تنعكس مكانة شهر رمضان الكريم ايجابيا على الأطفال صغار السن. فيحاولون تقليد آبائهم في كل شيء، فإذا هل الشهر الكريم يتسارع الأطفال لصيام أكثر أيامه، اقتداءً بأهلهم، لكن الكثير من الأسر تغفل الجانب الصحي لصيام الأطفال، حيث تقوم بدفعهم إلي الصيام دون مراعاة ومراقبة الحالة الصحية للأطفال، ومدي تقبلهم وإمكانياتهم للصيام من عدمه.
لذلك يجب استشارة أطباء الأطفال، لمعرفة إمكانية الطفل صحيا وبدنيا لصيام الشهر الكريم أم لا.
ومن الناحية الاجتماعية على الأسرة تهيئه الأجواء المناسبة، وما يلزم من طعام وسوائل التي تجعل الطفل يستطيع تحمل العطش والجوع في فتره يوم الصيام الحار، وفق نظاما غذائي متوازن إضافة لمراقبة الحالة الصحية للطفل أثناء الصوم.
طبياً ينبغي تدريب الطفل علي الصيام بعد سن السابعة، ويراعى التدرج في صيامه عاما بعد عام، وهو أمر في غاية الأهمية، إذ يراعي سلامة الطفل ويقيه مشكلات صحية كثيرة. ومن أهم النصائح التي يركز عليها الأطباء شرب الماء، إذ لا يتذكر الطفل غالبا شرب الماء بين وجبتي الإفطار والسحور، مما يؤدي لإصابته بالجفاف وما يتعلق به من مخاطر، لذلك يجب تنبيهه دائما إلى هذا الموضوع حفاظا على صحته.
كيف يمكن للطفل أن يصوم رمضان بشكل صحي؟
تقول أخصائية طب الأطفال والرضع الدكتورة “زينب الجباس” شهر رمضان جميل جداً، وعبادة الصوم من أجمل العبادات، ويجب أن تكون الأم قامت بتعريف طفلها هذه العبادة، وتحبيبه فيها، وان الهدف الأساسي من هذه العبادة هو التقرب إلي الله – سبحانه وتعالى -، والشعور بالناس الفقيرة، وبهذا يكون مهيأ نفسيا للصيام، ولا يظن أن الصوم عبارة عن تعذيب له، حيث انه يحرم من الطعام والشراب.
كل أم تكون ذكية في التعامل مع طفلها، ويجب أن تختار الوقت المناسب للصوم، حسب معرفتها لمقدرة طفلها، فهناك أم تعلم أن ابنها صحيا وجسديا يتحمل الصيام في سن سبع سنوات، في حين أن هناك أم أخري يكون ابنها ضعيف جسديا فتقوم بتدريب ابنها على الصيام حتى سن العشر سنوات، إذا نعرف من ذلك أن هناك مقدرة جسدية ومقدرة نفسية.
هنا نتحدث عن الجانب النفسي بأن لا يكون هناك عذاب أو ضرر للطفل، وإذا وجدنا أن الطفل يعاني من العطش والإجهاد، وخصوصا أن ساعات الصيام طويلة جدا في الصيف شديد الحرارة، وأحيانا يكون الطفل بالمدرسة مما يدفعه للخروج لتحمل درجة الحرارة الشديدة خارج المنزل. كذلك، عندما يكون الطفل صائم، قدرته التركيز تكون قليلة.
هل هناك وجبات سحور صحية علي الطفل أن يتناولها؟
يجب أن تحرص الأم على صحة طفلها، وان يتناول وجبات في الإفطار تحتوي على كمية مناسبة من السوائل، و العصائر، التي تحتوي علي نسبة من السكريات الطبيعية وليس الموجود بالكيك والشوكولاتة مثلاً.
وأكدت د. زينب على أهمية أن يتناول الطفل وجبة الفطور والسحور، ولكن يجب أن يكون بينهما وجبة ثالثة. لان تناول وجبتين لا يكفي، وان يحتوي الوجبات على طعام متوازن مكون من البروتين وخضروات وفاكهه والسكريات الخفيفة، وذلك لكل الصائمين وليس الأطفال فقط، ولكن في الأطفال نهتم أكثر بأن نعطيه نسبة سكريات كافية، وبوتاسيوم، والصوديوم، والأملاح المعدنية، الموجودة في الفاكهة والخضروات، ويجب أن نهتم بحصوله على نسبة سوائل كثيرة، ونحرص على وجود زجاجة المياه بجانبه لتعوض جسده ما يفقده من ماء.
حتى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة المرضي بمرض السكري، يجب تدريبهم على الصيام ولكن هم يأخذوا وقت أطول ليعتادوا الصيام، ويجب أن تقوم الأم بتنظيم مواعيد الأدوية الخاصة بمرض السكري، كما تقوم بعمل اختبار لنسبة السكر قبل تناول الطعام، وبعدة وإعطاءه الإنسولين، وهل يستطيع الصيام أم لا كل هذا تكون مسئولة عنه الأم.
ما هي الأعراض التي تظهر على الطفل وتجعله يستمر في الصيام أم لا؟
الأم تتابع الطفل أثناء اليوم فإذا وجدت أن تركيزه اقل ونشاطه اقل أو أن يختل توازنه ويقع، أو مجهد أو مرهق، كل هذه علامات توضح أن نسبة السكر تقل في الجسم، وهنا لا اترك الطفل حتى يغمي عليه، وهنا يجب التدخل وأوضح له أن الصوم عبادة جميلة، وإذا لم يستطع الصوم فليقل ذلك وان لا يعذب نفسه،
كما يمكن أن تتفق معه على أن يصوم أول أسبوع في رمضان إلى الظهر فقط، ثم بعد ذلك للعصر، وهناك أيضا أن تدربه على الصيام عن الطعام ولكن تتركه يشرب.
إذاً الصوم التدريجي مهم جداً؟
نعم. ويكون هناك تدريج علي مدار اليوم، وهناك تدريج علي عدد الأيام، ويجب أن يدرك الطفل انه إذا شعر بالتعب فليفطر، وإذا أتم الصيام يجب أن يكون هناك جوائز لذلك، وذلك نوع من التشجيع، وتحرص العائلة علي تهنئته علي الإفطار، لأنه أتم الصيام، وان الله سوف يجازيه خيرا علي ذلك، ويشعر الطفل هنا بالسعادة.
وأوضحت د/ زينب أن هذا كله يجب أن يكون تحت رعاية الأم، التي تعرف جيدا متى تجعل ابنها يصوم ومتى يفطر.