يُحبِّذُ الكثير من الأطفال تجربة (الصيام) في شهر رمضان، تقليدًا للآباء والأمهات، ويحتار الكثير من الأهالي حول الموعد الصحيح لصيام الأطفال، وهل يكون الصيام ملائمًا لأجسام الأطفال أم لا. في هذا المقال تكمن الإجابة حول العُمر الصحيح لصيام الأطفال، والشروط التي يجب أن تتوافر لكي يتمتَّع الأطفال بتجربة الصيام دون أن يعود ذلك بالأضرار على أجسامهم.
متى يجب أن يصوم الطفل؟
تُجيب الدكتورة (رند الديسي، أخصائية تغذية علاجية) بأن السِّن الطبيعي لصيام الطفل يكون عند فترة البلوغ، إذ يكون الطفل في مرحلة البلوغ ذا جسد قادر على تقبُّل الصيام أكثر مما قبل. والصيام لفترة طويلة يؤدي إلى انخفاض في نسبة السّكر في الدم، لذا لابد أن يتبع الشخص نظامًا غذائيًا خلال فترة الإفطار، خاصة مع الأطفال، بحيث يتناول الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، ويبتعد عن أي نقص قد يحدث عنده.
وإذا أحبَّ الأطفال تجربة الصيام قبل فترة البلوغ، فمن الأفضل ألا يصوم أيامًا متتالية، بل يتَّبع في صيامه مبدأ اليوم واليوم، بحيث يصوم يومًا، ويفطر يومًا، أو يتبع نظام الصّيام لنصف اليوم فقط، وتكون هذه التجربة بهدف تعرُّف الطفل على عملية الصيام.
وهناك عدة شروط من الواجب اتباعها خلال الصيام في شهر رمضان، حتى لا يؤثر الصيام على أجسام الأطفال المقبلين على الصيام:
- توجيه الأطفال إلى الأغذية الصحية خلال أيام الصيام، لأن الأطفال عادة ما يُقلِّدون الوالدين في تناولهم للغذاء، فإذا رأوا الوالدين يتَّبعوا نظامًا غذائيًا صحيًا، فمن المؤكد سيتَّبع الأطفال النظام الغذائي الصحي، أما إذا رأوهم يتبعون الأنظمة الغير صحية، كالإكثار من تناول الحلويات والسكريات والقطائف المليئة بالسكر، فإن الطفل سيتبع هذه الأغذية، لذا فإن الشرط الأول: أن يتَّبع الطفل الأغذية الصحية التي يتِّبعها الوالدين.
- من الممكن أن يلجأ الآباء لعمل الحلويات مرة أو اثنين في الأسبوع، لذا لابد من توفير بدائل تكون صحية للأطفال، فكما قد يتوفر القطائف والحلويات، لابد من توفير الفاكهة كبديل صحي للأطفال يتناولون منها إلى جانب تلك الحلويات.
- لابد من التركيز على تناول السوائل عند الأطفال خلال الشهر الكريم، فهناك العديد من الأطفال يميلون إلى تناول العصائر والمشروبات المختلفة التي تحتوي على السكر أكثر من الماء، لذا لابد من التركيز على توفير كمية كافية من السوائل، وتذكير الأطفال دائمًا بشرب الماء، ومتابعة كمية الماء التي أخذها الطفل في الساعة.
- يعاني العديد من الأطفال من مشكلة الإمساك، وعادة ما تكون هذه المشكلة بأسباب تتعلق من الناحية الغذائية، ومن قلة الحركة، ومن أهم النقاط التي تلعب دورًا في تكوين الإمساك: تكوين الجسم ومتطلباته، ففي بعض الحالات والفئات العُمرية لكي يستفيد الجسم أكثر ما يمكن من الأغذية يقوم بإبطاء عملية الهضم، وهو شيء وارد عند الأطفال، وعند كبار السن، وعند المرأة الحامل، فالأفضل التركيز على مستوى الألياف التي يتناولها الطفل، للحد من وجود الإمساك الذي يؤثر على صحة الجسم بشكل عام، ولا سيما صحة الجهاز الهضمي، وجهاز المناعة، خاصة في فترة الصيام، لذا لابد من توفير هذه الألياف في الأغذية والتأكد من أن الطفل يتناولها بشكلٍ كافٍ.
تجد هنا: نصائح طبية لنوم صحي في رمضان
هل يحتاج الأطفال إلى مكملات غذائية في فترة الصيام؟
إن الأطفال ليسوا بحاجة إلى المكملات الغذائية إذا كان غذائهم وافٍ، أي يكون فيه خضروات وفواكه وبروتين ونشويات بكميات قليلة، إلا إذا كان عنده نقص معين، ولابد من معالجة هذا النقص، ومن أكثر الفيتامينات شيوعًا التي يكون فيها نقص، لا سيما عند الأطفال: هو فيتامين د، الناتج عن عدم التعرض للشمس.
وإذا تعرض الجسم للشمس يكون بكمية قليلة بحيث يُغطِّي أجزاءً قليلة من الجسم، فلا يتمكَّن الجسم من امتصاص كميات كبيرة من فيتامين د، لذا يُفضَّل عمل فحص دوري (لفيتامين د) وإذا كان فيه نقص يمكن تعويضه بالمُكمِّل، غير ذلك لا يكون الأطفال بحاجة إلى مكملات غذائية.
اقرأ هُنا: ريجيم سريع للتخسيس في شهر رمضان