المحيطة به يتوقف عن التخلص من كمية الحرارة الزائدة لعدم قدرته على فعل ذلك، ومن هنا ترتفع درجة حرارة الجسم الداخلية، هذا الإرتفاع إذا فاق درجة الـ 40 درجة مئوية سُمي حينها ضربة شمس. وهذه الدرجة المرتفعة للحرارة الداخلية هي درجة غير طبيعية للوظائف الحيوية للجسم، بمعنى فقدان الأعضاء القدرة والسيطرة على القيام بوظائفها الطبيعية، الأمر الذي يظهر معه العديد من الأعراض الصحية المختلفة باختلاف تأثير الحرارة على أجهزة الجسم المختلفة بشكل متزامن أو بالتدريج، ونذكر من هذه الأعراض ما يلي:
– الصداع.
– الدِوار.
– الغثيان.
– عدم التركيز.
– القيء والإسهال.
– الغيبوبة والإغماء.
– الإجهاد العضلي والتعب العام.
– عدم الإتزان.
ما أبرز الإجراءات الوقائية التي تحمي من الإصابة بضربة الشمس؟
قالت “د. بثينة إبراهيم” أن وسائل الوقاية من الإجهاد الحراري وضربة الشمس عديدة، ونذكر بعضها في الآتي:
– الإهتمام بشرب الماء بكميات وفيرة.
– عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة وخصوصًا وقت الذروة، مع محاولة التواجد دائمًا في الظل.
– لبس الملابس الخفيفة حتى لا تُحبس الحرارة داخل الجسم.
– تجنب التواجد في الأجواء التي ترتفع فيها نسبة الرطوبة، لأن الرطوبة من العوامل التي تساعد في إحتباس الحرارة داخل الجسم.
– إذا كان ولابد من العمل تحت الشمس يجب الحرص على تنفيذ وسائل الوقاية الفيزيائية بوضع أغطية على الرأس ويفضل أن تكون مبلله، مع وضع قماش مبلل أو مثلج حول الرقبة، مع رش الجسم بالماء البارد كل فترة.
– عدم ركوب السيارات المتوقفة في الشمس أو الجو الحار لفترة طويلة إلا بعد تهويتها جيدًا.
و نحن كثيرًا ما ننتظر فصل الصيف لما يعنيه لنا من راحة وسفر وإستجمام، لكنه أيضًا الفصل الذي يشهد إنتشارًا واسعًا لأمراض مختلفة، والتي تصيب الجميع وإن كانت إصابات الصغار أكثر.
و من أشهر تلك الأمراض إلتهابات اللوزتين، النزلات المعوية، إلتهاب الكبد الفيروسي أ، الرمد، الإسهال الصيفي، التيفود، وكذلك إلتهاب الجلد.
تعود أسباب إنتشار هذه الأمراض إلى عدة عوامل من أهمها إرتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة ما يعطي الفرصة للجراثيم والفيروسات كي تتكاثر بسرعة، وإنتشار الحشرات الناقلة للأمراض كالذباب والباعوض، بالإضافة إلى سرعة تخمر المأكولات والمشروبات.
وتجنبًا لمثل هذه الأمراض يوصي الأطباء بجملة من النصائح منها:
– الحرص الشديد على حفظ الأطعمة ونظافتها بشكل جيد.
– التأكد من تاريخ صلاحية المعلبات والعصائر.
– الحرص على النظافة الشخصية.
– عدم التعرض المباشر للهواء البارد بعد التعرض للحرارة الشديدة.
– التحصين ضد الأمراض الوبائية المنتشرة في بلد السفر.
– عدم السباحة في الحمامات العامة والمشتركة إلا بعد إستخدام القطرة المعقمة للعين.
أما الغاية من هذه النصائح فهي إتباع الحكمة الشهيرة “درهم وقاية خير من قنطار علاج”.
هل تصيب أمراض الصيف الأطفال أكثر من الكبار؟
أكدت ” الدكتورة بثينة” ذلك وقالت أن الأطفال يمكن أن يتناولوا الطعام بدون غسل اليدين، ومن هنا يحتاج الأطفال للتوعية والإرشاد، مع ضرورة الإهتمام بنظافة الطعام وصلاحيته وعدم تركه خارج المبردات في الجو الصيفي الحار لمنع تخمره وتعفنه. أيضًا ضرورة التنبه لجودة وصلاحية المأكولات التي يتم توصيلها للمنازل، لأن فترة خروج الطعام من المطعم حتى وصوله إلى المنزل كافية بتعفنه خاصة إلى لم يُنقل في وسائل حفظ أو كان يحتوي على خضروات طازجة وإضافات مثل المايونيز. وبشكل عام يفضل تناول الوجبات المنزلية فهي أكثر نظافة وأقل عرضة للتلف والتعفن أو التلوث الجرثومي.
وكنصائح عامة للأطفال في فصل الصيف، يجب الإهتمام بتناولهم لكميات كبيرة من الماء والعصائر الطبيعية وليست المصنعة لتجنب السكريات والمواد الحافظة، كذلك تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين. وكل ذلك لتجنب الإصابة بالجفاف بصفة عامة. ونشير هنا إلى أن الجسم بطبيعته ليس من المفروض أن يشعر بالعطش، ومعنى أنه يشعر بالعطش أي أنه يعاني من نقص في السوائل الداخلية ويحتاج إلى تعويض هذا النقص، والأفضل هنا هو شرب الماء للتغلب على العطش وليس شرب مشروبات غازية أو عصائر مصنعة.
ما الفرق بين الإجهاد الحراري وضربة الشمس؟
الإجهاد الحراري يمكن أن يصيب الفرد وهو جالس في الظل وإلا أن الجسم جاف من الداخل، وهو بالضرورة أقل شدة وخطورة مقارنة بضربة الشمس، ولا تصل درجة حرارة الجسم فيه إلى ما فوق الـ 40 درجة مئوية. أما ضربة الشمس فتحتاج إلى بذل مجهود عضلي متزامن مع التعرض المباشر للشمس، وترتفع فيها درجة الحرارة لما فوق الـ 40، وقد تؤدي إلى الوفاة.
و أضافت “د.بثينة” أنه عند الإصابة بضربة الشمس يُهتم بقياس درجة حرارة الجسم الداخلية لذلك تقاس عن طريق فتحة الشرج أو المريء، وليس القياس الجلدي الخارجي تحت الإبطين.
ما طرق علاج ضربات الشمس؟
أنهت “د. بثينة إبراهيم” حزارها بأنه بعد تشخيص الإصابة يتم إستخدام مجموعة من المعدات الطبية مثل البطانية الباردة، أو وضع المريض في أنبوب من الماء المثلج إلى جانب الإهتمام بالمغذيات والسوائل مع العلاجات الدوائية والمحاليل المرطبة الأخرى. ونشدد على ضرورة الإهتمام بعلاج ضربات الشمس والإجهاد الحراري لتفادي المضاعفات الخطيرة لهما والتي منها الوفاة.