يسأل البعض: هل من السُّنَة صيام الأيام البيض الثلاثة ١٣-١٤-١٥ بالضَّبط؛ أم نصوم ثلاثة من الشهر كله؟ والسُّنَة أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام؛ إن أردت أن تضعها ١٣-١٤-١٥ فلا حرج، وقد ورد بذلك السُّنَة.
فقد كان بعض الصحابة يصوم في العشر الأوائل؛ يصوم ١-٢-٣ فإذا قِيل له لِمَ لا تصُم ١٣-١٤-١٥ يقول وما أدراني؛ لعلّي لا أُدرِكُها؛ فوصية النبي ﷺ أن أصوم ثلاثة.
هل يجب صيام الأيام البيض بالتحديد؟
ومِن هُنا، يُخبِر الشيخ سعد العتيق “بارك الله فيه”؛ من يستطيع أن يصوم الأيام البيض من شهر شعبان أو رجب وغيرهم من الشهور ١٣-١٤-١٥ فحسنًا؛ لكن إن قال مُسلِم: أنا لا أستطيع صوم إلا كُل يوم خميس، أو لا أقدِر إلا على صوم يوم واحد في العشرة أيَّام؛ فيُقال له أنت بالخيار، ليس شرطًا أن تصوم الأيام البيض فقط؛ فالأهم أن تصوم ثلاثة أيام فقط؛ والحسنة بعشر أمثالها، فإن صُمت عن عشرة أيام فإن ثلاثة أيام تكون عن شهر.
فقد يأتي سائل ويقول: والله لم أدري أن اليوم هو الثالث عشر؛ فلم تفُت الفُرصَة يا أخي، صُم الخميس القادم وصم الاثنين اللي بعده، وصُم في الأسبوع اللي وراه؛ فأهم شيء هو أن تصوم ثلاثة أيام، وليس شرطًا ثلاثة أيام البيض.
فيوم الخميس تُفتح فيه أبواب الجنان؛ فكان يصومه الحبيب ﷺ فيقول: يومُ تفتح فيه أبواب الجنة ويوم تُعرَض الأعمال فيه إلى الله.
الحكمة من صيام الأيام البيض
يقول “العتيق”؛ لا يشغلكم الأيام البيض وتحرِّيها، فالحِكمَة ليس في الأيام البيض فحسب، لكن الحكمة أن تصوم ثلاثة أيامٍ في كُل شهر.
فعلى ظروفك يكون الأمر، فإذا أردت أن يكون صيامك في العشر الأوائل، أو الأواسط أو العشر الأواخر؛ أو يوم في العشر الأوائل، أو يوم في الأواسط أو يوم في العشر الأواخر من الشهر؛ فأهم شيء هو أن تجمع ثلاثة أيام.
صُم ما استطعت وليس الأيام البيض بالذات
فليس من الشروط أن تصوم ثلاثة أيام متتالية؛ فإذا صُمت الأيام البيض فكان بها ونِعمة، وإن صمت الثلاثة أيام متفرقات فحسنًا.
النبي ﷺ كان يحرِص على صيام يوم الإثنين، فصُمه أنت كذلك اقتداءً بسُنَّة الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك كان يصوم -بأبي هو وأُمي- يوم الخميس، فصُمه أيضًا، لكن لا يكون التَّعلُّق حائلا بينك وبين الطاعات. فبعضُ الناس مُتمسِّك ويقول: هذه أيام بيض. لكن الأمر فيه سعة يا أخوة الإسلام، صوموا ما استطعتم في خلال الشهر كُلِّه.
فقد جاء في رواية أبو هريرة في مسند أحمد بإسناده صحيح “أوصاني خليلي بثلاثٍ: صومِ ثلاثةِ أيَّامٍ من كلِّ شَهْرٍ، وصلاةِ الضُّحى، ولا أَنامَ إلَّا على وِترٍ“.
صُم واذكر الله كثيرًا، واستعد لشهر رمضان المبارك جيدًا؛ علَّ الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا فيه من المقبولين ~ اللهم آمين.