مرحباً بكم طلاب الأعزاء نتحدث معكم عن كل ما يخص قواعد اللغة العربية. تأملوا الجملة التالية: لقد أصبح القمر بدراً. وهذا يُذكرنا بالوصف الرائع للشاعر أبو الطيب المتنبي عندما قال في تشبيه الحسناء بالقمر:
سَفَرَت وَبَرقَعَها الفِراقُ بِصُفرَةٍ
سَتَرَت مَحاجِرَها وَلَم تَكُ بُرقُعا
فَكَأَنَّها وَالدَمعُ يَقطُرُ فَوقَها
ذَهَبٌ بِسِمطى لُؤلُؤٍ قَد رُصِّعا
نشرتْ ثلاثَ ذوائبٍ من شعرها
في ليلة فأرت لياليَ أربعَا
وَاِستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِها
فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا
أتعلمون أصدقائي يكون القمر بدراً في الليلة (الرابعة عشرة) من الشهر، ونُلاحظ هُنا أن العدد أربعة عشرة يُصاغ ليصف ما قبله ويدلُ على الترتيب. وهذا يقودنا إلى موضوع الدرس وهو صياغة العدد على وزن فاعل وإعرابها.
أي الأعداد تُصاغ على وزن فاعل؟ يصاغ من المفرد أو المركب أو المعطوف أما ألفاظ العقود فلا يصغي منها.
الأعداد المفردة من واحد إلى عشرة (1 إلى 10)
تأتي الأعداد المفردة على وزن فاعل فنقول:
- ثاني: ثانية.
- ثالث: ثالثة.
- رابع: رابعة.
- خامس: خامسة.
- سادس: سادسة.
أمثلة:
- قرأت الفصل الثاني.
- أقمتُ الليلة العاشرة.
- ذهبت إلى الحجرة الخامسة.
- أحمد الأول على المدرسة.
ورقم واحد يُقال بدلاً منه (أول وأولى). مثل: أحمد الأول على المدرسة.
ونُلاحظ في الأمثلة السابقة أن العدد يطابق المعدود تذكيراً وتأنيثاً، ويعرب العدد حسب موقعه في الجملة.
أما العدد فهو يستعمل بمفرده ليفيد الاتصاف بمعناه وليحافظ على الرتبة العددية.
جاء الرابع على دفعته.
يأتي مع الأسماء الأعداد التي أُشتق منها مساوياً لها في المعنى مضافاً إليه فيدلُ أن الأول بعض الثاني أو منحصرٌ فيه: أحمد ثالثُ ثلاثة حضروا الدرس.
ويتفق الجزأين من العدد اثنين في التذكير والتأنيث. وفي باقي الأعداد يكون الجزء الأول متفق والباقي مخالف (أحد اثنين، أحدى ثلاث).
يأتي مع العدد الذي يسبقه مباشرة ليُفيد التتميم؛ مثل: فرنسا رابعة ثلاث دول عرفت الذرة.
وهنا نجِد: إعراب أسلوب الشرط.. أركانه، وأدواته الجازمة وغير الجازمة.. بالأمثلة
الأعداد المركبة من أحد عشرة إلى تسعة عشر (من 11 إلى 19)
يأتي العدد على وزن فاعل مع الأعداد المركبة في الجزء الأول منها ويبقى الجزء الثاني كما هو فنقول:
- الحادي عشر: الحادية عشرة.
- الثاني عشر: الثانية عشرة.
- الثالث عشر: الثالثة عشرة.
- الرابع عشر: الرابعة عشرة.
أمثلة:
- حضر الزائر الحادي عشر ← طابق الجزءان المعدود تذكيراً.
- قرأت الفصل الثالث عشر ← طابق الجزءان المعدود تذكيراً.
- يكون القمر بدراً في الليلة الرابعة عشرة ← طابق الجزءان المعدود تأنيثاً.
- أرسلت الرسالة التاسعة عشرة ← طابق الجزءانِ المعدود تأنيثاً.
نُلاحظ أن العدد بجزئيه يطابق المعدود في التذكير والتأنيث، وإعرابه مبني على فتح الجزأين في محل رفع أو نصب أو جر حسب موقعه في الجملة.
حادي، ثاني
وما يكون جزئه الأول ينتهي بحرف الياء (حادي، ثاني) فيكون الجزء الأول مبني على السكون.
أما صوره فهو يستعمل بمفرده ليفيد الاتصاف بمعناه مجرداً فيطابق في التذكير والتأنيث:
- امتحن الطالب الثالث عشر.
- امتحنت الطالبة الثالثة عشرة.
ويكون العدد الأول منحصراً في الثاني أو بعضه. وصوره:
يكون جزء كل منهما مبنياً ماعدا الجزء الأول من (اثني عشر واثنتي عشر) فُيطابق العدد المركب الأول الموصوف في التذكير والتأنيث. ويخضعُ العدد المركب الثاني لقواعد كتابة الأعداد.
- رابعة عشرة: رابع عشرة.
- ثانية عشرة: اثنتي عشرة.
- رابع عشر: أربعة عشر.
الاقتصار على الجزء الأول من المركب الأول ويُضافُ للمركب الثاني:
- حادي: أحد عشر.
- ثانية: اثنتي عشرة.
الاقتصار على المركب الأول مع بناء الجزأين:
- إنه رابع عشر.
- هي رابعة عشرة.
يستعمل مع ما دونه مباشرة ليفيد التتميم:
- ثانية عشر.
- إحدى عشرة.
أيضًا؛ لدينا هنا: الاسم المنسوب وصياغته ودلالاته
المعطوف من العدد من 21 إلى 99
يأتي العدد على وزن فاعل مع الأعداد المعطوفة فنقول:
- الحادي والعشرون: الحادية والعشرون.
- الثاني والعشرون: الثانية والعشرون.
- الثالث والعشرون: الثالثة والعشرون.
- الرابع والعشرون: الرابعة والعشرون.
أمثلة:
سافر الفوج الخامسُ والعشرون.
يُطابق العدد المعدود تذكيراً مثل:
قرأت الرواية الثالثة والثلاثين.
أجبت التمرين الرابع والثلاثين.
يطابق العدد المعدود تذكيراً.
نُلاحظ أن: العدد يطابق المعدود في التذكير والتأنيث، ويعرب حسب موقعه في الجملة وصوره:
دلالة الاتصاف بها مثل:
عولج المريض الحادي والعشرون.
وانحصار العدد في المذكور:
- رابع وخمسون: أربعة وخمسين.
والتتميم بذكر ما دونه مباشرة:
- ثالث وأربعون.
- اثنين وأربعين.
وبهذا نكون قد انتهينا من درس صياغة العدد على وزن “فاعل” وإعرابه.
وآخر مقترحاتي لكم مع هذا الشَّرح: المفعول فيه / الظرف «الزمان والمكان».. إعرابه وأمثلة عليه