الحب بين الأزواج
لكل زمان طريقة للتعبير في الحب، ولكل مكان أيضًا طقوسه في الحب، وكل فرد في هذا الكون له طريقته في الحب، ومع باقتنا من صور حب للزوجين يُمكننا فعل المزيد، فالحب هو واحد، ولكن طريقة التعبير عنه تختلف من مكان وزمان وأفراد، ولكل فترة أو مكان أو حتى فرد جمال خاص به، ونحاول هنا أن نستعرض بعض من الطرق المختلفة في التعبير عن الحب.
نحاول هنا في هذه الفقرة أن نتحدث عن الحب واختلافه من زمان لزمان، ربما تابعت الأفلام القديمة ووجدت أن هناك طرق مختلفة في التعبير عن الحب، لعلك أيضًا لاحظت انتقاد الفنان محمود مرسي لاختلاف زمن الحب بين جيل الستينيات عن جيل الثمانينيات في التعبير عن المشاعر التي تتواجد في قلوبهم، لعلك تتعجب الآن، وتقل لنفسك، وماذا لو كان موجودًا في الألفينيات، ووجد الحب الآن.
لعلك تتعجب الآن من كل هذا، نعود إلى المقارنة التي وضعها الفنان في مسلسل أبو العلا البشري، لعلك استمعت لهذه الفقرة من المسلسل، أو قرأتها فهي متداولة بين العديد من المواقع الاجتماعية المختلفة، ونجده يقارن بين أغاني الفن القديم، وأغاني هذه الفترة التي تعبر عن المشاعر بشكل مختلف، وعن كونهم لا يروا بعضهم على الدوام، بل أنهم كانوا لا يعبروا عن مشاعرهم إلا بطريقة واحدة، وبطريقة صعبة في هذا الوقت، وهي طريقة الجواب، كان الحبيب يكتب لحبيبه العديد من العبارات الجميلة والرقيقة التي تعبر عن مشاعره تجاه الحبيب، ويرسلها عبر البريد، وليس البريد الإلكتروني كما في عصرنا الآن، وينتظر الرد من الممكن أن ينتظر أيام، أو شهور، ومن الممكن أن لا يجد رد نهائي، فالمشكلة هي أن الجواب عاد مرة أخرى للمصلحة، وبالتالي يفتفد المحبين حتى الوسيلة التي تتواجد بينهما.
وحتى التليفون لم يكن متاحًا كما في العصر الحالي، فقديمًا كان هو هاتف واحد، بل ومن الممكن أن لا يتواجد في كل منزل، فيكون حتى التواصل وسماع صوت الحبيب يكون من الصعاب على الطرفين، الحب كان من الأشياء الصعبة، وليس سهل كما في العصر الحالي، كل شيء تغير، الحب الآن سهل للغاية، وكما قال أبوالعلا البشري، أصبح كالسندوتش ينتهي في السكة، يتم أكله بسرعة، وإلتهامه دون الإحساس بجماله وطعمه، أصبح كمجرد سد للجوع فقط، كانوا قديمًا لا يمكن أن يروا بعض بسرعة أو حتى بسهولة، من الممكن أن ينتظر الحبيب حبيبه عام بأكمله ليراه في الإجازة أو في الصيف، كان من الممكن أن ينتظر أعوام حتى يعود الطرف الآخر من السفر، وعلى الرغم من ذلك فالحب كان مشتعل، ولا يوجد لأي شيء أن يعرقل هذه المشاعر، ولا يمكن لهذا الحب أن يتغير، الحب ثابت لا يمكن لأي شيء أن يغيره، أو حتى يقضي عليه.
الحب قوي، والرجل يفعل المستحيل لكي يحصل على الحبيبة، وهي تفعل المستحيل حتى لا تتزوج من غيره، وإن فرض الزمن عليها الزواج من غيره، أو حتى تزوج هو لا يمكن أن ينسى هذا الحب، وهذا ما حدث في المسلسل نجد أن أبوالعلا البشري، ظل مخلص لـ نعمات حتى بعد أن تزوجت وأنجبت، وظل على ذكراها، حتى بعد أن أصبحت أرملة، عاد إليها، وفي نفس الوقت، جاء لأبنائها حتى يغير حالهم إلى الأصلح، شعر وكأن أولادها هم أبنائه الذي لم ينجبهم، ولم يتزوج من أجل الوفاء لها، ومع الوقت والانتظار يتزوجها في نهاية عمره، ليظل معها حتى النهاية، هو يريد أن يكون بجانبها مهما حدث، ومهما مر الزمن، هذا هو الحب قديمًا.
الحب الآن
ولكن الآن الحب تغير للغاية، يمكنك أن تكون مع الحبيب في كل ثانية، يمكنك أن تسمع صوته في الوقت الذي تريده، ويمكنك أن تشعر بالسعادة والفرح معه، أنت تجد حبيبك في أي وقت متاح لك، ولكن للأسف قد لا يستمر الحب لفترة طويلة، ومن الممكن أن يكون من العلاقات الجميلة والناجحة، والقوية مع مرور الأيام على حسب الأشخاص، ولكن أغلب العلاقات التي نجدها في عصرنا الحالي، ما هي إلا علاقة عبارة عن التواصل الاجتماعي، تريد أن ترى الحبيب يكون ذلك عن طريق شبكة الإنترنت، تريد أن تحادثه لديك هاتف، ولدى الحبيب هاتف، تريد أن تراه، مجرد صورة أو حتى مكالمة فيديو يمكنك أن ترى الحبيب في أي لحظة وفي أي وقت، وبأي حال، هناك مَنْ لا يشعر بأهمية وجمال هذه المشاعر الرقيقة التي تتواجد في القلب، ولا يعلم تأثيرها على الحبيب أو حتى على الحب، قديمًا الحب كان صعبًا للغاية ويبقى.
أما الآن، الحب سهل، حتى كلمة بحبك باتت سهلة للغاية، يقولها أي طرف، في أي لحظة، وفي أي وقت، وتصبح النتيجة كما نرى، هجر وخصام وبعد وعناد، وفي النهاية لا شيء، يرجع المحبين وكأنهم لم يلتقوا من قبل، مشاعر الحب تموت، تنتهي، وكأن ستار النهاية على المشاعر يبدأ ويقترب في النزول، كل شيء سريع وينتهي بسرعة، حتى في الأغاني، هناك تغير كبير، كان المطرب قديمًا يصف حبيبته بأرق الكلمات، ويصف مدى شوقه ولوعته، وفرحته بسماع صوته أو حتى برؤيته، ولكن الآن الوضع تغير، بدأت الأغاني تحتوي على بعض من السباب للحبيبة، أو حتى للحبيب، ما هذا الحال الذي وصل الحب إليه؟ لا أحد يعلم، أتأثير التكنولوجيا؟ أتأثير العولمة؟ لا بد وأن العديد من العوامل اتحدت مع بعضها البعض لتكون هي المشكلة في نهاية الحب بهذا الشكل الدراماتيكي.
أما بالنسبة للمكان، فالحب بالفعل يختلف من مكان إلى مكان، هناك مجتمعات تسمح بإقامة علاقة مع الحبيب بدون زواج، والمجتمع بأكمله يكون على علم بذلك، ومن الممكن أن تنتهي العلاقة، وكل فرد يبحث عن طرف آخر، وتكون الصراحة فيما بينهما هي أساس وأهم شيء في العلاقة بين الطرفين، وهكذا.
ولكن هناك مجتمعات ترى أن هذا بالطبع يعتبر جريمة أخلاقية، ولا يجب أن يحدث هذا على الإطلاق، فهذا يكون ضد الأديان، وضد الأعراف والتقاليد، فالحب من الممكن أن يعترف به، ولكن لا بد وأن يكون هناك زواج بين الطرفين، هذه هي التقاليد، ولا يجب لأحد أن يغوص بأعماق تفكيره بأن يقوم بفعل أي شيء بدون أن يكون هناك زواج بين الطرفين، هذه بعض المجتمعات.
وهناك المجتمعات التي تجرم شيء اسمه الحب، فالحب هو الذي يحدث بعد التزواج فقط، وما عدا ذلك لا يعد حبًا على الإطلاق، ومن الممكن أن نجد العديد من النماذج المجتمعية، وفي قبولهم أو تحفظهم على الحب في البلد الواحدة، فهناك الكثير من العادات والتقاليد التي تحكم قوانين الحب بين الطرفين.
بالإضافة إلى أنه قد يكون الحب في بعض الأحيان مجرم إن كان خارج القبيلة، أو كان لقبيلة معادية، فتعتبر هذه من الجرائم التي قد تؤدي إلى الحروب الأهلية، ولكن ما باليد حيلة، فالحب لا يمكن أن يتم بإرادة الفرد، الحب يحدث من تلقاء نفسه، ويكون شيء جميل للغاية، لا باليد ولا بالعقل ولا بالقلب نفسه أي سلطة عليه، فهو يحدث بين الطرفين دون أي تدخل من أفراد أو حتى المحبين أنفسهم.
الأجمل لكما: صور حب للزوجين
وللزوجين النصيب كله، لا نتحدث عن مجرد صور حب للزوجين فحسب، وإنما ما قرأتمونهُ بالاعلى يُمثّل دفعة حب وغرام كبيرة، بجانب الألبوم، صور حب وغرام لكي يُصبح للكلمة شكل ومعنى آخر يوضح الحب والولع الذي يُكنّه الزوج للزوجة، والزوجة لزوجها.
أرقى الصور الرومانسية والغرامية لكل زوجين يُحب بعضهم البعض، يُحلّق الحب في أرجاء منزلهما، يجرب في عروقهما، صور رومانسية لكل زوجين عاشقين يُريدان تجديد الحب بالصور والكلمات والمشاعر.