«ومن يقوم بالعمل، إذا أخذتم جميعا إجازة؟». الجملة السابقة تصبح حجر عثرة لـ«يوسف» كلما دلف لمكتب مديره الذي لا يحسن غير تلك الجملة! إلا أن «يوسف» اكتشف أخيرا أن مديره لا يقصد أحدا سواه عندما يقول «جميعا»! فيوسف هو وحده «جميعا» وهو أيضا «كلكم» كما أنه «السادة الموظفين» في الخطابات التي يشرح فيها هذا المدير المهام الإضافية في العمل!
والوضع السابق هو نتيجة حتمية لمدير اكتشف بعد طول تخبط أنه وافق على كل طلبات الإجازة التي وجدها فوق مكتبه ذات يوم ليبقى هو لا يفعل شيئا كالعادة ويبقى يوسف يفعل كل شيء بالضرورة!.
ولأن يوسف هو «جميعا» و«كلكم» و«السادة الموظفين» فسيشكل وحده فريق عمل متكاملا يقوم بأعمال المراسلة والسكرتارية والأرشفة والعلاقات العامة والاتصالات الإدارية والتخطيط والتطوير والإشراف والمتابعة على الأعمال التي لن يقوم بها أحد سواه رغم أن اسم وظيفته «فني مختبر»! وهي الوظيفة التي تصبح «طوكيو» إذا كانت «نيويورك» هي السكرتارية!.
ويحمد الله يوسف أنه «لا شر محض» لأنه سيصبح بعد شهر واحد فقط وسط تلك الزوبعة الإدارية، أفضل الأشخاص الذين يمكن الاعتماد عليهم في إعداد دراسة جدوى للمشاريع الصغيرة! إضافة إلى كونه سيصبح خبيرا جويا يتوقع حالة الطقس ويخمن درجة الحرارة ويحذر من موجة حر قادمة! كيف لا وهو سيقضي فصل الصيف صديقا للرياض؟! وهو الفصل الذي سيفهم فيه أكثر الطلاب غباء في مادة الفيزياء مفهوم «التمدد» و«الانصهار»!
يوسف لا يزال في محاولة جادة لنيل إجازته، ومديره لا يزال يردد: «ومن يقوم بالعمل إذا أخذتم جميعا إجازة؟!».
بقلم: ماجد بن رائف